نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٩١

١٢٣٦

عثمان محمد سعيد

١٢٦٨

نواره حفيدي السيد محمد داية

١٢٣٧

كتخدا محمد عارف

١٢٦٩

السيد محمد سعيد زبور بك

١٢٣٨

يكلي محمد أسعد

١٢٧٠

السيد سليمان

١٢٣٩

 عاشر محمد بهاء الدين

١٢٧١

مرحوم أكنلي محمد

١٢٤٠

محمد نور الله بهاء الدين

١٢٧٢

علي آغا إمامي السيد حافظ أحمد

١٢٤١

مظفر باشا عثمان بك

١٢٧٢

السيد محمد علي فتحي بن عثمان بن أحمد

١٢٤٢

يكلي مصطفى شمس الدين

ابن مصلح الدين

١٢٤٣

جلبي مصطفى باشا أحمد بك

١٢٧٣

شيخ السيد محمد توفيق

١٢٤٤

قنوي إمام سيد مصطفى شريف

١٢٧٤

أرنيه مفتيسي مصطفى

١٢٤٦

عريان محمد وحيد شريف

١٢٧٥

السيد حافظ حسن

١٢٤٧

 قنوي السيد حسن محمد

١٢٧٦

عبداه ملا رشيد حفيدي محمد كامل

١٢٤٨

صوان محمد أمين مصطفى نوري

١٢٧٧

بكلي السيد محمد محيي الدين

١٢٤٩

أبو بكر صدقي باشا عبد الله عزت

١٢٧٨

عطا الله السيد محمد غالب

١٢٥٠

خطاط السيد محمد عزت

١٢٧٩

واصف السيد أحمد وصاف

١٢٥١

 فتوى أميني عرياني محمد سعيد

١٢٨٠

 أسبق فتري أميني محمد غالب

١٢٥٢

إسماعيل حفيدي نور الدين

١٢٨١

عثمان وهبي

١٢٥٤

صدر الدين حفيدي عبد الله

١٢٨٢

حسين السيد محمد توفيق

١٢٥٥

 محبي محمد علي أشرف

١٢٨٤

 زكي نائب ومفتش حكام

١٢٥٦

منكلي مصطفى

١٢٨٥

كلنبه وي محمود عزيز نائب

١٢٥٧

خربوتي السيد إسماعيل

١٢٨٦

بغدادي عبد الرحيم

١٢٥٨

شكر الله حفيدي السيد محمد نافع

١٢٨٧

بالجقلي على حفيدي محمد سعيد

١٢٦٠

فتوى مسودي إسماعيل فهيم

١٢٨٨

كواكبي السيد عطا الله

١٢٦١

 أديب السيد محمد شمس الدين

١٢٨٩

حسين السيد محمد توفيق

١٢٦٢

حمامي حفيدي علي رضا

١٢٩١

منير السيد محمد راغب

١٢٦٣

 إبراهيم بك إمامي حافظ إسماعيل

١٢٩٢

عبد الله السيد عمر بهجت

١٢٦٤

سلطان أحمد إمامي محمد سعيد

١٢٩٤

أدرنه مفتيسي حاجي محمد فوزي

١٢٦٥

مدرس أحمد خير الدين

١٢٩٦

سيف الدين

١٢٦٦

حافظ الحاج محمد أمين

١٢٩٦

عرب السيد محمد نور الله نشأت

١٢٦٧

عبد المولى السيد أحمد شاكر

١٢٩٧

أحمد شكري

٢٤١

١٣٠٠

الحاج حسين توفيق حمدي

١٣٢٣

عبد الرحمن نسيب

١٣٠٤

 السيد مصطفى رشدي خلوصي

١٣٢٤

راقعي عبد الحميد

١٣٠٥

كامل بك حسن تحسين

١٣٢٥

 نقيه جي توفيق

١٣٠٧

عثمان باشا برادري شريف حمدي

١٣٢٧

 السيد رجب حلمي

١٣٠٩

محمد مكي

١٣٣٠

 ألوسي السيد مصطفى زين الدين

١٣١١

محمد وجيه

١٣٣١

 السيد رجب حلمي ثانية

١٣١٤

كمال الدين

١٣٣١

علي همت

١٣١٦

 محمد زهدي زعفر أنبورلي

١٣٣٣

السيد محمد خالد حفظي

١٣١٦

 حسن صدقي

١٣٣٤

سليمان سري (آخر قضاة تركيا)

١٣١٧

حفيد مير رائف أحمد عاصم

١٣٣٧

الشيخ محمد الزرقا (حلبي)

١٣١٨

فؤاد

١٣٣٧

الشيخ بشير الشهير بالغزي (حلبي)

١٣١٩

 جهار شنبه وي سعيد نعيم

١٣٣٩

الشيخ علي العالم (حلبي)

١٣٢٠

عصمت

١٣٢٣

عبد الرحمن نسيب

٢٤٢

أحوال ولاة حلب

لم أطلع في التواريخ الحلبية على ذكر أحوال عمال حلب ونوّابها وكفّالها وولاتها وذكر عاداتهم ومواكبهم سوى أني رأيت في «درّ الحبب» لرضي الدين الحنبلي نبذة في موكب خيري بك فأثبتّها في ترجمته في الباب الثاني.

أحوال الكفّال في أيام الدولة الجركسية

ذكر ابن الشحنة محب الدين أبو الفضل في كتابه نزهة النواظر في روض المناظر نبذة من أحوال كفّال حلب في الدولة الجركسية فأحببت إيرادها هنا ملخصة فأقول : قال : إن نائب حلب يكون من أعيان مقدمي الألوف بالقاهرة وتارة ينتقل من نيابة طرابلس وربما نقل من حماة. وقد نقل آشق تمر وغيره من دمشق وقد يتناوبان. لكن أكبر نواب المملكة نائب دمشق ثم نائب حلب ثم طرابلس فحماة فصفد.

