أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

الشيخ عبدالله حسن آل درويش

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

المؤلف:

الشيخ عبدالله حسن آل درويش


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

الرَّحِيْمُ ، أذْهِبْ عَنِّي الْغَمَّ وَالْحُزْنَ وَالْفِتَنَ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.

وقال : ما أحد من أمتي يقول ذلك إلّا أعطاه الله ما سأل.

قال : وروي لنا في حديث آخر أنك إذا أردت أن تقول هذه الكلمات ، فامسح يدك اليمنى على موضع سجودك ثلاث مرات ، وامسح في كل مرة وجهك ، وأنت تقول في كل مرة هذه الكلمات المذكورة.

من أدعية أمير المؤمنين عليه‌السلام

في الكافي : ج ٣ ص ٣٢٥ ، روي أنه كان عليه‌السلام يقول وهو ساجد :

ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَتَضَرُّعِي إلَيْكَ ، وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ ، وَآنِسْنِي بِكَ يَا كَرِيمُ.

وكان يقول عليه‌السلام أيضاً كما روي :

وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ ، وَزَجَرْتَنِي عَنْ مَحَارِمِكَ فَلَمْ أنْزَجِرْ ، وَغَمَرَتْنِي أيادِيْكَ فَمَا شَكَرْتُ ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ يا كَرِيمُ أسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوتِ ، وَأسْأَلُكَ العَفْوَ عِنْدَ الحِسَابِ.

٢٦١

وعن فقه الرضا عليه‌السلام : ص ١٤١ : قال عليه‌السلام وكان أمير المؤمنين عليه‌السلاميقول في سجوده :

اللَّهُمَّ ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَتَضَرُّعِي إلَيْكَ ، وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ ، وأُنْسِي إلَيْكَ يَا كَرِيْمُ فَإنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ ، أتَقَلَّبُ في قَبْضَتِكَ ، يَا ذَا المَنِّ وَالْفَضْلِ وَالجُودِ وَالغِنَى وَالكَرَمِ ارْحَمْ ضَعْفِي وَشَيْبَتِي مِنَ النَّارِ يَا كَرِيمُ.

قال العلامة المجلسي رحمه‌الله في بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ٢١٧ ح ٣٣ : نقل من خط الشهيد رحمه‌الله قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أحب الكلام إلى الله تعالى أن يقول العبد وهو ساجد :

إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْلِي. ثلاثاً.

وعن قرب الإسناد الحميري : ص ١ ح ١ ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق عليه‌السلام ، عن أبيه عليه‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام يقول في دعائه وهو ساجد :

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أنْ تَبْتَلِيَنِي بِبَلِيَّةٍ تَدْعُونِي ضَرُورَتُهَا عَلَى أنْ أتَغَوَّثَ بِشَيءٍ مِنْ مَعَاصِيْكَ ، اللَّهُمَّ وَلاَ تَجْعَلْ بِي حَاجَةً

٢٦٢

إلَى أحَدٍ مِنْ شِرَارِ خَلْقِكَ وَلِئَامِهِمْ ، فَإنْ جَعَلْتَ بِي حَاجَةً إلى أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَاجْعَلْهَا إلَى أحْسَنِهِمْ وَجْهَاً وَخَلْقَاً وَخُلُقَاً ، وَأسْخَاهُمْ بِهَا نَفْسَاً ، وَأطْلَقِهِمْ بِهَا لِسَانَاً ، وَأسْمَحِهِمْ بِهَا كَفَّاً ، وَأَقَلِّهِمْ بِهَا عَلَيَّ امْتِنَانَاً.

