نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٩١

ألحق قضاء الدلم (١) بلواء الدير.

وفي سنة ١٣٣٦ ه‍ / ١٩١٧ م أعيد قضاء الرقة إلى لواء الدير وكان في عزم الحكومة أن تجعل كلا من السبخة والحسجة قضاء تسميه قضاء الخابور وتجعل لكل منهما نواحي تجاوره. وقد حصل تغيير وتبديل أيام الحكومة الفيصلية. ثم في الأيام الأخيرة وهي سنة ١٣٤١ ه‍ / ١٩٢٢ م استقرت حالة اللواء على هذه الصورة وهي :

ألحق بمركز اللواء ناحية الشميطية والموحش وكسرة ومراط والصور. وبقضاء ميادين ناحيتا العشارة والبصيرة وبقضاء بوكمال ناحية الصالحية وبقضاء السبخة ناحية معدن وبقضاء الحسجة ناحية الشدادي والحميدي.

حدود هذا اللواء

حد هذا اللواء شرقا أراضي ولاية بغداد والموصل وجنوبا أراضي ولاية دمشق والأردن ثم يتصل بحدود العراق في قضاء العانة من أعمال بغداد وغربا أراضي حماة وحمص وشمالا أراضي ولاية ديار بكر ولواءي ماردين وأورفه وحلب.

الأنهر في هذا اللواء

هذا اللواء يشقه الفرات إلى شطرين فما كان منه عن يمينه يسمى شامية وما كان عن يساره يسمى جزيرة.

أعظم نهر يجري في هذا اللواء «نهر الفرات» ثم «نهر الخابور» الذي منبعه من رأس العين وهو يجري مسافة (٣٠٠) ميل وينصب إليه في هذه المسافة مئات من الأنهار والعيون حتى إذا كان في ناحية البصيرة في الجنوب الشرقي من دير الزور ينصب إلى الفرات. ومن الأنهار الجارية في هذا اللواء «نهر البليخ» وهو نهر عظيم يسقي أراضي واسعة من قضاء الرقة ثم ينصب إلى نهر الفرات.

__________________

(١) الصواب «الدليم». انظر إعلام النبلاء للطباخ ٣ / ٣٥٨ ، ط. دار القلم العربي ، ومعجم قبائل العرب لكحالة ٤ / ١٨٩ ـ ١٩٠ «ع. م».

٤٦١

مساحة هذا اللواء

في كل من جهتي هذا اللواء سهول واسعة تبلغ مساحتها على وجه التقريب ٦٠ ألف ميل مربع.

جبال هذا اللواء

في هذا اللواء جبلان : أحدهما في الجهة الشامية وهو جبل البشري وسماه في معجم البلدان جبل البشر من دون ياء. وهو يمتد من الشرق إلى الغرب وينتهي قرب مدينة الدير طوله ٦٠ وعرضه ٣٠ ميلا وعلوه إلى قمته نحو مئة متر.

ثانيهما : في الجهة الجنوبية وهو جبل عبد العزيز يبتدئ من الجنوب الغربي من الخابور ويسير غربا إلى جهة الفرات طوله ٦٠ ـ ٧٠ ميلا وعلو قمته ١٥٠ مترا عن سطح الأرض ومنه قدر الربع تقريبا مملوء من شجر البطم والزعرور والتين. ومن أخشاب شجر البطم تعمل آلات النواعير التي تدور على نهر الخابور.

المعادن في هذا اللواء

من معادن هذا اللواء معدن كبريتي في رأس العين كانت تلزمه الحكومة التركية سنويا بمبلغ قدره ثمانمائة ذهب عثماني. ومنها معدن المغرة وهي تراب أحمر توسم من محلوله الأغنام وهو في جبل البشر. ومنها معدن نحاس في ناحية الصور على نهر الخابور في طريق الموصل. ومنها معدن الصوديوم في البصيرة والصور والشدادي والقصبى ويعرف باسم (بارود القصبى) يغلى ترابه بالماء ويستخرج منه الملح الذي يعمل منه البارود.

ومنها معدن القير والزفت يخرج من جبل البشر المتقدم ذكره يقطر في الصيف من جوانب الوديان التي أعظمها وادي القير. ومنها معدن فحم حجري في جبل البشر وأبي فياض. وقد أسلفنا الكلام على بعض هذه المعادن في الفصل الذي عقدناه في الكلام على معادن ولاية حلب من هذا الكتاب.

وذكر ياقوت في كتابه معجم البلدان أن جبل البشر يمتد إلى الفرات من أرض الشام

٤٦٢

من جهة البادية وفيه أربعة معادن : القار والمغرة والطين الذي يعمل بواتق لسبك الحديد والرمل الذي يعمل منه في حلب الزجاج وهو رمل أبيض كالإسفيداج.

تربة هذا اللواء

في هذا اللواء أراض طيبة قوية الإنبات كثيرة الخصب إنما تربة الأراضي الغربية من مدينة الدير صلصالية جبسية قليلا رملية كثيرا وهي إذا جفت من الرطوبة صلبت واشتدت وعسرت حراثتها واستعدت لغرس حشرة الجراد.