وقد اعتاد النائب إذا قدم حلب أن ينزل على العين المباركة بعد أن يكون خرج إلى لقائه القضاة والمقدمون إلى خان طومان والمباشرون ويتلقونه غالبا إلى حماة ثم يصبح فيركب من العين المباركة لا بسا تشريفه وتخرج إليه القضاة وجميع الجيش وأرباب المناصب وطوائف المشايخ وأهل الحارات فإذا وصل إلى القلعة نزل عن فرسه ونزل لنزوله حاجب الحجاب وبقية الحجاب الأربعة وتقدم إليه نائب القلعة ومتولي الحجر والنقيب ونزعوا سيفه وحلّوا حياصته (١) فيصلي ركعتين وهو محلول الوسط وحياصته في عنقه وسيفه بيد والي الحجر. ثم يتقدم إليه العلم السلطاني فيقبله ويقبل الأرض ثم يركب ويدخل إلى دار النيابة فيقرأ تقليده بحضرة القضاة والمباشرين وهو واقف على قدميه. وكلما ذكر الاسم الشريف السلطاني أو ذكر ثناء السلطان عليه في التقليد يأمره حاجب الحجاب بتقبيل الأرض ثم يفيض على أرباب المناصب خلعا سنية بحسب مراتبهم (٢) وقارىء التقليد هو كاتب السر ويكون على كرسي منصوب له واقفا عليه.

__________________

(١) الحياصة : يراد بها هنا حمائل السيف وما إليها ، وهي سيور من الجلد.

(٢) في الأصل : «مراتينهم» خطأ.

٢٤٣

ثم في كل يوم اثنين وخميس يركب بالكلفته والقبا (١) ويركب معه المقدمون وأرباب المناصب من الترك والجند ويسير إلى قبة المارداني ومعه الجاويشية يزعقون بين يديه ثم يعود فيقف تحت القلعة راكبا وتعرض عليه الخيول والأملاك ويجهر النداء بالأمان للرعية وإظهار العدل. ثم يتقدم كتبة الأمراء من هناك إلى باب دار العدل وهو مدى طويل والأمراء المتقدمون ثمانية ، لكل واحد منهم مماليك عبرتهم (٢) أن يكونوا مئة فإن موضوع هؤلاء الأمراء أن يكون كل منهم أمير مئة فارس ومقدّم ألف وقد صار مدة طويلة دوادار (٣) من قبل السلطان يكون قائما في خدمة النائب لكنه عينا (٤) عليه وكان في الغالب من أمراء الطبلخانات وقد يكون من المقدمين.

وأما نائب القلعة فكان قديما من أصاغر الأمراء. ثم من فتنة الناصري قرر أمير مئة مقدم ألف واستمر كذلك إلى يومنا هذا وليس في نواب قلاع القاهرة ودمشق وغيرهما مقدم ألف إلا نائب قلعة حلب خاصة ولم يكن له عادة بحضور الموكب ثم صار بعضهم يحضر أحيانا فيجلس دون أمير الميسرة وأمير الميسرة يجلس إلى جانب حاجب الحجاب (عود إلى إتمام كيفية الحال في يوم الموكب) فإذا وصل النائب إلى تجاه القلعة اصطفت البحرية وقوفا له حتى يسلم عليهم ثم يدخل عليهم فيقوم حاجب الحجاب وعصاه في يده ويمشي في خدمته إلى قرب الإيوان الذي يجلس عليه وهو تجاه الباب الكبير وليس بين الباب وبين الإيوان حجاب ولا سترة ويكون قد سبقه إليه قاضي القضاة فيجلسون سطرا واحدا عن يساره وتبقى يمينه خلا ، ثم يجلس إلى جانب قاضي القضاة قاضيا العسكر ومفتيا دار العدل وتجاههم كاتب السر وناظر الجيش ثم إلى جانب ناظر الجيش الموقعون فتدور الحلقة ويقف الدوادار الكبير وراء كاتب السر وناظر الجيش خارج الحلقة فإن كان الوزير متعمما جلس معهم وإن كان تركيا جلس بين يدي الترك فيسلم عن يساره على القضاة ثم عن يمينه على الأمراء ثم تجاهه على بقية الجماعة ثم يجلس على مكان مرتفع نحو نصف ذراع معدّ لجلوسه ويجلس حاجب الحجاب على درجة أسفل من ذلك المكان بحيث يكون رأسه

__________________

(١) انظر «حاشية» المؤلف أسفل ص ٢٤٥.

(٢) يعني مقدارهم ومبلغ عددهم (تقديرا).

(٣) موضع الكلمة النصب «دوادارا».

(٤) الصواب الرفع «عين» خبر لكنّ.

٢٤٤

مسامتا تخت النائب (١) الذي جلس عليه والمتقدمون يجلسون على مساطب باب دار العدل ويأخذ القصص (٢) نقباء الجيش ثم الحاجب الصغير فيوصلونها إلى حاجب الحجاب فيتناولها لكاتب السر فيعطي ما يتعلق بالجيش لناظره ويرمي بالبقية للموقعين ثم تقرأ بعض القصص الشرعية ثم يقوم الحاجب فيأذن للقضاة بالانصراف وقد يجلس النائب بعدهم لفصل الأمور.

وهذا اليوم يقال له يوم الموكب ويجلس يوم الجمعة بعد الصلاة في هذا المكان ويحضره المقدمون الثمانية فيجلس الأمير الكبير عن يمينه وحاجب الحجاب عن شماله ولا يجلس فوق المقدمين إلا قضاة القضاة والعلماء إن اتفق حضور واحد منهم ويجلس كاتب السر وناظر الجيش دون المقدمين فوق أربعينات. وكانت العادة القديمة أن يصلي النائب الجمعة والعيدين بالجامع الأعظم بالشاش والقماش ثم صار يصلي بجامع ألطنبغا ثم لما عصى يلبغا الناصري بنى له جامعا بدار العدل وصار يصلي فيه والآن أكثر ما يصلي النائب هناك. وفي بعض الأوقات ربما صلى بالجامع الأعظم وبجامع دمرداش وفيه يصلي العيدين وقد جرت عادة النائب أنه إذا لم يركب للموكب لا تحضر عنده القضاة إلا بطلب.

وكان بحلب وزير له جهات معلومة من المكس وغيره وعليه نفقات الخاصكية والبريدية ومرتبات معروفة ثم أضيفت تلك الجهات إلى ديوان النيابة وبطل الوزير ثم أعيد ذلك في الأيام المؤيدية ثم بطل. وإقطاع النيابة له أستادار يتكلم فيه مقتصرا عليه لا يتعداه وناظر ديوان ومباشرون في أيام الظلم خاصة وربما تكلم الأستادار في غيره. اه. ما أورده ابن الشحنة.