من أدعية الإمام زين العابدين عليه‌السلام

روى الشيخ الصدوق رحمه‌الله في (الأمالي : ص ٣٨٩ ح ١٢) عن الثمالي قال : دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الاسطوانة السابعة قائماً يصلي يحسن ركوعه وسجوده ، فجئت لأنظر إليه فسبقني إلى السجود فسمعته يقول في سجوده :

اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَقَدْ أطَعْتُكَ في أحَبِّ الأشْيَاءِ إلَيْكَ وَهُوَ الإيْمَانُ بِكَ ، مَنَّاً مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ لاَ مَنٌّ بِهِ مِنِّي عَلَيْكَ ، وَلَمْ أعْصِكَ في أبْغَضِ الأشْيَاءِ إلَيْكَ : لَمْ أدَّعِ لَكَ وَلَداً ، وَلَمْ أتَّخِذْ لَكَ شَرِيكاً ، مَنَّاً مِنْكَ عَلَيَّ لاَ مَنٌّ مِنِّي عَلَيْكَ ، وَعَصَيْتُكَ في أشْيَاءَ عَلَى غَيْرِ مُكَاثَرَةٍ وَلاَ مُكَابَرَةٍ ، وَلاَ اسْتِكْبَارٍ عَنْ عِبَادَتِكَ ، وَلاَ جُحُودٍ لِرُبُوبِيَّتِكَ ، وَلَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوَايَ وَأضَلَّنِي الشَّيْطَانُ بَعْدَ الحُجَّةِ وَالْبَيَانِ ، فَإنْ تُعَذِّبْنِي غَيْرَ ظَالِمٍ لِي ، وَإنْ

٢٦٣

تَرْحَمْنِي فَبِجَودِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

ثم انفتل وخرج من باب كندة ، فتبعته حتى أتى مناخ الكلبيين ، فمر بأسود فأمره بشيء لم أفهمه ، فقلت : من هذا؟ فقال : هذا علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فقلت : جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع؟ فقال : هذا الذي رأيت.

قال السيد ابن طاووس رحمه‌الله تعالى في (فلاح السائل : ص ٣٦٥) في تعقيب صلاة العصر : ثم اسجد وقل ما ذكر جدي السعيد أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه أن مولانا علي بن الحسين عليهما‌السلام كان يقول صلوات الله عليه إذا سجد ، يقول مائة مرة : الْحَمْدُ للهِ شُكْرَاً ، وكلما قال عشر مرات قال : شُكْرَاً لِلْمُجِيبِ ، ثم يقول :

يَا ذَا الْمَنِّ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَنْقَطِعُ أبَداً ، وَلاَ يُحصِيهِ غَيْرُهُ ، وَيَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذي لاَ يَنْفَدُ أبَداً ، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ.

ثم يدعو ويتضرع ويذكر حاجته ثم يقول :

لَكَ الْحَمْدُ إنْ أطَعْتُكَ ، وَلَكَ الحُجَّةُ إنْ عَصَيْتُكَ ، لاَصُنْعَ لِي وَلاَ لِغَيْري في إحْسَانٍ مِنْكَ في حَالِ الحَسَنَةِ ، يَا كَرِيمُ يَا

٢٦٤

كَرِيمُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، وَصِلْ بِجَمِيْعِ مَا سَألْتُكَ وَسْألَكَ مَنْ في مَشَارِقِ الأرْضِ وَمَغَارِبِهَا مِنَ المُؤمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَابْدَأْ بِهِمْ وَثَنِّ بِي بِرَحْمَتِكَ.

ثم يضع خده الأيمن على الأرض ويقول :

اللَّهُمَّ لاَ تَسْلُبْنِي مَا أنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ وِلاَيَتِكَ وَوِلايَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.

ثم يضع خده الأيسر على الأرض ويقول مثل ذلك هذه آخر الرواية.

قال : ثم ادع بما أحببت ، وإن شئت قلت وأنت ساجد :

اللَّهُمَّ لَكَ قَصَدْتُ ، وَإلَيْكَ اعْتَمَدْتُ وَأرَدْتُ ، وَبِكَ وَثِقْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَأنْتَ عَالِمٌ بِمَا أرَدْتُ.

فقد روي أن من قال ذلك لم يرفع رأسه حتى تقضى حاجته إن شاء الله تعالى.