حرّ هذا اللواء

هواء هذا اللواء حار يابس لخلوه من الغابات والمشاجر ولا سيما فيما بعد منه عن الأنهار ومجاري المياه. وحرّه يختلف باختلاف جهاته فالجهة القريبة إلى الشامية أقل حرا من الجهة القريبة من العراق. على أن درجة الحرارة في مدينة الزور ٤١ تحت السقف وقد تبلغ الخمسين في الظل الشمالي تحت السماء.

برد اللواء

مهما اشتد البرد في هذا اللواء فلا يهبط فيه الزئبق إلى ما تحت الدرجة العاشرة في السانتغراد. وقلما يجمد فيه الماء وإذا جمد في شتاء بعض السنين فلا يبقى سوى أيام قلائل حتى يذوب ولذا لا يؤثر في نباتات اللواء.

هواء اللواء

الهواء الغربي في هذا اللواء هو الذي تتوقف عليه حياة الحيوان والنبات وقد تهب فيه ريح شرقية فلا تضره إلا إذا هبّت في أوائل هيار فإنها تؤثر في مزارع الحنطة فتضعف حبتها.

آلات السقي في هذا اللواء

آلات السقي في هذا اللواء على أشكال متعددة كالآلة المعروفة باسم (كرد) وكالغرّاف والدولاب والناعورة المختصة بالخابور فقط تدور عليه بقوة جري الماء. والكرد يعمل على أشكال شتى يختلف اسمه باختلاف شكله وهذه أسماؤه ـ (نصبة) و (داكور)

٤٦٣

و (شمعة) و (بكرة) و (دلو) و (طماس) و (واعونا) و (شاروفة) : جميعها تصنع من الأخشاب وكل نوع منها يخرج قدرا محددا من الماء في الساعة ويسقي مسافة معلومة من الأرض وأعظمها ما حرك بواسطة البغال والبراذين فإنه يخرج في الساعة (٧٥٠٠) ليترة من الماء. وأما ما يحرك بواسطة الأيدي والبقر فإن ماءه قليل الجدوى.

نباتات اللواء

يزرع في هذا اللواء الحنطة والشعير والذرة البيضاء والصفراء والقنّب والسمسم والقطن والكمون وبقية أصناف القطاني وأكثرها تزرع على ضفاف الأنهار الكبيرة : الفرات والخابور والبليخ وكلها تسقى بواسطة آلات الري المتقدم ذكرها.

يوجد في مدينة الدير التين وهو على نوعين ريحاني لونه أحمر في طعمه حموضة وشتوي صغير الحجم لذيذ الطعم. ورمان جيد لكنه قليل وتوت أبيض ونوع آخر أحمر لذيذ تعظم شجرته وينتفع بخشبها في عمل آلات الري. ويوجد شجر اللوز على قلة ويؤكل أخضر وهو رقيق القشرة إذا يبس يفرك باليد ويؤكل لبه والجانرك والكمثرى والتفاح والمشمش اللوزي والسفرجل والدراقن وشجرة الكرم ذات الثمرة اللذيذة.

ومن الخضر البامية والباذنجان اللذيذ جدا والطماطم واللفت والشمندور والجزر والفجل والفول والفاوله المعروفة باسم فاصولية والإسباناخ والسلق والخيار والقثّاء والبصل والثوم والكراث والخس والبطيخ الأخضر والأصفر وأنواع الكرنب.

حيواناته

الحيوانات في هذا اللواء هي : الخيول العربية الأصائل والبغال والبراذين والحمير والجمال والبقر والغنم ومن الحيوانات الوحشية الذئب وابن آوى والغزال ويقل الضبع والنمر. وكان يوجد في غابات الطرفة كثير من الآساد والخنازير البرية. فأما الآساد فقد أفناها الصيادون عن آخرها وأما الخنازير فقد بقي منها القليل وعن قريب يستأصل الصيادون شأفتها.

للخيول الأصائل تجار معروفون يشترونها ويرسلونها إلى البلاد الشامية والمصرية فيبيعونها ويربحون بها.

٤٦٤

المراعي في اللواء

العشائر التي تشتغل باقتناء المواشي فقط في هذا اللواء ترحل في أواخر فصل الربيع إلى سهول أورفه وماردين وديار بكر إذا كان ما تقنيه من الغنم والجمال نحو ٤٠٠ دابة أو أكثر وإلا بقيت في جهات الدير ورعت مواشيها في ضفاف الفرات. ومثلها العشائر التي تشتغل بالزراعة وتقتني القليل من المواشي.

كيف يتصرف الزراع بالأراضي

في سنة ١٢٨٣ مصّرت الحكومة العثمانية مدينة الزور وقسمت الوديان والسهول التي تستقر فيها السيول والأراضي التي على ضفاف الفرات بين العشائر التي قطنت تلك النواحي فكان كل من راجعها من تلك العشائر تقطعه مقدارا من الأرض وتعطيه به سندا خاقانيا.

فمنهم من تقطعه بكرة ومنهم من تقطعه بكرتين أو أكثر على حسب عدد أهله. والبكرة تساوي دونما.

وكان لكل واحد من هؤلاء الزراع أن يضم إلى أرضه دونمات عديدة مع أنه يدفع المرتب الأميري على المساحة المحررة في سنده الخاقاني. وقد نشأ من توسيع أراضيهم بقاؤها قوية منبتة لأن صاحبها قسمها إلى أقسام عديدة يزرعها بالنوبة فربما زرع القسم منها مرة واحدة في كل أربع سنوات وزيادة.

