نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]

نهر الذّهب في تاريخ حلب - ج ١

المؤلف:

كامل البالي الحلبي [ الغزي ]


المحقق: الدكتور شوقي شعث ومحمود فاخوري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٩١

تنبيه : لم يحص من لواء الزور في هذا الجدول سوى سكان مركز اللواء أي مدينة الدير ، وسوى سكان مراكز الأقضية التي هي بوكمال والميادين والرقة. وأما بقية سكان هذه الأقضية فإن إحصاءهم يكاد يكون متعذرا لأنهم أعراب رحّل نزّل.

٢٦١

والأقضية الثلاثة وهي قضاء أنطاكية وقضاء إسكندرون وقضاء بيلان لم يباشر إحصاء سكانها حتى الآن فهي غير داخلة في هذا الجدول. وينبغي أن يعول في إحصاء سكانها على البيان السابق ريثما تحصى من جديد.

ثم إن عدد الغرباء في حلب المبين في الجدول هو دون حقيقته فقد علمنا عن يقين أن عدد مهاجري الأرمن الآن في حلب يبلغ نحو ستين ألفا وعدد المهاجرين من بقية الأمم كالسريان القادمين من ماردين وأطرافها والأتراك المهاجرين عن بعض بلاد الأناضول فرارا من الجندية يزيد على عشرة آلاف نسمة. لا جرم أن الإحصاء الأخير لو كان مدققا لبلغ عدد سكان حلب نحو مائتي ألف وزيادة.

موظفو الحكومة في مدينة حلب وولايتها

أيام الدولة العثمانية

الحكومة في الولايات أيام الدولة العثمانية تطلق على مجموع من المستخدمين يتألف من جندية سيأتي الكلام عليها ، ومن ملكية هي :

مجلس الإدارة

في مركز كل من الولاية واللواء المعروف بالسنجق والقضاء المعروف بالقائمقامية ، مجلس كان يعرف بالمجلس الكبير وكان قبل أن تشكل العدلية يتطفل على وظيفة القاضي فيتعرض في بعض الأحيان لفصل الخصومات وينظر في مسائل الحقوق والجنايات. ثم لما شكلت العدلية سمي مجلس الإدارة واقتصر على النظر في الأمور العمومية المتعلقة بأحوال المأمورين ومصالح الولاية واللواء والقضاء وجباية الأموال العشرية والمرتبات الأميرية والنظارة العامة على جميع الدوائر الملكية فيما ليس له تعلق وارتباط بالحقوق والجنايات المختصة بمحاكم العدلية والمحكمة الشرعية.

رئيس هذا المجلس في مركز الولاية هو الوالي وأعضاؤه الطبيعية (وهم الذين لا تكون عضويتهم بالانتخاب كل سنة). النائب أي القاضي. والدفتر دار أي ناظر مال الولاية ، والمكتوبي ، والمفتي ، ومأمور الدفتر الخاقاني أي مأمور تسجيل الأملاك ومدير الأوقاف وهو والمأمور المذكور قبله يحضران المجلس حين المذاكرة بما يتعلق بدوائرهما فقط.

٢٦٢

والأعضاء المنتخبة لهذا المجلس ستة ثلاثة مسلمون ونصرانيان ويهودي. ويتناوب الترداد على المجلس رئيس كل طائفة من الطوائف المسيحية ، والغالب أن يكون مطران الطائفة وهو من جملة الأعضاء الطبيعية. ولهذا المجلس جمعية لمحاكمة المأمورين الصغار الذين يكون تعيينهم دون إرادة سنية أي غير مقرون بأمر سلطاني. وتسمى هذه الجمعية الهيئة الاتهامية رئيسها القاضي والمدعي العام فيها أحد أعضاء المجلس المنتخبة ولها من أعضائه أيضا عضوان مسلم ونصراني ولها مستنطق وكاتب ضبط.