(حاشية) لفظة حاجب الحجاب والكلفته والقبا والدوادار والشاش والقماش وما شاكل هذه الألفاظ قد تكلم على أكثرها علي مبارك باشا في كتابه خطط مصر الجديدة في الجزء الثاني عشر منها عند كلامه على سرياقوس فراجعها هناك. اه.

__________________

(١) التخت : مكان مرتفع للجلوس. وقوله «مسامتا تخت النائب» أي على استقامة واحدة معه (في مساواته).

(٢) القصص ، هنا : يعني عروض الحال من شكاوى ومظالم ومطالب وما إلى ذلك (انظر ص ٢٦٩ من هذا الجزء).

٢٤٥

أحوال الولاة في أيام الدولة العثمانية

وأما أحوال ولاة الدولة العثمانية في القرون السالفة فلم أطلع فيها إلا على نبذة يسيرة أوردها دارفيو في ولاة زمانه مفرقة في تذكرته فعربتها وأوردتها مجموعة وأضفت إليها جملة استخرجتها من رقعة قديمة مخطوطة باللغة التركية ذكر فيها بعض عادات الولاة وجوائزهم لخدمة الحكومة وجماعة دائرتهم والموظفين بالجامع الكبير وغيرهم فأقول :

قال دارفيو : إن حلب كان يحكمها وال ذو ثلاثة أطواخ ومسكنه القلعة وإذا غاب سكن بها متسلمه. والطوخ ذنب حصان أبيض معقود على صعدة يعلوها أكرة من نحاس مذهب وكانت العادة عند الدولة العثمانية أن يحمل من هذه الأطواخ أمام السلطان سبعة وأمام الصدر الأعظم أربعة وأمام الوزير الذي يكون من الصنف الأول ثلاثة وأمام الوزراء الذين هم دون الصنف الأول اثنان وأمام الرؤساء والموظفين وذوي الأخطار واحد.

وكان المتسلم يعمل جميع أعمال الوالي غير أنه ليس له راتب مثله والنفقات المرتبة على الوالي باهظة جدا لأنه هو المطلوب منه مرتبات جميع المستخدمين في ولايته أما رزق الوالي من حلب سنويا فقد قدره بعضهم بثمانين ألف قرش ينفق منها على عساكره الذين هم ما بين خمسمائة إلى ستمائة شخص ، من ثلاثين ألفا إلى خمسين ألف قرش والبقية له. أما القرى التي يتسلمها من الدولة ليقوم بكفالتها فعددها ألف ومائتا قرية منها نحو ثلاثمائة قرية غامرة والبقية عامرة. وأما بقية الأملاك والقرى فمنها ما هو أملاك الأعيان ومنها ما هو تمارات للإباهية.

ثم إن رزق الوالي من حلب على ما ذكرناه هو غير المرتبات المضروبة له على أهلها فإنهم ملزومون أن يقدموا له كل ما يحتاجه من اللحم والخبز والشعير والسمن والحطب والفحم والتبن والطحين وغيرها من بقية لوازمه. وكان يضرب بحلب سكة عثمانية بأمر الوالي وليس يضرب منها الآن سوى الشاهية والأقجة والفلس والشاهية والأقجة من الفضة والفلس من النحاس. والشاهية جزء من أربعة وعشرين جزءا من القرش. وكل ست أقجيات شاهية فالأقجة هي سدس الشاهية وكل اثني عشر فلسا أقجه. وهذه الأنواع الثلاث هي النقود الدارجة بين الناس لكن الحساب في التجارة جار باعتبار الريال الافرنجي الإسبانيولي المكسكالي. اه. ما ذكره دارفيو في أحوال الولاة.

٢٤٦

موكب الوالي في يومي العيد

قال في الرقعة المتقدم ذكرها : إن الوالي في يومي العيد يتوجه إلى الجامع الكبير بموكب حافل يمشي معه جماعة التفنكجية والشطر ، وهم خدمة أصحاب المناصب وتقاد بين يديه الجنائب ويسير في ركابه التّراسة (١) ومحصل الأموال والسردار وكتخدا الجاويشية وعدة من ضباط القلعة المعروفين بالجوربجية ، ومعهم بضعة أشخاص من جماعة القلعة فيأتي إلى الجامع ويدخل إليه من باب سوق الطيبية ويصلي في المقصورة التي على يمنة المنبر ثم يقوم ويقبل عليه أصحاب الخلع الآتي ذكرهم فيلبسهم إياها ويفرق الصرر النقدية على ذويها الآتي بيانهم ثم ينهض من الجامع متوجها إلى القلعة فيمر من طريق قاضي الحاجات إلى خان الوزير إلى العجيمي إلى العصرونية إلى جامع الحيات فإذا وصل إلى أمام سوق الضرب صدحت الموسيقى من القلعة وأطلقت منها المدفاع فيتقدم إليها حتى يدخلها من الباب الكائن في جنوبها إلى الشرق. وقد اعتاد بعض الولاة أن يذبح في عيد الأضحى أربعين رأس غنم يفرق لحمانها على التكايا والزوايا.

منح الولاة إلى حفظة دار الحكومة

ومما جرت به عادة ولاة الدولة العثمانية ومتسلميهم في حلب أن يمنحوا كل بواب من بوابي دار الحكومة يومية مع راتب شهري قدره ستون بارة ويعطوا خدمة الزيارة نفقة يومية. ولدار الحكومة عدة بوابين ليس يمنح منهم يومية من قبل الولاة المشار إليهم سوى أربعة فقط. وكانوا يمنحون أوراق الجزية جماعة مخصوصين يعانون تحصيلها ويأخذونها لأنفسهم ثم استعفوا من هذه العطية. وكان يمنح يومية من قبل الولاة أيضا جماعة كثيرة من حفظة دار الحكومة وقد اقتصروا الآن على إعطاء أربعة منهم فقط مع إعطاء كل واحد منهم أيضا خمسين بارة ولرئيسهم ستين بارة راتبا شهريا.

__________________

(١) الترّاسة : أصحاب التروس. وانظر ص ١٠٠ من هذا الجزء.