واردات هذا اللواء وصادراته

واردات هذا اللواء من حلب ودمشق : الفاتورة والسكر والغاز البترول والرز المصري وقهوة البن والقطران والبنزين وأنواع الزيوت والأصبغة والدهان. وينقل إلى الدير من بيره جك على الأطواف الدبس والعسل والفاولة ومن دمشق القمردين والنقوع ومن العراق النعال والزفت والكثيراء (١).

وأما صادرات اللواء فهي السمن والصوف والخروف والغنم والبقر والجمال والخيل والبغال والحمير والقنّب والكمون وغير ذلك.

__________________

(١) الكثيراء : رطوبة تخرج من أصل شجرة تكون بجبال لبنان.

٤٦٥

على أن عشائر الكعيدات تنقسم إلى قبائل متعددة لكل قبيلة منها اسم معروف وناحية مختصة بسكناها وفي القسم الشامي من لواء الدير يتجول عدد كبير من قبائل العنزة وشمّر في أكثر أيام السنة.

المكاتب الأميرية في لواء الدير

أسلفنا في فصل (المعارف في الأقضية التابعة دولة حلب) ذكر ما يوجد في لواء الدير من المكاتب والمدارس فأغنى ذلك عن ذكرها هنا.

الصنائع في مدينة الدير ومرافقها

تنسج في مدينة الدير البسط وبيوت الشعر والجوالق والعباءات الصوف وتعمل فيها الفراء من جلود الحملان. ويوجد فيها نحو من ٤٠ نولا لحياكة البسط والعباءات وستة أفران وأكثر الخبز المستعمل عند أهل الدير هو التنوري وفيها حمامان وعشرة سنكرية ومصلح ماكنات ونحو خمسين فرّاء وثمانية جوامع ومسجدان وثلاث كنائس ومعصرتان للسمسم وثمان مطاحن نارية.

__________________

(١) كذا كتبها الغزي كما يلفظها الناس على القلب ، والأصل : «العكيدات» أو «العقيدات».

٤٦٦

أهل مدينة الدير يحبون الصنائع ويميلون إلى الاحتراف وفي سنة ١٣٢٤ فتح فيها مكتب للصنائع بلغ عدد تلامذته ٦٥ شخصا وكانت الصنائع التي تعلم فيها النجارة ونسج السجاد والحياكة وعمل الأحذية (القندرات) والحدادة والموسيقى وفي مدة وجيزة نجحت تلامذة هذا المكتب وتخرج فيه أهل هذه الحرف الموجودون الآن في مدينة الدير غير أن المكتب ختمت حياته بانسحاب الأتراك فنهبت أدواته ولم يبق لها من أثر.

الأمراض في مدينة الدير

أعظمها المرض الزهري فإن أناسا كثيرين من أهل هذه المدينة مصابون بهذا الداء الوبيل وهم يداوونه بالزئبق والحناء ويبخرون المصاب ببعض الأدوية القتالة.

ومن الأمراض الكثيرة في هذه المدينة الرمد الذي كثيرا ما ينتهي بالعمى وسبب ذلك قلة اعتنائهم بالنظافة واستسلامهم إلى أطباء دجالين.

واردات الحكومة من لواء الدير

كانت واردات الحكومة من هذا اللواء سنة ١٣٣١ (٦٥) ألف ذهب عثماني ثم انحطت عن هذا المبلغ بسبب حدوث الحرب العامة على أن هذا اللواء لم يزل باقيا على ما كان عليه من جهة زراعته وريّه وأعظم شيء يزيد دخله تحسين حالة الري فيه بواسطة أدوات نارية إذ أن أراضيه صالحة لزراعة جميع أنواع النباتات التي تعيش في المناطق المعتدلة والمناطق المائلة إلى الحر.

أسماء العشائر العربية القاطنة في هذا اللواء

أعظم العشائر الساكنة في قرى هذا اللواء عشيرة البقّارة والكعيدات وبو شعبان وأبو رحمة وجبور.

٤٦٧

كان عدد الجمال في هذا اللواء قبل الحرب العامة نحو (٢٥٠) ألفا ثم نزل بعد ذلك إلى نحو النصف منه.

البحيرات في هذا اللواء

البحيرات في هذا اللواء قليلة أعظمها بحيرة الهول غربي سنجار والبحيرة الصفراء التي يجتمع ماؤها من نهر الرميلة. ومساحة كل واحدة منهما نحو ميل مربع.

عشيرة الشعار

هذه العشيرة التي تضاف مدينة الدير إليها هي عشيرة صغيرة كانت ترتبط بالخرشات وقد انفكت الآن عنها. ويبلغ عدد رجالها ٤٠ نسمة والثروة عامة بهم.

انتهى الجزء الأول المشتمل على المقدمة ويليه الجزء الثاني المفتتح بقولي :

الحمد لله وصلاة وسلاما على من اختاره من عباده واصطفاه.

٤٦٨

الشيخ كامل الغزّي (١)

مؤلف «نهر الذهب في تاريخ حلب»

حياته

هو كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الحلبي الشهير بالغزّيّ ، ولد في حلب سنة ١٢٧٠ ه‍ / ١٨٥٣ م أو قبلها بسنة في أقرب الروايات وتوفي فيها سنة ١٣٥١ ه‍ / ١٩٣٣ م.