وفي (الكافي : ج ٣ ص ٣٢١) من دعاء الإمام الباقر عليه‌السلام وهو ساجد وقد سمع حنينه :

٢٦٥

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي حَقَّاً حَقَّاً ، سَجَدْتُ لَكَ يَا رَبِّ تَعَبُّدَاً وَرِقَّاً ، اللَّهُمَّ إنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي ، اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ ، وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ.

قال : وكان أبو جعفر عليه‌السلام يقول وهو ساجد :

لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ حَقَّاً حَقَّاً ، سَجَدْتُ لَكَ يَا رَبِّ تَعَبُّدَاً وَرِقَّاً ، يَا عَظِيمُ إنَّ عَمَلِي ضَعِيْفٌ فَضَاعِفْهُ لِي ، يَا كَرِيمُ يَا حَنَّانُ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَجُرْمِي ، وَتَقَّبَّلْ عَمَلِي يَا كَرِيمُ يَا جَبَّارُ ، أعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أخِيْبَ أوْ أحْمِلَ ظُلْمَاً ، اللَّهُمَّ مِنْكَ النِّعْمَةُ وَأنْتَ تَرْزُقُ شُكْرَهَا ، وَعَلَيْكَ يَكُونُ ثَوَابُ مَا تَفَضَّلْتَ بِهِ مِنْ ثَوَابِهَا بِفَضْلِ طَوْلِكَ وَبِكَرِيْمِ عَائِدَتِكَ.

من أدعية الإمام الصادق عليه‌السلام

في (الكافي : ج ٣ ص ٣٢٥) عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان يقول في سجوده :

سَجَدَ وَجْهِيَ الْبَالِي لِوَجْهِكَ الْبَاقِي الدَّائِمِ العَظِيمِ ، سَجَدَ وَجْهِيَ الذَّلِيلُ لِوَجْهِكَ العَزِيزِ ، سَجَدَ وَجْهِيَ الفَقِيرُ لِوَجْهِ رَبِّي الغَنِيِّ الكَرِيمِ العَلِيِّ العَظِيمِ ، رَبِّ أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا كَانَ

٢٦٦

وَأسْتَغْفِرُكَ مِمَّا يَكُونُ ، رَبِّ لاَ تُجْهِدُ بَلائِي ، رَبِّ لاَ تُشْمِتُ بِي أعْدَائِي ، رَبِّ لاَ تُسِئْ قَضَائِي ، رَبِّ إنَّهُ لاَ دَافِعَ وَلاَ مَانِعَ إلّا أنْتَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِكَ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ جَمِيْعِ غَضَبِكَ وَسَخَطِكَ ، سُبْحَانَكَ لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ.

وفي (بحار الأنوار ، المجلسي : ج ٨٣ ص ٢٢٩) قال : وكان أبو عبدالله عليه‌السلام يقول في سجدته :

يَا كَائِنُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ ، وَيَا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيءٍ ، لاَ تَفْضَحْنِي فَإنَّكَ بِي عَالِمٌ وَلاَ تُعَذِّبْنِي فَإنَّكَ عَلَيَّ قَادِرٌ ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَدِيلِ عِنْدَ المَوْتِ ، وَمِنْ شَرِّ الْمَرْجِعِ في الْقَبْرِ ، وَمِنَ النَّدَامَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ عِيْشَةً نَقِيَّةً ، وَمِيْتَةً سَوِيَّةً ، وَمُنْقَلَبَاً كَرِيمَاً غَيْرَ مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ.

وكان أبو عبد الله عليه‌السلام يقول :

اللَّهُمَّ إنَّ مَغْفِرَتَكَ أوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي ، وَرَحْمَتَكَ أرْجَى

٢٦٧

عِنْدِي مِنْ عَمَلِي ، فَاغْفِرْ لِي يَا حَيُّ وَمَنْ لاَ يَمُوتُ.