٢٤٧

منح الولاة إلى خدمهم

ومما اعتاد عليه ولاة حلب حين دخولهم إليها أن يحسنوا إلى كل واحد من جماعة دائرتهم المعروفين بأغوات الكادك بدراهم معلومة يأخذونها لهم من أصحاب الحرف والصنائع فيحسنون لحامل قصبات التدخين المعروف بجو بوقجي باشى بخمس ذهبات وثلاثة أرباع الذهب تؤخذ من أصحاب هذه الحرفة بحلب ، ولحافظ التبغ المعروف بتوتنجي باشى بأربعين ذهبا وربع الذهب تؤخذ من باعة التبغ والخرّاطين وكان عبدي باشا يأخذ من باعة التبغ فقط أربعين ذهبا ولحافظ بيت المؤنة المعروف بكلرجي باشي بمائتين وخمسين ذهبا تؤخذ من باعة الفستق ويؤخذ منهم علاوة على ذلك في كل شهر ذهبان عن يد رئيس السوق المعروف بالبازرباشي ولمرتب المائدة المعروف بصفرجي باشي بست ذهبات منها ذهبان يؤخذان من الطحّانين وأربع من الخبازين. ويؤخذ منهم علاوة ذهبان في كل شهر ولحافظ ثيابه المعروف بالجماشرجي آغا بخمسة وسبعين ذهبا تؤخذ من أصحاب حرفة الحمام ولمحافظ (١) عدة خيوله ودوابه المعروف برختوان آغا وعشرون من العقادين وعشرون من الصيارفة ولمناظر إصطبله المعروف بأمير آخور آغا بألف وخمسين ذهبا تؤخذ من جماعة البساتنة منها أربعمائة وخمسون تؤخذ منهم في أيام قطاف حشيش الشعير المعروف بالقصيل والبقية تؤخذ منهم بعد ذلك وكان عبدي باشا يأخذها منهم ثمانمائة ذهب وعثمان باشا بعده يأخذها خمسمائة ذهب.

فهذا ما اعتادوا عليه من المنح والعطايا إلى جماعة دائرتهم حين دخولهم إلى حلب.

منح الولاة إلى خدمة الجوامع وغيرهم

وأما ما اعتادوا عليه من الخلع والجوائز لجماعة الموظفين في الجامع الكبير وغيره في يومي العيدين فهو أن يحسنوا إلى متولي الجامع بفروة من نوع القاقوم وإلى خطيبه بفرجية صوف وألف ومائتي عثماني منها ستمائة عثماني زادها الحاج إبراهيم باشا قطار اغاسي في عيد الفطر سنة ١٢١٧ ولإمام الأوقات بفرجية وألف ومائتي عثماني نصفها من زيادة المذكور

__________________

(١) لعلها : «ولحافظ» بلا ميم بين اللام والحاء ، أسوة بنظائرها في الأسطر السابقة.

٢٤٨

وللمؤذن الأول بفرجية صوف وللمؤذن الثاني بفرجية شال ولبقية المؤذنين بألف ومائتي عثماني نصفها من زيادة المذكور ولخادم حضرة زكريا عليه السلام بفرجية صوف وألف ومائتي عثماني منها ٨٠٠ من زيادة المذكور وللفراشين بألف ومائتي عثماني منها ٨٠٠ من زيادة المذكور وللبوابين بألف ومائتي عثماني منها ٨٠٠ من زيادة المذكور. وللداعين المعروفين بدعاكوي بثلاثمائة عثماني ولدراويش تكية بابا بيرم بمائة عثماني ولأفراد القلعة بأربعمائة عثماني ولكبراء القلعة المعروفين بمهتران بأربعمائة ولمدفعية القلعة المعروفين بالطوبجية بأربعمائة وبمثلها لأفراد اليكيجرية ولبقية الخدمة بمائة ولرئيس الخدمة بثلاثمائة ولمحاضرة المحكمة الشرعية بمائتين وبمثلها ليسقيّة المحكمة ولكتخدا الجاويشية بستمائة ولكاتب العربي بأربعمائة وبمثلها لترجمان الديوان وبمثلها لأمين الجاويشية ولجاويشية الديوان بستمائة.

فهذا آخر ما وجدته في الرقعة الآنفة الذكر.

أحوال ولاة الدولة العثمانية في أيامنا

وأما أحوال الولاية في زماننا فإن والي حلب يكون وزيرا أو مشيرا أو باشا. وكان يندر قبل الانقلاب الدستوري أن يكون بيكا أو أفنديا أما بعده فأكثرهم يكون بيكا وأفنديا ، وينتقل إليها من جميع ولايات الدولة العثمانية كبغداد والحجاز ودمشق وغيرها. وكثير من الولاة الذين تولوا حلب انتقلوا منها إلى الصدارة العظمى أو من الصدارة إليها وولاية حلب في تلك الأيام بالنسبة إلى بقية الولايات العثمانية تعد من الصنف الأول.

كيف يكون استقبال الوالي

وكانت العادة جارية عندنا قبل وجود القطار الناري أن الوالي حينما يجيء إلى حلب يخرج لاستقباله جماعة من وجهاء البلدة وأعيانها وأمراء حكومتها. فمنهم من كان يصل إلى الإسكندرونة ومنهم من ينتظره في جهات العمق ومنهم من يستقبله إلى بعض القرى القريبة من حلب ومنهم من يستقبله إلى بعد ساعة أو ساعتين. وربما وجد بين من يستقبلونه إلى الإسكندرونة واحد يفتح له ولمن معه مطبخا سيّارا حتى يصل إلى حلب فإذا لم يوجد

٢٤٩

هذا قام بضيافته أكابر القصبات (١) والقرى الموجودة على طريقه وبعض الولاة لا يقبل أن يكون في ضيافة أحد فينفق من ماله كل ما يحتاجه في الطريق المذكور.