نبت في بيت علم وشرف فقد كان أبوه الحسين ١٢٣٥ ه‍ ـ ١٢٧٢ ه‍ / ١٨١٩ م ـ ١٨٥٥ م من أشهر رجال الشام في الفقه والحديث والأدب ، توطن حلب قادما من غزة في منتصف القرن الثالث عشر للهجرة ولبث فيها مدرسا بالمدرسة السيافية في محلة الفرافرة ، ثم وجهت إليه الخطابة في أيام الوالي العثماني سليمان رأفت باشا ١٢٦٩ ه‍ ـ ١٢٧٢ ه‍ / ١٨٥٢ م ـ ١٨٥٥ م.

حرص ذووه على تعليمه وتثقيفه منذ بلغ سن الطلب فدفعوه إلى الكتّاب حيث أتم تلاوة القرآن الكريم ، ثم سعى إلى الشيوخ في بلده فأخذ العلم عن الشيخ محمد الكحيل والشيخ مصطفى الكردي وغيرهما من أجلة علماء عصره. ولم يكتف بما تلقاه عن أساتذته من علوم الدين ، من فقه وحديث وتوحيد وفرائض وما يخدمها من علوم اللسان ، بل أضاف إليها باجتهاده بعض العلوم الأخرى ، مما لم تكن تتسع له مناهج الدرس في أيامه ، ومن ذلك (التاريخ) الذي عمق معلوماته فيه استنادا إلى مؤلفات من سبقه من فحول

__________________

(١) كتب هذا التعريف ، مشكورا ، الأستاذ عمرو الملّاح.

٤٦٩

المؤرخين كالطبري وابن الأثير وابن العديم وغيرهم. فتوفرت له بذلك ثقافة موسوعية كانت له رصيدا كبيرا استمد منه المادة الرئيسية لكتابة تاريخه هذا وغيره من مصنفاته.

وأخذ منذ شبابه الأول يكتب وينشر في كبريات الدوريات العربية والسورية مقالات وبحوثا تناولت مختلف العلوم المعروفة لوقته من دينيّة ولغوية وأدبية ، يعدها العارفون من خالص الأدب الرفيع ، وما لبث أن عني بالأدب الشعبي والفنون في حلب حتى غدا العالم المرجع في موضوعاته.

ولقد تقلّد الغزّيّ عددا من المناصب الرسمية في بلده ، فتولى رئاسة كتّاب المحكمة الشرعية مرتين ، ورئاسة تحرير جريدة الفرات الرسمية نحو عشرين سنة ، وسمي مديرا لمكتب الصنائع وهو أول مؤسس له ، ورئيسا لمجلس بنك الزراعة ، وغرفة التجارة والزراعة والصناعة ، وانتخب غير مرة عضوا في المجلس البلدي ، كما انتخب عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق. وله فضل على دار الكتب الوطنية في حلب فهو الذي وضع لبنتها الأولى سنة ١٣٤٢ ه‍ / ١٩٢٤ م فرعا لدار الكتب الوطنية الظاهرية في دمشق ، وهي المكتبة نفسها التي تطورت بعد ذلك وظلت تنمو على مر الأيام حتى غدت المكتبة الوطنية الفخمة المشهورة ، كما عيّن رئيسا لجمعية الآثار القديمة وللّجنة الإدارية للمتحف الوطني بحلب ورئيسا لتحرير مجلتها فحمل أعباءها وحده حتى الأيام الأخيرة من حياته.

اتسعت ترجمة الغزي في المصادر تبعا لامتداد شوطه واتساع أثره ، ومن أوائل الذين عنوا بالترجمة له من معاصريه الأديب الحلبي المعروف قسطاكي الحمصي ١٢٧٥ ه‍ ـ ١٣٦٠ ه‍ / ١٨٥٨ م ـ ١٩٤١ م في كتابه «أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر (١) ، وعنه نقل آخرون مادة الترجمة له (٢).

__________________

(١) الحمصي (قسطاكي) ، أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر : ١١٥ (حلب ١٩٢٥ م).

(٢) في هذا الصدد انظره مترجما عند ؛ الأسدي خير الدين ، موسوعة حلب المقارنة : ٥ / ٥٠٢ (جامعة حلب ١٩٨٦ م) ؛ حميدة عبد الرحمن ، محافظة حلب : ٣٥٢ (وزارة الثقافة دمشق ١٩٦٥ م) ؛ الزركلي خير الدين ، الأعلام : ٥ / ٢١٧ (بيروت ١٩٧٩ م) ؛ الكيالي سامي ، محاضرات عن الحركة الأدبية بحلب : ١٨٢ (نهضة مصر القاهرة ١٩٥٦ ـ ١٩٥٧ م) ؛ مجلة الحديث : ٧ / ١٥١ (حلب ١٩٣٣ م) ؛ الضاد : ٣ / ٥ (حلب ١٩٣٣ م) ؛ عاديات حلب : ٣ / ٢٦٥ (حلب ١٩٧٧ م) ؛ المجمع العلمي العربي : ٨ / ٤٩٣ (دمشق ١٩٣٣ م) ؛ الموقف الأدبي : ١٠ ـ ١١ / ٢٩٣ (دمشق ١٩٧٢ م).