من أدعية الإمام الكاظم عليه‌السلام

عن إرشاد المفيد رحمه الله تعالى : ص ٢٧٧ : قال : كان أبو الحسن موسى عليه‌السلامأعبد أهل زمانه ـ إلى أن قال : وروي أنه كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ، ويخر لله ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس. وكان يدعو كثيراً فيقول :

اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ ، وَالْعَفْوَ عِنْدِ الْحِسَابِ. ويكرر ذلك.

وفي دلائل الإمامة : ص ٣١٠ ، قال : وكان يُدعى (العبد الصالح) من عبادته واجتهاده. وقيل : إنه دخل مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسجد سجدة في أول الليل ، وسمع وهو يقول في سجوده : عَظُمَ الذَنْبُ مِنْ عَبْدِكَ ، فَليْحَسُنْ العَفو مِنْ عِنْدكَ ، يَا أهلَ التَقْوى ، وَيَا أهْلَ المْغفِرَة. وجعل يرددها حتى أصبح.

وروي عن سليمان بن حفص المروزي قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام في سجدة الشكر فكتب

٢٦٨

إليَّ : مائة مرة : شُكراً شكراً ، وإن شئت : عفواً عفواً.

وفي (الكافي : ج ٣ ص ٣٢٥) عن محمد بن سليمان عن أبيه قال : خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام إلى بعض أمواله ، فقام إلى صلاة الظهر ، فلما فرغ خر لله ساجداً ، فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه :

رَبِّ عَصَيْتُكَ بِلِسَانِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لأَخْرَسْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِبَصَرِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لأكْمَهْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِسَمْعِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لأَصْمَمْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِيَدِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَكَنَعْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِرِجْلِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَجَذَمْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِفَرْجِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَعَقَمْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِيَ الَّتِي أنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ وَلَيْسَ هَذَا جَزَاءَكَ مِنِّي.

قال : ثم أحصيت له ألف مرة وهو يقول : الْعَفْوَ الْعَفْوَ.

قال : ثم ألصق خده الأيمن بالأرض فسمعته وهو يقول ، بصوت حزين :

بُؤْتُ إلَيْكَ بِذَنْبِي ، عَمِلْتُ سُوْءَاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِرْلِي فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُنُوبَ غَيْرُكَ يَا مَوْلاَيَ. ثلاث مرات.

٢٦٩

ثم ألصق خده الأيسر بالأرض فسمعته يقول :

ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكَانَ وَاعْتَرَفَ. ثلاث مرات ثم رفع رأسه.

مما يدعى به للمؤمنين في السجود

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ، : قال جدي السعيد أبو جعفر الطوسي رضوان الله عليه : ويستحب أن يدعو لإخوانه المؤمنين في سجوده ، ويقول أيضاً :

اللَّهُمَّ رَبَّ الفَجْرِ وَاللَّيَالِي العَشْرِ ، وَالشَّفْعِ وَالوَتْرِ وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ ، وَرَبَّ كُلِّ شَيءٍ وَإلَهَ كُلِّ شَيءٍ وَخَالِقَ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيْكَ كُلِّ شَيءٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْعَلْ بِي وَبِفُلاَن مَا أنْتَ أهْلُهُ وَلاَ تَفْعَلْ بِنَا مَا نَحْنُ أهْلُهُ فَإنَّكَ أهْلُ التَّقْوَى وَأهْلُ المَغْفِرَةِ.

ثم ارفع رأسك وقل :

اللَّهُمَّ أعْطِ مُحَمَّدَاً وَآلَ مُحَمَّدٍ السَّعَادَةَ في الرُّشْدِ ، وإيمَانَ اليُسْرِ وَفَضِيْلَةً في النِّعَمِ ، وَهَنَاءَةً في العِلْمِ حَتَّى تُشَرِّفَهُمْ عَلَى

٢٧٠

كُلِّ شَريفٍ ، الحَمْدُ للهِ وَلِيِّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبِ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ ، لَمْ يَخْذُلْنِي عِنْدَ شَدِيْدَةٍ ، وَلَمْ يَفْضَحْنِي بِسَرِيْرَةٍ فَلِسَيِّدِي الحَمْدُ كَثِيرَاً.