وهذا إحصاء في بيان عدد المواد التي قام بها هذا المجلس سنة ١٣١٨ رومية ١٣٢١ هجرية :

محاسبة الولاية

وظيفة هذه الدائرة ضبط الدخل والخرج ورئيسها الدفتردار. ولها مميّز دون الدفتر دار وكاتب واردات ومعاون له وكاتب المعاملة الجارية ومقيد واردات اللواء ورفيق له وكاتب يومية ورفيقان ومقيد نفقات ومعاونان له ومسجل قيودات ومقيد نفقات اللواء ومعاون له ومقيد نفقات المركز. ومعاونان. وكاتب حساب العدلية وكاتب المصالح الجارية ومعاونان ومقيد أوراق ومعاونان وصاحب دفتر ورفيق له وأمين صندوق. وهاك الميزانية المالية المتعلقة بهذه الدائرة وتعرف بالبودجة (١) وهي ميزانية سنة خمس وثلاثمائة وألف رومية (٢) :

__________________

(١) يعني الميزانية ، دفتر الوارد والصرف ، عن الفرنسية Budget.

(٢) تقابل سنة ١٣٠٨ ه‍.

٢٦٣

٢٦٤

٢٦٥

٢٦٦

٢٦٧

هذا جميع دخل الولاية الذي أخذ بواسطة قلم المحاسبة عن سنة ١٣٠٥ إلا رسوم الجمال فإنها عن سنة ١٣٠٤ وأما خرج الولاية النافذ بواسطة الدائرة المذكورة فقد بلغ في هذه السنة أعني سنة ١٣٠٤ هذا المبلغ وهو ١١٤١٦١٨٥٢ قرشا.

«قلم المحاسبة هذا هو الذي كان يطلق عليه في أيام الحكومة العثمانية لفظة المالية وصندوقه هو الذي كان يطلق عليه اسم الخزينة الجليلة».

ارتفاع مدينة حلب (١) أيام الملك الظاهر غازي

ابن السلطان صلاح الدين يوسف الأيوبي

قال ابن شداد : ذكر منتخب الدين أبو زكريا يحيى بن أبي طي النجار الحلبي في الكتاب الذي وضعه في تاريخ حلب وسماه عقود الجواهر في سيرة الملك الظاهر : حدثني كريم الدولة بن شرارة النصراني ، وكان مستوفي حلب ، أن ارتفاع عمل حلب سنة تسع وستمائة في أيام الملك الظاهر ـ دون البلاد الخارجة عنها والضياع والأعمال ـ يبلغ ستة آلاف ألف وتسعمائة ألف وأربعا وثمانين ألفا وخمسمائة درهم. قال : ومما أحطت به علما في أيام الملك الناصر أن ارتفاعها على القاعدة في الارتفاع في آخر دولته مع حلوله بدمشق وخلو حلب منه ، يقبص (٢) له على ما يفصّل :

دار كورة (ألف ألف ومائتا ألف) العشر (ستمائة ألف) الوكالة (مائتا ألف) سوق الخيل والجمال والبقر (ثلثمائة ألف وثمانون ألفا) دار كورة الجوانية (ثلثمائة ألف وخمسون ألفا) البطيخ (مائة ألف) دار كورة البرانية (ثمانون ألفا) العنب (كذا) الحصر (خمسون ألفا) المدبغة (مائة ألف وخمسون ألفا) دكة الرقيق (مائة ألف) صبغ الحرير (ثمانون ألفا) سوق الغنم (أربعمائة ألف وخمسون ألفا) سوق التركمان للغنم (ثلثمائة ألف) عرصة الخشب (خمسون ألفا) ضمان الأوتار (أربعون ألفا) المسابك (خمسة آلاف) البيلونة (عشرون ألفا) سمسرة الخضر (عشرون ألفا) البساتين (خمسون ألفا) دار الضرب (مائة ألف) الدباغ (أربعمائة ألف) الحكورة (مائة ألف) ذخيرة الحطب

__________________

(١) أي الدخل السنوي والأموال المجبيّة.

(٢) قبص الشيء ، بالصاد : تناوله بأطراف أصابعه. والقبصة من الحبوب : ما حملته الكفّان.