٤٧٠

مكانته في بلده

بلغ الغزي بعلمه وجدّه منزلة فريدة عند الحكام ، وقد قرأنا في الجزء الثالث من «النهر» عن علاقاته الوثيقة بولاة حلب العثمانيين وثقتهم الشديدة به. فعرفنا أن الصدر الأعظم محمد رشدي باشا الشرواني قد اصطحبه معه إماما عندما حول عن ولاية حلب إلى مكة المكرمة سنة ١٢٩١ ه‍ / ١٨٧٤ م ، فلبث فيها ثمانية أشهر عاد بعدها إلى بلده وعمره يومئذ عشرون سنة. وأن الصدر الأعظم كامل باشا قد اتخذه إماما له في صلاة التراويح أثناء ولايته حلب ١٢٩٤ ه‍ ـ ١٢٩٦ ه‍ / ١٨٧٧ م ـ ١٨٧٨ م. ويبدو أنه قد نعم بثقة حسين جميل باشا ١٢٩٧ ه‍ ـ ١٣٠٤ ه‍ / ١٨٧٩ م ـ ١٨٨٦ م فأناط به رئاسة تحرير جريدة الفرات الرسمية الأسبوعية سنة ١٣٠٠ ه‍ / ١٨٨٢ م وطلب إليه تأريخ تجديد عمارة حوض الجامع الكبير سنة ١٣٠٢ ه‍ / ١٨٨٤ م. وكذلك كان أمره مع رائف باشا ١٣١٣ ه‍ ـ ١٣١٨ ه‍ / ١٨٩٥ م ـ ١٩٠٠ م الذي أعجب بعلمه وشخصيته ، فطلب إليه إلقاء خطبة افتتح بها حفل وضع أساس منارة ساعة باب الفرج سنة ١٣١٦ ه‍ / ١٨٩٨ م.

ونظرا للكفاءة الإدارية التي امتاز بها عرض عليه أنيس باشا ١٣١٨ ه‍ ـ ١٣٢٠ ه‍ / ١٩٠٠ م ـ ١٩٠٢ م تولي إدارة مكتب الصنائع الذي أنشئ في عهده فقبل. وإذ عزل أنيس باشا خلفه مجيد بك ١٣٢٠ ه‍ ـ ١٣٢٢ ه‍ / ١٩٠٢ م ـ ١٩٠٤ م وكان له ابن على جانب عظيم من الزهو والخيلاء ، فأخذ يضايق الغزي بشتى المضايقات ، فآثر السلامة بترك إدارة مكتب الصنائع حتى بلغ الخبر الوالي ، فاستاء من ولده وزجره واسترضى الغزي ليعود إلى إدارة مكتب الصنائع ثانية. ثم اتصل بناظم باشا ١٣٢٣ ه‍ ـ ١٣٢٧ ه‍ / ١٩٠٥ م ـ ١٩٠٩ م الذي أعجب بنظمه وإنشائه ، فطلب إليه تأريخ توسيع حجازية الجامع الكبير بأبيات من نظمه سنة ١٣٢٥ ه‍ / ١٩٠٧ م. وعلت منزلته عند جلال بك ١٣٣١ ه‍ ـ ١٣٣٣ ه‍ / ١٩١٢ م ـ ١٩١٤ م فسيره إلى دمشق لاستقبال العلم النبوي الشريف المحمول إليها من المدينة المنوّرة إيذانا بالنفير العام. وقد توطدت الصلة بينه وبين توفيق بك الذي ولي حلب سنة ١٣٣٥ ه‍ / ١٩١٦ م ولا

٤٧١

عجب في ذلك ، فقد طلب إليه أن يفتتح حفل جرّ ماء عين التل إلى حلب بقصيدة من نظمه.

وبعد قيام الحكومة العربية إثر جلاء الجيش العثماني عن البلاد ندبه شكري باشا الأيوبي الدمشقي وكان حاكما عسكريا على حلب لمرافقة اللنبي القائد العام للجيوش الإنكليزية العربية الفرنسية في سورية وفلسطين في زيارته للأماكن التاريخية في مدينة حلب سنة ١٣٣٧ ه‍ / ١٩١٨ م.

وبعد انقضاء العهد العربي لازم الغزّي من حكم حلب من كبار أعيانها ككامل باشا القدسي ١٣٣٨ ه‍ ـ ١٣٤٠ ه‍ / م ـ ١٩٢٠ م ـ ١٩٢١ م ؛ ومصطفى برمدا ١٣٤٠ ه‍ ـ ١٣٤١ ه‍ / ١٩٢١ م ـ ١٩٢٢ م ؛ ومحمد مرعي باشا الملاح ١٣٤١ ه‍ ـ ١٣٤٦ ه‍ / ١٩٢٢ م ـ ١٩٢٧ م. وعاش بجانبهم معظّما عندهم محببا إليهم ، فذكرهم في «النهر» مادحا ، وخص آخرهم بالثناء الجزيل إذ ولاه إدارة دار الكتب الوطنية سنة ١٣٤٢ ه‍ / ١٩٢٤ م وأتاح له الانصراف إلى العلم والتصنيف فوضع تاريخه هذا.