ثم يقول :

اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنِي وَلَمْ أكُنْ شَيْئَاً مَذْكُورَاً رَبِّ أَعِنِّي عَلَى أهْوَالِ الدُّنْيَا وَبَوَائِقِ الدَّهْرِ وَنَكَبَاتِ الزَّمَانِ ، وُكُرُبَاتِ الآخِرَةِ وَمُصِيْبَاتِ اللَّيَالِي وَالأيَّامِ ، وَاكْفِنِي شَرَّ مَا يَعْملُ الظَّالِمُونَ في الأرْضِ ، وَفِي سَفَرِي فَاصْحَبْنِي ، وَفِي أهْلِي فَاخْلُفْنِي ، وَفِيْمَا رَزَقْتَنِي فَبَارِكْ لِي ، وَفِي نَفْسِي لَكَ فَذَلِّلْنِي ، وَفِي أعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِي ، وَإلَيْكَ فَحَبِّبْنِي ، وَبِذُنُوبِي فَلاَ تَفْضَحْنِي ، وَبِعَمَلِي فَلاَ تَبْتَلِنِي ، وَبِسَرِيْرَتِي فَلاَ تُخْزِنِي ، وَمِنْ شَرِّ الجِنِّ وَالإنْسِ فَسَلِّمْنِي ، وَلِمَحَاسِنِ الأخْلاقِ فَوَفِّقْنِي ، وَمِنْ مَسَاوِىءِ الأخْلاقِ فَجَنِّبْنِي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي يَا رَبَّ المُسْتَضْعَفِينَ وأنْتَ رَبِّي ، إلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أمْرِي أمْ إلَى بَعِيْدٍ فيتَجَهَّمَنِي ، فإنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ يَا رَبِّ فَلاَ أُبَالِي غَيْرَ أنَّ عَافِيَتَكَ أوْسَعُ لِي وَأَحَبُّ إلَيَّ.

٢٧١

أعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ الَّذِي أشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ ، وَكَشَفْتَ بِهِ الظُّلْمَةَ ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أمْرُ الأوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ مِنْ أنْ يَحُلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ أوْ يَنزِلَ بِي سَخَطُكَ ، لَكَ الحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى وَبَعْدَ الرِّضَا ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلّا بِكَ.

دعاء في سجدة الشكر لطلب الرزق

قال العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في (البحار : ج ٨٣ ص ٢١٦ ح ٣٠) : وفي الكتاب العتيق : دعاء في سجدة الشكر لطلب الرزق :

يَا مَنْ لاَ تَزِيْدُ مُلْكَهُ حَسَنَاتِي ، وَلاَ تَشِيْنُهُ سَيِّئَاتِي ، وَلاَ يَنْقُصُ خَزَائِنَهُ غِنَايَ ، وَلاَ يَزِيْدُ فيهَا فَقْرِي ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأثْبِتْ رَجَاءَكَ في قَلْبِي ، وَاقْطَعْ رَجَائِي عَمَّنْ سِوَاكَ ، حَتَّى لاَ أرْجُوَ إلّا إيَّاكَ ، وَلاَ أخَافَ إلّا مِنْكَ ، وَلاَ أثِقَ إلّا بِكَ ، وَلاَ أتَّكِلَ إلّا عَلَيْكَ ، وَأجِرْنِي مِنْ تَحْوِيْلِ مَا أنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ في الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أيَّامَ الدُّنْيَا بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيْمُ.

٢٧٢

من أدعية الصباح والمساء

الأول : اللَّهُمَّ إِنَّ ظلمي أصبح مستجيراً

جاء في تفسير القمّي : ص ١١ ح ٢ ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث الإسراء ـ وهو طويل ـ : وعلّمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت وأمسيت :

اللَّهُمَّ إِنَّ ظلمي أصبح مستجيراً بعفوك ، وذنبي أصبح مستجيراً بمغفرتك ، وذلّي أصبح مستجيراً بعزّك ، وفقري أصبح مستجيراً بفنائك ، ووجهي الفاني البالي أصبح مستجيراً بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفنى.