وعلى كل حال فإنه قبل أن يصل إلى حلب بنحو ساعتين يخرج لاستقباله قائد العسكرية المعروف بالفريق وبقية أمرائها ومعهم الأجناد السلطانية مشاة وفرسانا وفيهم الموسيقى العسكرية فإذا وصلوا إلى أرض الحلبة نزل الوالي ومن معه من الأمراء والأعيان إلى خيم معدّة لهم فجلسوا فيها برهة وشربوا المرطبات وقهوة البن. ثم قام الوالي وركب هو ومن معه وتقدمه أصحاب الرتب والمناصب على حسب مراتبهم بحيث يكون الأقرب إليه أعظمهم رتبة وقد تقدمهم عساكر الجندرمة (٢) ومشى حول الوالي جماعة من فرسان العسكر ووراءه جم غفير من فرسان العسكر ماشين بالصف والترتيب ثم من ورائهم العساكر المشاة على الصف والترتيب أيضا وفي الغالب أن يكون عددهم ثمانمائة عسكري وفي مقدمتهم الموسيقى العسكرية تعزف بالألحان المطربة فيسيرون هكذا حتى يصلوا إلى دار الحكومة وحينئذ تطلق المدافع من القلعة وعددها واحد وعشرون مدفعا وينزل الوالي ومن معه من الأكابر والأمراء ويصعد الدرج إلى الصالون وأمامه ياوره أي حاجبه ويتبعه إلى أن يدخل حجرته فيجلس على كرسيه ويجلس معه عن يمينه القاضي ، ثم أصحاب الرتب والمناصب مرتبين عن يمينه ويساره على حسب رتبهم ويقبل عليه قناصل الدول ومن لم يكن في استقباله من الأعيان والكبراء والموظفين والأمراء فيوفونه حق السلام وينئونه بسلامته ويدار عليهم الشراب الطهور وقهوة البن ثم ينهض لمكانه الذي هو محل سكناه مع عائلته.

وقد عهدنا الولاة أنهم كانوا يسكنون في دار بني الجلبي السفلى التي هي الآن محل دوائر العدلية ثم لما أسست العدلية واستعملت الدار في دوائرها صار الولاة يسكنون دورا بالأجرة إلى أن اشترت البلدية جنينة بيت الناقوس غربي الكتّاب وعمرت فيها مكانا باشارة والي حلب إذ ذاك جميل باشا فسكن فيها المذكور ومن بعده من الولاة بأجرة معينة يدفعونها للبلدية.

__________________

(١) القصبات : المدن ، جمع قصبة. وكانت تطلق القصبة أيضا على عاصمة البلاد.

(٢) الجندرمة : الجنود الذين يوكل إليهم حفظ الأمن في الأرياف. والكلمة فرنسية.

٢٥٠

موكب الولاة في صلاة الجمعة

ومما كانت جارية عليه عادة ولاة زماننا أن يصلّوا أول جمعة في الأموي الكبير في المقصورة التي كانت على يمنة المنبر. وبعد الصلاة يخلعون على خطيبه جبّة من الجوخ. وبقية الجمع يصلّونها في أي جامع أرادوا. وفي يومي العيدين يصلّون صلاتهما في الأموي المذكور ويخلعون على الخطيب جبة جوخ كأول جمعة ثم ينهض الوالي ومن معه من الأعيان والأمراء والموظفين وكلهم بالألبسة الرسمية المختصة يرتبهم. ومن كان عنده وسام علّقه على صدره ويخرج من باب سوق الطيبية مارا على الجردكية ثم على خان الوزير ثم على العصرونية فجامع الحيات ثم ينعطف إلى جهة دار الحكومة وهناك تكون العساكر السلطانية مصطفة إلى قرب باب دار الحكومة لتلقّي سلامه وقد مشى أمامه أصحاب الرتب والمناصب على الترتيب المتقدم في موكب استقباله إلى أن يصل إلى دار الحكومة فتطلق المدافع من القلعة وينزل هو ومن معه ويصعد إلى درج الصالون ويدخل في حجرته وبقية الاحتفال كبقية احتفال يوم مجيئه من السفر على ما قدمناه ثم ينهض ويتوجه إلى داره وهناك يقبل لمعايدته أحبابه وأصدقاؤه على صفة غير رسمية.

موكب قراءة التقليد

ومما جرت به عادة الولاة أيضا أنهم بعد مجيئهم حلب بثلاثة أيام يقرءون تقليدهم المعروف بالفرمان فينزل الوالي في ذلك اليوم إلى دار الحكومة بالموكب المذكور ويخرج التقليد من خريطة معه ويقبله ويدفعه لمن اختاره من كبار الكتبة فيتناوله الكاتب ويقبله ويفتتح بقراءته بصوت مرتفع واقفا في جانب الوالي على قرص درج الصالون الموجه إلى الجنوب وفي جانبه القاضي والمفتي وأصحاب الرتب والمناصب والموظفون والرؤساء الروحانيون ورئيس الحاخامين ويكون الناس والعساكر وجماعة الموسيقى وقوفا في ساحة دار الحكومة وحينما يشرع المكاتب بقراءة التقليد تطلق المدافع من القلعة فإذا فرغ من قراءته بدر الوالي إلى خطبة من كلامه تشتمل على الدعاء للسلطان وعلى ذكر نواياه الجميلة في الولاية والامتنان من سكانها. وبعد أن يتم كلامه يفتتح المفتي بدعاء للسلطان ويتلوه المطران

٢٥١

ثم الحاخام. وبعد الفراغ من هذه الأدعية تعزف الموسيقى العسكرية بألحانها عدة فصول ثم يصبح العساكر بلسان وصوت واحد قائلين باديشاهم جوق يشا (١). ثم ينفض الجمع ويباشر الوالي وظيفته.

ثم إنه لا بد وأن يجري في كل سنة موكبان أحدهما يكون احتفالا بميلاد الحضرة السلطانية وثانيهما احتفالا بالجلوس وفي كل منهما تزين ليلا أبواب الدوائر الرسمية ومنازل الموظفين وجادة باب الفرج وتنور بالقناديل وتحرق الألعاب النارية وتعزف الموسيقى العسكرية وآلات الطرب إما في ميدان الجادة المذكورة وإما في جنينة البلدية التي هي محل سكنى الوالي. ويخرج ألوف من الناس للتفرج وتكون ليلة حظ وطرف ثم بعد الانقلاب الدستوري بطل في هذين الاحتفالين إحراق الألعاب النارية وقل تنوير الأبواب.

هذا وإننا لم نرسم هنا جدولا في أسماء عمال حلب وكفّالها وولاتها ، نظير جدول قضاتها ، استغناء عنه بذكر أسمائهم في سني تعيينهم كما ستراه في باب الحوادث إن شاء الله تعالى.