وقد اشتهر الغزّيّ منذ شبابه الأول بسعة الثقافة ، وحب المطالعة ، وبذكاء واضح وعقل راجح ، ونفس لا تعرف التعصب ، ولا عجب في ذلك ، فقد كان أصدقاؤه من مختلف الأديان. وكان إلى ذلك يعظ في أكثر منابر بلده ، فيفيد س من فيض علمه وغزير معرفته ، فأصبح محط الأنظار يفد إليه الكبراء يستمدون منه النصح والمشورة ومن هؤلاء عبد الرحمن زكي باشا المدرس الوجيه الحلبي المتوفى سنة ١٣٢٧ ه‍ / ١٩٠٩ م الذي طلب إليه إنشاء كتاب وقف الجامع الذي بناه في محلة السليمية سنة ١٣١٨ ه‍ / ١٩٠٠ م.

خزانته

عرف عن الغزّيّ أنه أولع باقتناء الكتب منذ صباه ، فكان يطوف الأسواق والخزائن في المشرق والمغرب متحريا النفيس من أصنامها. حتى اجتمعت له منها خزانة نفيسة عامرة عدها العلامة المرحوم محمد كردعلي الدمشقي في كتابه «خطط الشام» واحدة من أشهر خزائن حلب لوقته (١).

__________________

(١) كردعلي (محمد) ، خطط الشام : ٦ / ١٩٧ (مكتبة النوري دمشق ١٩٨٣).

٤٧٢

وقد قرأنا في «النهر» أسماء بعض المصادر التي كانت عنده ، فمن ذلك :

ـ الدر المنتخب : لابن خطيب الناصرية بخط مؤلفه.

ـ كنوز الذهب : لأبي الذر ، بخط مؤلفه.

ـ شفاء السقيم بآيات إبراهيم : لابن الملا.

ـ معادن الذهب لأبي الوفا العرضي ، وهو الآن من نفائس المتحف البريطاني في لندن وعنه أخذت النسخة التي حققها الدكتور محمد ألتونجي (١).

آثاره ومؤلفاته

هذا الاطلاع الواسع ، وتلك الخزانة العامرة اللذان توفرا للغزي جعلاه يتمتع بثقافة موسوعية مكّنته من كتابة مؤلفات كثيرة أثرت المكتبة العربية منذ مطالع القرن الرابع عشر للهجرة حتى الأيام الأخيرة من حياته. وكلّها لا تحلّه المكانة التي استحقها بعد وضعه سفره النفيس «نهر الذهب».

فأما آثاره المطبوعة فهي :

١ ـ إتحاف الأخلاف في أحكام الأوقاف : عرّبه عن التركية ـ ومؤلفه عمر حلمي ـ وقد ألمع إليه في «النهر» وطبعه بمطبعة البهاء في حلب سنة (١٣٢٧ ه‍ / ١٩٠٩ م).

٢ ـ انتقاد العادات السيئة : طبع في حلب سنة (١٣٣٩ ه‍ / ١٩٢٠ م).

(محاضرة في ٢٣ صفحة).

٣ ـ الروزنامة الدهرية : طبع في حلب سنة (١٣٤١ ه‍ / ١٩٢٢ م).

٤ ـ نهر الذهب في تاريخ حلب : في ثلاثة مجلدات كبار ، وقد طبعه بالمطبعة المارونية في حلب بين سنتي (١٣٤١ ه‍ ـ ١٣٤٥ ه‍ / ١٩٢٢ م ـ ١٩٢٦ م).

__________________

(١) العرضي (أبو الوفا) ، معادن الذهب في الأعيان المشرفة بهم حلب ، مقدمة المحقق الدكتور محمد ألتونجي : ١٤ (دار الملاح دمشق ١٩٨٧ م).

٤٧٣

ومن آثاره المخطوطة :

١ ـ ديوان شعر.

٢ ـ الذيل على الروزنامة الدهرية.

٣ ـ القول الصريح في الأدب الصحيح.

٤ ـ ترجمة الصنوبري وأشعاره.

٥ ـ الروضة الغناء في حقوق النساء.

٦ ـ جلاء الظلمة في حقوق أهل الذمة.

علاوة على عشرات المقالات العلمية والتحقيقات اللغوية والتاريخية المبثوثة في كبريات الصحف العربية والسورية كجريدة ثمرات الفنون ، والاتحاد العثماني ، والبلاغ ، والمفيد ، والحقيقة ، ومجلة الشرق في بيروت ، ومجلة الفتح ، والمكتبة ، والزهراء في مصر ، والحقائق في دمشق ، وجريدة الفرات ، وصدى الشهباء التي كان الغزي قد أنشأها سنة (١٣٢٦ ه‍ / ١٩٠٨ م) ، ومجلة الاعتصام ، والجامعة الإسلامية ، والحديث ، والعاديات في حلب. ومن أهمها ما حظيت بنشره مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق وهي :

١ ـ تحوّل العوارض الجويّة في حلب ؛ المجلد الرابع (١٩٢٤ م).

٢ ـ الموسيقى والموسيقاريون في حلب ؛ المجلد الخامس (١٩٢٥ م).

٣ ـ كلمة في (ولا سيما) ؛ المجلد السادس (١٩٢٦ م).

٤ ـ الهجنة في لهجة الحلبيين ؛ المجلد السابع (١٩٢٧ م).