٢٦٨

والفحم (عشرون ألفا) المصابن (عشرة آلاف) عداد العرب (مائة ألف) الملح المجلوب (ثلثمائة ألف وخمسون ألفا) المسالخ (مائة ألف) الاختبار بخان السلطان (مائة ألف) القلي (عشرون ألفا) الساسة (مائة ألف) عداد التركمان (مائة ألف وخمسون ألفا) وغنم ثلاثون ألفا قيمتها (ستمائة ألف) الخوابي (مائة ألف) الفرح واللطف (ستمائة ألف) خان السلطان (ثمانون ألفا) السجون (ستون ألفا) تجزية الذمة (عشرون ألفا) النيل (عشرون ألفا) الصابون (خمسون ألفا) الحديد (خمسون ألفا) القنب (خمسون ألفا) الحرير (ثمانون ألفا) الحراج (ثلاثون ألفا) ضمان المزابل (عشرة آلاف) المواريث الحشرية تقديرا لا تحريرا (ثلثمائة ألف) درهم.

قلم المكتوبي

وظيفته كتابة ما يأمر به الوالي من الكتب والرسائل إلى العاصمة وملحقات الولاية.

وقد ينوب رئيسه المعروف بالمكتوبي عن الوالي بالتوقيع على القصص المعروفة باسم عروض الحال (١) واحدها عرضحال. رئيس هذا القلم المكتوبي وكان يسمى سردارا وله معاون ، ورئيس مسودين وهم ستة ونحو خمسة عشر مبيضا.

قلم مجلس الإدارة

وظيفته كتابة ما يقرره المجلس المذكور وتقييد ما ينفذ إليه من الأوامر والمراسلات. وله كاتب أول وثان ومقيد وأربعة كتاب.

قلم الأوراق

وظيفته حفظ الأوراق التي تقدم لبعض دوائر الملكية وتوزيعها على محالّها وله مدير وستة كتاب.

وهذا إحصاء في بيان عدد المخابرات الواردة بواسطة هذا القلم إلى مقام الولاية والصادرة منه سنة ١٣١٨ رومية الموافقة سنة ١٣٢١ ه‍.

__________________

(١) انظر ص ٢٤٥ من هذا الجزء.

٢٦٩

٢٧٠

أوضة الترجمة

وظيفتها تبليغ أوامر الوالي قناصل الدول ، وتقديم رسائل القناصل إلى الوالي وحفظ أسماء التبعة الأجنبية ولها ترجمان وكاتب وملازمان.

إدارة الأملاك

وظيفتها تسجيل كل ملك على صاحبه بعد أن يسجل عليه في دائرة الدفتر الخاقاني المعروف باسم (طابو) وأن تقدر قيمة الملك ليؤخذ عليه الرسم المعلوم المعروف باسم (ويركو) ولها مدير وكاتب ميزان وكاتب لكل دائرة من دوائرها الأربع وثلاثة رفقاء وملازمان وصاحب دفتر ولها مخمنان من البلدة يخدمان نصف السنة مجانا ، وفرقة سيارة مؤلفة من محرر أول وثان ومقيدين ومسّاحين.

إدارة البرق والبريد

هي الدائرة التي كانت في أيام الحكومة العثمانية تعرف بدائرة البوستة والتلغراف. لها مدير أول ومفتش ومعاونان وكاتب أول للمدير الأول ورفيق له وكاتب محررات ومدير مركز ورفيق له ورئيس مخابرات وعشرة مخابرين باللغة التركية وثلاثة تلامذة ، وأربعة مخابرين باللغة الفرنسية ومصلح آلة ومدير بريد في المركز وكاتب ومقيّد.

وإليك ميزانية هذه الدائرة عن سنة ١٣٠٥ رومية ويدخل فيها ميزانية ولاية آدنة لأن إدارتها منوطة بالمدير الأول الذي مركزه في حلب ، وهي :

الدخل ٣١٧٦٥٨٠ والخرج ١٣٦٣٦٤٩ والفضلة ١٨١٢٩٣١ قرشا.

أما عدد المراكز التلغرافية في ولاية حلب فهي : حلب واسكندرونة ، وكل منهما يخابر باللغة التركية والعربية والفرنسية واللغات الأجنبية. وإدلب والمعرة وأنطاكية وجسر الشغر وقرية عمر آغا في العمق قرب الحمام وكلّز وعينتاب ومرعش والبستان والبيره وأورفه وجوبان بك ، وكلها تقتصر على المخابرة باللغة التركية والعربية.