ذكر ما كان في باطن حلب وظاهرها من الحمّامات

نذكر هنا ما كان في باطن حلب وظاهرها وبساتينها ودورها من الحمامات في القرن السابع حسبما صرح به أبو ذر صاحب كتاب كنوز الذهب نقلا عن ابن شداد :

قصدنا من ذكر هذه النبذة التمهيد للكلام على عدد سكان مدينة حلب في القرون السالفة التي هي قبل القرن العاشر فإننا لم يمكننا الوقوف على عدد سكان مدينة حلب في تلك القرون إلا بطريق الاستنباط من عدد ما كان في حلب من الحمامات وغيرها كما ستقف عليه.

على أن ذكرنا هنا الحمامات التي كانت في تلك القرون لا يخلو من فوائد تاريخية أقلها معرفة اسم بعض ما يظهر من أطلالها في الأسس ونسبة طلل الحمام إلى صاحبه فإن كثيرا من العمائر يظهر في أسسها أطلال حمامات وآثارها كالأبازن (٢) ومجاري المياه والأقاليم ولا يعرف لها اسم ولا من هو صاحبها.

__________________

(١) العبارة بالتركية ، ومعناها : «لتعش أيها الملك» أو «أيها السلطان».

(٢) جمع أبزن ، وهو الحوض الكبير من نحاس وغيره ، للاستحمام.

٢٥٢

قال أبو ذر ما خلاصته : اعلم أن حلب كانت كثيرة الخلق والدليل على ذلك كثرة مساجدها وحماماتها. فقد ذكر ابن شداد الحمامات التي أدركها في زمانه في باطن حلب وظاهرها ودورها وبساتينها فقال :

الحمامات التي كانت في باطن مدينة حلب

(١) الحمام الجديد (٢) السلطان على حافة الخندق (٣ و ٤) بالمعقلية أحدهما حمام ازدمر (٥ و ٦) لمحيي الدين (٧ و ٨) ابن العديم داخل باب النصر ويعرفان بالنجاشي كافل حلب ـ قلت يعرف أحدهما الآن بحمام القاضي ـ (٩ و ١٠) للناصح (١١ و ١٢) الفوقاني (١٣ و ١٤) القاضي جمال الدين (١٥) حسام الدين بباب الأربعين (١٦) الواساني (١٧ و ١٨) علي بالمدبغة (١٩ و ٢٠) الست (٢١) الحدادين (٢٢) القبة (٢٣) الزجاجين (٢٤ و ٢٥) السباعي (٢٦) بدرب أتابك (٢٧) العفيف برأس الدلبة (٢٨) الشريف (٢٩) حمام الوزير (٣٠) الشماس (٣١) الوالي بالجلوم (٣٢) الصفي بالعقبة (٣٣) الحاجب (٣٤) القاضي بهاء الدين بباب العراق (٣٥) الذهب وقف على الفقراء (٣٦) شمس الدين لولو من أوقاف السفاحية (٣٧ و ٣٨) ابن عصرون في سويقة حاتم يعرف أحدهما بالأبارين (٣٩) العوافي بباب الجنان وقف المدرسة الشرفية (٤٠) حمام هناك صار محلا لدق الرز (٤١ و ٤٢) السرور (٤٣) الكاملية (٤٤ و ٤٥) (١) ابن الخشاب (٤٦) ابن العجمي في بحسيتا وقف المدرسة الشرفية (٤٧) ابن الملك المعظم (٤٨) الشريف عز الدين بدرب الخراف (٤٩) ابن نصر الله (٥٠) الفسيتقة بالقرب من خندق القلعة في جهة الغرب (٥١) الفصيصي (٥٢) ابن الأثير (٥٣ و ٥٤) السابق (٥٥) برأس التل أيضا (٥٦) العرائس (٥٧ و ٥٨) بالفرايين (٥٩ و ٦٠) بالقلعة صار أحدهما دار الضرب.

الحمامات التي في الدور

(٦٢) بدار المعظم (٦٢) بدار جمال الدولة (٦٣) بدار شمس الدين لولو (٦٤) بدار علاء الدين طاي بغا (٦٥) بدار الأمير سعد الدين ابن الدرويش (٦٦) في دور بني الخشاب (٦٧) بدار الشريف في قلعته (٦٨) بدار طغر بباب الأربعين (٦٩) بدار علاء الدين ابن

__________________

(١) في الأصل (٤٣ و ٤٤) فعدّلنا الترقيم بحسب التسلسل.

٢٥٣

الناصح بالتنانيرين (٧٠) بدار سيف الدين الناصح برأس درب الخراف (٧١) بدار سيف الدين علي بن قليج (٧٢) بدار عماد الدين أخيه (٧٣) بدار بدر الدين الوالي (٧٤) بدار الشريف الزجاج بقلعة الشريف (٧٥) بدار نظام الدين الوزير في باب النصر (٧٦) بدار أتابك (٧٧) بدار جمال الدول إقبال الظاهري (٧٨) بدار صارم الدين أزبك الظاهري (٧٩) بدار حسام الدين علي بن بهاء الدين أيوب (٨٠) بدار الصاحب جمال الدين الأكرم (٨١) بدار الرئيس صفي الدين طارق (٨٢) بدار شهاب الدين بن علم الدين (٨٣) بدار الملك رشيد (٨٤) بدار الأمير سيف الدين بكتوت العزيزي (٨٥) بدار صاحب شيزر (٨٦) بدار نجم الدين الجوهري (٨٧) بدار ابن تقا (٨٨ و ٨٩) بدار عماد الدين عبد الرحيم بن العجمي (٩٠) بدار الجمال عثمان بن العجمي (٩١) عون الدين الحموي (٩٢) بدار قيصر في درب العدول.

الحمامات في ظاهر حلب

حمامات الحاضر وهي (٩٣) السوق (٩٤) الركن (٩٥) الكاملية (٩٦) (١) الإدريسي (٩٧) ابن الدرويش (٩٨ و ٩٩) القاضي (١٠٠ و ١٠١) أسد الدين (١٠٢ و ١٠٣) بني عصرون (١٠٤) ابن الدرويش بحارة الحوارنة (١٠٥) الخان (١٠٦) الشهاب داود (١٠٧) العسقلاني (١٠٨) البدوية (١٠٩) بلدق (١١٠) سلاح دار (١١١) الجوهري إنشاء سعد الدين ابن الدرويش (١١٢) قرب دار حبيب الكردي (١١٣ و ١١٤) سوق التبن بالرابية (١١٥) الظاهرية (١١٦) طمان بالظاهرية (١١٧) البغراصي بالظاهرية (١١٨) جسر الأنصاري.