٥ ـ الشاعر الصنوبري ؛ المجلد الحادي عشر (١٩٣١ م).

٦ ـ الشواذ في علم النحو ؛ المجلد الحادي عشر (١٩٣١ م).

٧ ـ قصيدة الفراسة ؛ المجلد الثاني عشر (١٩٣٢ م).

٤٧٤

فهرست الجزء الأول

من كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب

كلمة الناشر..................................................................... ٥

مقدمة المحققين : حلب ، ونهر الذهب.............................................. ٧

مقدمة المؤلف.................................................................. ١٩

توارخ حلب................................................................... ٢٣

تنبه....................................................................... ٢٤

تاريخ حلب المنسوب إلى ابن الشحنة........................................... ٢٥

ما ظهر لي في تاريخ ابن الشحنة............................................... ٢٦

تاريخان لحلب لمعاصرين فاضلين................................................ ٢٦

أسماء مدينة حلب ووجه تسميتها باسمها الحالي...................................... ٢٧

جغرافية مدينة حلب............................................................ ٣٠

ساحات حلب وخراباتها....................................................... ٣١

حدود ولاية حلب في أيام الحكومة العثمانية..................................... ٣٢

حدود ولاية حلب في الأزمان السالفة........................................... ٣٣

حدود دولة حلب.............................................................. ٣٣

كيف تألفت دولة حلب..................................................... ٣٤

(بحيرات ولاية حلب)......................................................... ٣٤

بحيرة قلعة المضيق............................................................ ٣٤

بحيرة أنطاكية................................................................ ٣٥

جبال الولاية................................................................. ٣٥

٤٧٥

جبل الثلج وجبل لبنان وجبل اللكام متصلة ببعضها............................... ٣٥

أنهر الولاية : نهر الفرات......................................................... ٣٦

نهر العاصي................................................................. ٣٨

نهر الأسود.................................................................. ٣٨

نهر عفرين................................................................... ٣٨

نهر يغرا وجسر عفرين......................................................... ٣٨

سواحل الولاية.................................................................. ٤٠

حرّ حلب..................................................................... ٤٠

برد حلب................................................................... ٤١

تحول العوارض الجوية في حلب................................................. ٤١

اعتدال مناخ حلب........................................................... ٤٥

ماء حلب................................................................... ٤٥

هواء حلب.................................................................. ٤٧

تراب حلب................................................................. ٤٨

عرض حلب وطولها وارتفاعها عن سطح البحر...................................... ٤٩

معادن ولاية حلب........................................................... ٤٩

الحمامات المعدنية في ولاية حلب............................................... ٥٠

مملحة الجبول................................................................ ٥١

نهر حلب وفيه الكلام على اسمه ومنبعه وشيء مما مدح به وغيره.................... ٥٢

معنى كلمة قويق............................................................. ٥٥

جر الساجور إلى نهر قويق..................................................... ٥٨

قناة حلب..................................................................... ٦١

اعتناء الملك الظاهر بقناة حلب................................................ ٦٢

تقسيم ماء القناة في أيام الملك الظاهر وفيه غير ذلك............................. ٦٣

الاستحقاقات من قناة حلب المسجلة في سجلات المحكمة الشرعية................. ٦٤

٤٧٦

قناة الكلاسة والمغاير......................................................... ٦٤

قناة أخرى.................................................................. ٦٦

قناة من الفرات.............................................................. ٦٦

صورة حجة شرعية في بيان استحقاقات البساتين من نهر قويق...................... ٦٧

فصل في ذكر شيء مما مدحت به مدينة حلب..................................... ٦٧

ذكر قصيدة الفراسة.......................................................... ٧٨

فصل ملحق بما مدحت به مدينة حلب............................................ ٧٩

الأوزان والمقاييس والكيول المستعملة في حلب....................................... ٨٦

نسبة مقادير الأوزان والكيول والمقاييس إلى المتر................................... ٨٩

نسبة الأوزان إلى الكيلو وأقسامه............................................... ٩٠

نسبة المقاييس والكيول إلى المتر................................................ ٩٠

أوزان البلدان التابعة ولاية حلب................................................ ٩٠

السلع التي توزن بغير الرطل الجديد.............................................. ٩١

الكلام على النقود.............................................................. ٩١

النقود القديمة................................................................ ٩٢

الصنائع في حلب............................................................... ٩٢

الصنائع المفقودة............................................................. ٩٩

ومنها صنعة الزجاج وفيه ذكر أدلة على وجودها وشهرتها........................ ١٠١

ومنها صنعة نسج القطائف (السجاد)........................................ ١٠١

النباتات في حلب وولايتها...................................................... ١٠١

الحبوب................................................................... ١٠١

الخضر والبقول والفواكه وغيرها............................................... ١٠٣

النباتات الشجرية........................................................... ١٠٧

الأشجار التي يطلب منها منفعة أخرى........................................ ١١٣

نباتاتها المعدودة من العقاقير الطبية............................................ ١١٥

النباتات المشهورة عند الحلبيين................................................ ١١٦