وفي روضة الواعظين : ص ٣٢٨ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : من قال حين يمسي ثلاث مرات :

سُبْحَانَ اللهِ حِيْنَ تُمْسُونَ وَحِيْنَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ في

٢٧٣

السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَعَشِيَّاً وَحِيْنَ تُظْهِرُونَ.

لم يفته خير يكون في تلك الليلة ، وصرف عنه جميع شرها ، ومن قال مثل ذلك حين يصبح لم يفته خير يكون في ذلك اليوم ، وصرف عنه جميع شره.

الثاني : أمسيت اللهم معتصماً

عن فلاح السائل : ص ٣٩٢ ح ٢٢ ، وأمان الأخطار : ص ٤٧ : وتقول أيضاً ما قاله مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام عند مبيته على فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقيه بمهجته من الأعداء ، فإنه من مهمات الدعاء عند الصباح والمساء ، وجدناه مروياً عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام أنه لما قدم إلى العراق حيث طلبه المنصور ، اجتمع إليه الناس فقالوا : يا مولانا تربة قبر الحسين صلوات الله عليه شفاء من كل داء ، فهل هي أمان من كل خوف؟

فقال عليه‌السلام : نعم إذا أراد أحدكم أن تكون أماناً من كل خوف فليأخذ السبحة من تربته ويدعو بدعاء المبيت على فراشه ثلاث مرات وهو :

٢٧٤

أمْسَيْتُ اللَّهُمَّ مُعْتَصِمًاً بِذِمَامِكَ وَجِوَارِكَ الْمَنِيعِ الَّذِي لاَ يُطَاوَلُ وَلاَ يَحَاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غَاشِمٍ وَطَارِقٍ مِنْ سَائِرِ مَنْ خَلَقْتَ وَمَا خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، الصَّامِتِ وَالنَّاطِقِ ، مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ بِلبَاسٍ سَابِغَةٍ حَصِيْنَةٍ وِلاَءِ أهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ ، مُحْتَجِبَاً مِنْ كُلِّ قَاصِدٍ لِي إلَى أذِيَّةٍ بِجِدارٍ حَصِينٍ الإخْلاَصِ في الاعْتِرَافِ بِحَقِّهِمْ ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ ، مُوقِناً أنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ ، أُوَالِي مَنْ وَالَوْ وَأُجَانِبُ مَنْ جَانَبُوا وَأُعَادِي مَنْ عَادَوْا ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَعِذْنِي اللَّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَا أَتَّقِيْهِ يَا عَظِيمُ حَجَزْتُ الأعَادِيَ عَنِّي بِبَدِيْعِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ ، إنَّا جَعَلْنَا مِنْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ سَدَّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدَّاً ، فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ.

ثم يقبل السبحة ويضعها على عينيه ويقول :

اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ التُّرْبَةِ وَبِحَقِّ صَاحِبِهَا ، وَبِحَقِّ جَدِّهِ وَأبِيهِ وَبِحَقِّ أُمِّهِ وَبِحَقِّ أخِيْهِ وَوُلْدِهِ الطَّاهِرِيْنَ ، اجْعَلْهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ ، وَأَمَاناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ ، وَحِفْظَاً مِنْ كُلِّ سُوْءٍ.

ثم يضعها في جبينه ، فإن فعل ذلك في الغداة فلا يزال في

٢٧٥

أمان الله حتى العشاء ، وإن فعل ذلك في العشاء لا يزال في أمان الله حتى الغدوة.