الحمامات التي كانت بالمقام «في الصالحين»

(١١٩) شبل الدولة (١٢٠) النقيب (١٢١) أمير جاندار (١٢٢) الخادم (١٢٣) الملك المعظم (١٢٤) فخر الدين الوالي (١٢٥) أمير حاجب (١٢٦) القصر (١٢٧) حسام الدين (١٢٨) طرنطاي الوزير (١٢٩) العميد يوسف (١٣٠) وقف الظاهرية.

__________________

(١) كرر المؤلف الرقم ٩٤ لكل من الكاملية والإدريسي. وبذلك أصبح الفارق ـ بعد التصحيح ـ رقمين اثنين.

٢٥٤

الحمامات التي كانت في الياروقية «قرية الأنصاري»

(١٣١) الملك الظافر (١٣٢) عز الدين ميكائيل (١٣٣) ابن سنغري.

الحمامات التي كانت في أرض الحلبة «محل حارة الجميلية»

(١٣٤) شهاب الدين العجمي (١٣٥) فخر الدين إياس.

الحمامات التي كانت في البساتين

(١٣٦) ببستان تحت مشهد الدكة (١٣٧) ببستان ابن تليل الذهب (١٣٨) ببستان مشهد الحسين (١٣٩) ببستان شمس الدين خضر الوالي (١٤٠) ببستان الوزير ابن حرب (١٤١) ببستان المضيق يعرف بابن حسون (١٤٢) ببستان النقيب محمد بن صدقة بالخناقية (١٤٣) ببستان الملك (١٤٤) بالخناقية أيضا (١٤٥) ببستان ابن عبد الرحيم (١٤٦) بستان الأزرق (١٤٧) ببستان تاج الملوك المعروف بالناصح (١٤٨) ببستان الرئيس صفي الدين طارق (١٤٩) ببستان ابن حرب المنتقل إلى قرطاي (١٥٠) ببستان الوالي (١٥١) ببستان جمال الدولة (١٥٢) ببستان شمس الدين لولو (١٥٣) ببستان الشريف (١٥٤) ببستان بكتاش والي القلعة (١٥٥) ببستان فخر الدين الخشاب (١٥٦) بستان كافي اليهود بالهزازة (١٥٧ و ١٥٨ و ١٥٩) في بساتين السلطان.

الحمامات التي كانت خارج باب أنطاكية

(١٦٠) الجسر تجاه مدرسة الحاج أبي بكر (١٦١) قيصر (١٦٢) الحافظي (١٦٣) عريف الصاغة.

الحمامات التي كانت بالرمادة «قرب مسجد البختي»

(١٦٤) الملاح (١٦٥ و ١٦٦) فخر الدين الوالي (١٦٧ و ١٦٨) جمال الدولة (١٦٩) بدر الدين بن أبي الهيجاء (١٧٠) بهاء الدين بن أبي الهيجاء (١٧١) فخر الدين أخي شمس الدين لولو (١٧٢ و ١٧٣) بيانقوسا أحدهما لابن أبي الحصين والآخر يعرف بالمغارة.

٢٥٥

انتهى ذكر الحمامات التي نقل أسماءها أبو ذر عن ابن شداد ولم نهمل منها سوى القليل وربما يبلغ عددها ١٧٥ حماما.

ثم قال ابن شداد : وهذه الحمامات التي ذكرتها بحسب ما وصل إليه علمي وفارقت عليه بلدي في سنة ٦٥٧ وهي على هذه الكثرة لا تكفي أهل حلب ولقد بلغني أنها في العصر الذي وضعت فيه هذا الكتاب دون العشرة. إن في ذلك لعبرة لمن يتفكر أو يخشى وتذكرة يتحقق بها القدرة على الفناء بعد المنشأ. اه. كلام ابن شداد.

ما يستنبط من كلام ابن شداد

ابن شداد هذا هو محمد بن إبراهيم بن علي الحلبي. ولد ففي حلب سنة ٦١٣ وسافر إلى القاهرة سنة ٦٥٧ وفيها كانت وفاته سنة ٦٨٤. ولا شك أن سفره إلى القاهرة كان هربا من التتار الجنكزية الذين زحفوا على حلب في أواخر هذه السنة. والذي يمكن استنباطه من عبارته السابقة أن هؤلاء التتار قد خربوا حلب على آخرها وأنه لم يبق من مبانيها سوى القليل الذي من جملته عشر حمامات. على أن بقاء القليل من هذه المباني ربما كان عن غفلة من التتار لا عن قصد. وإنّ أهل حلب قد عمهم الفناء وأقفرت منهم المنازل كما ألمعنا إلى ذلك في الفصل الذي عقدناه تحت عنوان (زحف التتار على مدينة حلب وتشتت شمل أهلها) ، في الكلام على (النصارى في حلب بعد الفتح الإسلامي).

عدد سكان مدينة حلب في أواسط القرن السادس

ومما يستنبط من عدد الحمامات التي ذكرها ابن شداد أن عدد سكان مدينة حلب في أواسط القرن السادس أي قبل زحف التتار عليها لا يقل عن ٦٥٠٠٠٠ نسمة أي ستمائة وخمسين ألفا.

بيان ذلك أن الحمامات الموجودة الآن في حلب اثنان وأربعون حماما. فإذا فرضنا أن عدد سكان حلب في أيامنا هذه يبلغ نحوا من مائتي ألف نسمة وقسمنا هذا العدد على اثنين وأربعين حماما لحق كل حمام منها نحو من ٤٧٦٢ نسمة تقريبا فإذا اعتبرنا الحمامات التي عدها ابن شداد في باطن حلب وظاهرها فقط (أي عدا حمامات الدور) ١٤٠ حماما

٢٥٦

وخصصنا بكل حمام ٤٧٦٢ إنسانا لظهر لنا أن عدد سكان حلب في ذلك التاريخ كان ٦٦٦٦٨٠ نسمة عدا الأسر التي كانت تقتصر على حمامات دورها.