٤٧٧

حيوانات حلب وتوابعها........................................................ ١١٧

الطيور الأهلية............................................................. ١١٧

الطيور الوافدة.............................................................. ١١٩

ذوات الأربع............................................................... ١٢٠

الحشرات والهوام............................................................ ١٢١

تجارة حلب : وفيه الكلام على حمام الزاجل ، وتسابق التجار الهنود والترك والجركس والفرنج إلى شراء بضائع حلب وفيه غير ذلك............................................................................ ١٢٣

أما ما يدخل إلى حلب من غيرها من البضائع والسلع وما يخرج منها............... ١٢٤

بيان قيمة الأموال الواردة إلى ميناء الإسكندرونة سنة ١٣٠٧ إلى آخره............. ١٢٥

الحركة البحرية في ميناء الإسكندرونة سنة ١٣٠٧............................... ١٢٧

بيان قيمة الأموال الصادرة من الميناء المذكورة إلى آخره........................... ١٢٧

خلاصة في مقادير غلات ولاية حلب وفيه غير ذلك............................ ١٢٧

مساحة ولاية حلب وفيه غير ذلك............................................ ١٢٩

التجارة في حلب منذ ثلاثين سنة............................................. ١٣١

تجارة حلب في الحالة الحاضرة................................................. ١٣١

المعارف في حلب............................................................. ١٣٢

مصيبة حلب بحادثة تيمور لنك وغيرها........................................ ١٣٤

المدارس العلمية الإسلامية المجددة في حلب وفيه الكلام على أسباب الفتور في طلب العلم ١٣٤

النهضة العلمية في حلب.................................................... ١٣٥

المكاتب الأهلية في حلب.................................................... ١٣٦

المدارس الإسلامية الحديثة الطرز في حلب...................................... ١٣٧

المدارس والمكاتب الأميرية في حلب........................................... ١٣٧

مكاتب المعارف في مدينة حلب.............................................. ١٣٨

مكاتب المعارف في الأقضية التابعة دولة حلب................................. ١٣٨

٤٧٨

مكتب الصنائع في حلب.................................................... ١٣٩

المكتبات في حلب.......................................................... ١٣٩

ولع الحلبيين باقتناء الكتب.................................................. ١٤٠

حرفة نسخ الكتب وحسن الخط في حلب...................................... ١٤٠

أسباب عناية الحلبيين باقتناء الكتب.......................................... ١٤١

المكتبات القديمة المفقودة.................................................... ١٤١

ذكر شجرة الإفادة......................................................... ١٤٢

المكتبات الإسلامية الموجودة الآن في حلب..................................... ١٤٣

الأطباء في حلب........................................................... ١٤٥

استطراد مفيد في معارف المسلمين ومدنيتهم.................................... ١٤٥

فن التصوير في الإسلام وفيه غير ذلك........................................ ١٤٩

الملل والنحل في حلب وجهاتها قبل الفتح الإسلامي................................ ١٥١

الوثن نبو.................................................................. ١٥١

الوثن عشتاروت............................................................ ١٥١

الوثن رمّن................................................................. ١٥٢

الوثن حداد ، أو هداد...................................................... ١٥٢

عبادة الحلبيين الحمام وأسماك قويق............................................ ١٥٢

الوثن أبولون............................................................... ١٥٣

الصابئيّة.................................................................. ١٥٣

عبادة النار في حلب........................................................ ١٥٣

الملل والنحل في حلب وجهاتها بعد الفتح الإسلامي................................ ١٥٤

المسلمون السنيون.......................................................... ١٥٤

الطرائق العلية في حلب...................................................... ١٥٥

الشيعة في حلب قديما وحديثا................................................ ١٥٥

النصارى في حلب قبل الفتح الإسلامي.......................................... ١٥٧

٤٧٩

النصارى في حلب بعد الفتح الإسلامي....................................... ١٥٧

زحف التتار على مدينة حلب وتشتت أهلها وفيه غير ذلك...................... ١٥٩

المذهب الأرتودكسي والمذهب الكاثوليكي في حلب............................. ١٦٠

الكثلكة في حلب.......................................................... ١٦١

الطوائف المسيحية في حلب.................................................. ١٦١

اليهود في حلب............................................................... ١٦٢

الرياسة الدينية على اليهود في حلب.......................................... ١٦٣

طوائف اليهود في حلب..................................................... ١٦٤

النصيرية في حلب.......................................................... ١٦٥

اليزيدية................................................................... ١٦٦

الإسماعيلية................................................................ ١٦٨

الدروز.................................................................... ١٧١

الحزب الماسوني في حلب..................................................... ١٧٦

طائفة كيز وكيز............................................................ ١٧٧

نبذة من حقوق الجوار......................................................... ١٧٧

معاملة أهل الذمة بالبر والقسط.............................................. ١٨٠

التصدق على فقراء أهل الذمة............................................... ١٨٠

عيادة الذمّي وتعزيته وضيافته................................................. ١٨١

حلّ طعام الكتابى لنا وحلّ طعامنا له.......................................... ١٨٢

التزام العدل في الحكم والشهادة على المسلم وغيره............................... ١٨٢

قصة زيد السمين اليهودي................................................... ١٨٣

فصل في معاملة أهل الذمة.................................................. ١٨٤

في ثبوت الأمانة لأهل الكتاب............................................... ١٨٦

لهجة أهل حلب في التكلم.................................................. ١٨٦

أمراض حلب................................................................. ١٨٨

٤٨٠