الثالث : أصْبَحْنَا وَالمُلْكُ وَالحَمْدُ

في كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٣٣٧ ، عن عمار ابن موسى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تقول إذا أصبحت وأمسيت :

أصْبَحْنَا وَالمُلْكُ وَالحَمْدُ وَالعَظَمَةُ وَالكِبْرِيَاءُ وَالجَبَرُوتُ ، وَالحِلْمُ وَالعِلْمُ وَالجَلاَلُ وَالجَمَالُ وَالكَمَالُ وَالبَهَاءُ وَالقُدْرَةُ ، وَالتَّقْدِيْسُ وَالتَّعظِيْمُ وَالتَّسْبِيْحُ وَالتَّكْبِيْرُ وَالتَّهْلِيْلُ وَالتَّحْمِيْدُ وَالسَّمَاحُ وَالجُودُ وَالكَرَمُ ، وَالمَجْدُ وَالمَنُّ ، وَالخَيْرُ وَالفَضْلُ وَالسَّعَةُ ، وَالحَوْلُ وَالسُّلْطَانُ وَالقُوَّةُ وَالعِزَّةُ وَالقُدرَةُ ، وَالفَتْقُ وَالرَّتْقُ ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَالظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ، وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةُ وَالخَلْقُ جَمِيعَاً ، وَالأَمْرُ كُلُّهُ وَمَا سَمَّيْتُ وَمَا لَمْ أُسَمِّ ، وَمَا عَلِمْتُ وَمَا لَمْ أعْلَمْ ، وَمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أذْهَبَ بِاللَّيْلَِ وَجَاءَ بِالنَّهَارِ وَأنَا في نِعْمَةٍ مِنْهُ وَعَافِيَةٍ وَفَضْلٍ عَظِيمٍ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا سَكَنَ في اللَّيْلِ

٢٧٦

وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ.

وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي يُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهَارِ ، وَيَولِجُ النَّهَارَ في اللَّيْلِ وَيُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ، وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَهُوَ عَلِيْمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ، اللَّهُمَّ بِكَ نُمْسِي وَبكَ نُصْبِحُ وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإلَيْكَ نَصِيرُ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أَذِلَّ أوْ أُذَلَّ أوْ أَضِلَّ أوْ أُضَلَّ ، أوْ أَظْلِمَ أوْ أُظْلَمَ ، أوْ أَجْهَلَ أوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ ، يَا مُصَرِّفَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ ، اللَّهُمَّ لاَ تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ. ثم تقول :

اللَّهُمَّ إنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِكَ فَلاَ تَبْتَلِنِي فيهِمَا بِجُرْأَةٍ عَلَى مَعَاصِيْكَ ، وَلاَ رُكُوبٍ لِمَحَارِمِكَ ، وَارْزُقْنِي فيهِمَا عَمَلاً مُتَقَبَّلاً وَسَعْيَاً مَشْكُورَاً ، وَتِجَارَةً لَنْ تَبُورَ.

الرابع : دعاء الغروب

في بحار الأنوار ، المجلسي : ج ٨٣ ص ٢٧٦ ، عن مصباح الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى : ص ٩٠ ـ ٩١ ، تقول عند الغروب :

٢٧٧

اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأسْأَلُكَ خَيْرَ لَيْلَتِي هَذِهِ وَخَيْرَ مَا فيهَا ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ لَيْلَتِي هَذِهِ وَشَرِّ مَا فيهَا ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أنْ تَكْتُبَ عَلَيَّ خَطِيْئَةً أوْ إثْمَاً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاكْفِنِي خَطِيْئَتَهَا وَإثْمَهَا ، وَأعْطِنِي يُمْنَهَا وَبَرَكَاتِها وَعَوْنَهَا وَنُورَهَا ، اللَّهُمَّ نَفْسِي خَلَقْتَهَا وَبِيَدِكَ حَيَاتُهَا وَمَوْتُهَا ، اللَّهُمَّ فَإنْ أمْسَكْتَهَا فَلِي رِضْوَانُكَ وَالجَنَّةُ ، وَإنْ أرْسَلْتَهَا فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْ لَهَا وَارْحَمْهَا.