على أن حمامات حلب الآن التي هي ٤٢ حماما تزيد على كفاية سكان حلب فضلا عن كونها غير كافية لهم فإن الكثير منها يشكو أصحابها الكساد وقلة الوارد مع أنه لا يستعمل منها سوى خمسة أو ستة أبازن (١) وذلك أقل من نصف ما فيها من الأبازن فإن كل حمام يشتمل على اثني عشر أبزنا ومن الضروري أن تكون أبازن الحمامات التي عدها ابن شداد كانت تستعمل كلها ولا تفي بحاجة أهل حلب كما هو صريح عبارة ابن شداد.

عدد سكان حلب في أواخر القرن العاشر

لم أظفر بقول صريح أستبين منه عدد سكان مدينة حلب فيما مضى من القرون السابقة على القرن العاشر ، سوى أني قرأت في تذكرة دارفيو كلاما يستفاد منه أن عدد سكان حلب في أواخر القرن العاشر يتراوح بين ٢٨٥ و ٢٩٥ [ألف](٢) نسمة من كل جنس وملة من ذلك (٤٠) ألفا نصارى و (٢٠) ألفا يهودا. والباقي مسلمون.

وقال دارفيو في موضع آخر من تذكرته في أثناء كلامه على ما يستهلك في أيامه في حلب من المآكل كاللحوم والبقول التي حملته كثرتها على الاستغراب : لا جرم أن تستهلك هذه المقادير العظيمة من المأكولات في مثل هذا البلد العظيم الذي هلك من أهله في الطاعون الذي دهمه سنة ١٠٨٠ مائة ألف نسمة ، ثم شوهدت أزقّته بعد ثمانية أيام من انقضاء الطاعون غاصة بالناس كما كانت قبلا بحيث لم يظهر فيها هذا النقص العظيم.

عدد سكان حلب سنة ١٢٣٧

ذكر في كتاب اللغات التاريخية والجغرافية التركي العبارة في باب الحاء في الكلام على حلب ، أن عدد أهلها قبل زلزال سنة ١٢٣٧ كان نحوا من أربعمائة ألف. أما الآن يعني سنة ١٢٩٨ فهو نحو من ١٢٠ ألف نسمة.

__________________

(١) سبق شرحها ص ٢٥٢.

(٢) كلمة «ألف» ساقطة من الأصل.

٢٥٧

إحصاء عدد سكان حلب في أيام الحكومة العثمانية

في سنة ١٢٦٤ أمرت الحكومة العثمانية نامق باشا بالسفر إلى حلب لأجل إحصاء عدد سكانها فحضر إليها وأحصى سكانها الذكور دون الإناث. ونحن لم نطلع قبل هذا الإحصاء على غيره في أيام الحكومة المذكورة. والظاهر أن الناس كانوا في تلك الأيام يمتنعون عن تسجيل أسمائهم في سجلات الحكومة فرارا من الجندية وتخلصا من الضرائب التي كانوا يتخوفون من طرحها. ولذا كان إحصاء النفوس في تلك الأيام أمرا يحق له الاهتمام وأن يندب إليه أحد أعاظم الرجال.

وكان الناس بعد رضائهم بتسجيل أسمائهم يرون من العار تسجيل أسماء نسائهم فكان يصعب على الرجل جدا أن يصرح باسم زوجته أو ابنته أو أخته ولهذا لم تتمكن الحكومة إلا من إحصاء عدد الرجال فقط في هذا الإحصاء والإحصاء الذي كان بعده سنة ١٢٧٨. ثم في سنة ١٢٩٩ تمكنت من إحصاء عدد النوعين وكانت أفكار الناس قد تنورت قليلا وأدركوا أن لا عيب ولا حيف في تسجيل أسماء نسائهم في سجلات الحكومة. وفي سنة ١٣١٠ وقع إحصاء آخر. ثم في سنة ١٣٢٠ وقع إحصاء خامس وهو آخر إحصاء كان في أيام الحكومة العثمانية.

على أن نتيجة جميع هذه الإحصائيات قريبة من بعضها فإن عدد سكان حلب في جميعها كان يتراوح بين ١٠٠ و ١٢٨ ألف نسمة ما بين ذكر وأنثى.

وهذا بيان في عدد سكان مدينة حلب وسكان ملحقاتها حسب الإحصاء الواقع في سنة ١٣١٠ وهو :

مدينة حلب (١٠١٠٣١) قضاء كلز (٧٢٠٦٦) قضاء إسكندرون (١١٧٥٥) قضاء أنطاكية (٦١١٩٣) قضاء الشغر (٢٥٥٠٧) قضاء المعرة (٤٥٧٧) قضاء عينتاب (٨٠٩٣٨) قضاء بيلان (٨٥٨٨) قضاء جبل سمعان (٢١١٣١) قضاء الرقة (٤٨٠٢) قضاء حارم (٢٥٢٦١) قضاء الباب (٢٢٠٣٠) قضاء منبج (٦٤٦٦) قضاء إدلب (٤٧٠٢٩) قضاء أورفه (٥٧١٠٨) قضاء البيرة (٢١٨٥٩) قضاء قلعة الروم (٢٢٨٣٦) قضاء سروج (١٧٣٠٨) قضاء مرعش (٥٢٢٩٢) قضاء البستان (٣٩٧٤٦) قضاء الزيتون (١٦٥١٨) قضاء بازارجق (١٨٠٥١) قضاء أندرين (١٦٦٠٠).

٢٥٨

فمجموع سكان ولاية حلب بمقتضى هذا الإحصاء (٧٦٤٧٠٢) الذكور منهم (٣٩١٤٧٩) والإناث (٣٧٣٢٢٣) نسمة. وهذا العدد دون حقيقته بكثير ، فإن العدد المكتوم لا يقل عن ثلثه حاشا الأعراب والتركمان والرحل النزل الذين يتجولون في ولاية حلب ومفاوزها فإنهم لم يسجل من أسمائهم خمسة في المائة. لا جرم أن التسجيل لو كان عاما مستوعبا جميع سكان حلب وملحقاتها لما كان يقل مجموعه عن مليون وزيادة.

وهذا جدول في إحصاء سكان دولة حلب سنة ١٩٢٢ م / ١٣٤٠ ه‍ :

__________________

(١) يراد بكلمة «الأمّة» هنا المسلمون عامة من جهة ، وطوائف النصارى ، والموسويين ، والغرباء من جهة أخرى.

٢٥٩

٢٦٠