ويقول أيضاً :

رَبِّيَ اللهُ ، حَسْبِيَ اللهُ لاَ إلَهَ إلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ العَظِيْمُ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلّا باللهِ مَاشَاءَ اللهُ كَانَ أشْهَدُ وَأعْلَمُ أنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ، وَأنَّ اللهَ قَدْ أحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمَاً ، وَأحْصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَدَاً ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

اللَّهُمَّ أمْسَى خَوْفْي مُسْتَجِيْرَاً بِأَمَانِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ

٢٧٨

وَآمِنِّي فَإنَّكَ لاَ تَخْذُلُ مَنْ آمَنْتَهُ ، اللَّهُمَّ أمْسَى جَهْلِي مُسْتَجِيْرَاً بِحِلْمِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعُدْ عَلَيَّ بِحِلْمِكَ وَفَضْلِكَ ، إَلَهِي أمْسَى فَقْرِي مُسْتَجِيْراً بِغِنَاكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ الْهَنِيءِ الْمَرِيءِ ، اللَّهُمَّ أَمْسَى ذَنْبِي مُسْتَجِيْرَاً بِمَغْفِرَتِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً عَزْمَاً جَزْمَاً لاَ تُغَادِرُ ذَنْبَاً ، وَلاَ أرْتَكِبُ بَعْدَهَا مُحَرَّماً.

إلَهِي أمْسَى ذُلِّي مُسْتَجِيْرَاً بِعِزَّكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأعِزَّنِي عِزَّاً لاَ أذِلُّ بَعْدَهُ أبَدَاً ، إلَهِي أمْسَى ضَعْفِي مُسْتَجِيْرَاً بِقُوَّتِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَقَوِّ في رِضَاكَ ضَعْفِي ، إلَهِي أمْسَى وَجْهِيَ الْبَالِي الْفَانِي مُسْتَجِيْرَاً بِوَجْهِكَ الدَّائِمِ الْبَاقِي الَّذِي لاَ يَبْلَى وَلاَ يَفْنَى ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأجِرْنِي مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمِنْ شَرِّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْتَحْ لِي بَابَ الأمْرِ الَّذِي فيهِ اليُسْرُ وَالعَافِيَةُ وَالنَّجَاحُ وَالرِّزْقُ الكَثِيرُ الطَّيِّبُ الحَلاَلُ الوَاسِعُ ، اللَّهُمَّ بَصِّرْنِي سَبِيْلَهُ ، وَهَيِّئْ لِي مَخْرَجَهُ ، وَمَنْ قَدَّرْتَ لَهُ مِنْ خَلْقِكَ عَلَيَّ مَقْدُرَةً بِسُوءٍ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَخُذْهُ

٢٧٩

عَنِّي مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِيِنِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ ، وَألجِمْ لِسَانَهُ ، وَقَصِّرْ يَدَهُ وَأحْرِجْ صَدْرَهُ ، وَامْنَعْهُ مِنْ أنْ يَصِلَ إلَيَّ أوْ إلَى أحَدٍ مِنْ أهْلِي ، وَمَنْ يَعِنِيْنِي أمْرُهُ ، أوْ شَيءٍ مِمَّا خَوَّلْتَنِي وَرَزَقْتَنِي وَأنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ قَلِيلٍ أوْ كَثِيرٍ بِسُوءٍ.

يَامَنْ هُوَ أقْرَبُ إلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيْدِ ، يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِوَقَلْبِهِ ، يَامَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الأعْلَى ، يَامَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌ ، وَهُوَالسَّمِيْعُ الْبَصيِرُ ، يَا لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ بِحَقِّ لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ أعْتِقْنِي مَنَ النَّارِ ، يَا لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ بِحَقِّ لاَ إلَهَ إلّا أَنْتَ تَفَضَّلْ عَلَيَّ بِقَضَاءِ حَوَائِجِي في دُنْيَايَ وَآخِرَتِي ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

٢٨٠