٢٧١

إدارة الأوقاف

سنتكلم على وظيفة هذه الإدارة في الفصل الذي عقدناه تحت عنوان (الأوقاف وإدارتها) في الجزء الثاني. ونقول هنا : لهذه الدائرة رئيس يعرف باسم محاسب أو مدير وكاتب محاسبة وكاتبان وأمين صندوق ، وهذه ميزانيتها عن سنة ١٣٠٤ رومية :

الدخل في حلب ٤٩٠٨١٦ وفي الملحقات ٣٥٥٨٣٣ والخرج في حلب ١٤٤٦٢٦ وفي الملحقات ٨٠٠٣٥ قرشا.

نظارة النفوس

وظيفتها تسجيل أسماء المواليد والوفيات وإعطاء تذاكر السفر وتقديم دفاتر إلى جهة العسكرية بأسماء الشبان الذين تبلغ أعمارهم حد الأخذ إلى الجندية. ولها ناظر وكاتب أول ومعاون. ودخل هذه الدائرة يسير يجمع من ثمن تذاكر النفوس الذي هو قرش واحد عن كل تذكرة. ومن ثم نتذاكر الطريق الذي هو عشرة قروش عن كل تذكرة ورواتب موظفيها تؤخذ من صندوق المال.

إدارة الدفتر الخاقاني

وتعرف باسم إدارة الطابو. وسميت في هذه الأيام بإدارة التمليك. وظيفتها تسجيل الأملاك المسقّفات والمستغلات على أسماء مالكيها والمتصرفين بها. وهي تأخذ على ذلك مقدارا معلوما من الرسوم وتسلمها لصندوق المال وتأخذ منه مرتباتها كالدائرة التي ذكرت قبلها والمستخدمون في هذه الدائرة هم مأمور وكاتب أول ومعاون له وكاتب أملاك وطابو.

ولها لجنة مؤلفة من ثلاثة أعضاء تحت رئاسة القاضي وظيفتها استماع الإيجاب والقبول من المتبايعين وتدقيق معاملات انتقال الملك والعقار من المورث إلى الوارث. وهذه ميزانيتها عن سنة ١٣٠٥ رومية باعتبار جميع الولاية :

الدخل ٤٨٦٨١٤ والخرج ٤٣٦١٤٥.

٢٧٢

المصرف الزراعي المعروف باسم بنك الزراعة

وظيفته النظر فيما ينفع الزراعة والفلاحة وإقراض المعوزين من الزراع نقودا لها فائض معلوم. وله مأمور وكاتب أول وأربعة كتاب وله مجلس إدارة له رئيس وكاتب وثمانية أعضاء مسلمون ونصارى ومن جملتهم مأمور المصرف ومفتش الزراعة.

إدارة الغابات المعروفة باسم الأرمان

وظيفتها النظر في الغابات الجبلية التي يقطع منها الخشب والحطب لتأخذ رسوما معلومة على المقطوع وتتداول فيما هو الأنفع للغابات. ولها مفتش وكاتب ومأمور يقال له أوندلق ، وشحنتان يقال لهما قولجية. وهذه الإدارة والمصرف الزراعي الذي ذكر قبلها حادثان.

قومسيون الجفتلك الهمايوني

وظيفته النظر والبحث فيما ينفع الجفتلك والأملاك السلطانية الخاصة بالسلطان عبد الحميد. رئيس هذا القومسيون ، أي اللجنة ، الوالي. وأعضاؤه القاضي والدفتر دار ومدير الأملاك السنية. وقد تكلمنا على الجفتلك الهمايوني في حوادث سنة ١٣٢٦ من الجزء الثالث فأغنى ذلك عن الكلام عليه هنا.

لجنة النافعة

(١) وظيفتها المذاكرة في إصلاح الطرق والمعابر ورئيسها الأول الوالي ولها رئيس ثان وكاتب وسبعة أعضاء مسلمون ونصارى وستة مهندسين أحدهم رئيس عليهم.

لجنة تحصيل البقايا

وظيفتها جباية مطاليب الدولة من ذويها. ورئيسها الوالي ، ولها كاتبان وأربعة أعضاء:الدفتر دار ومدير الويركو ومدير الدفتر الخاقاني وأحد أعضاء مجلس الإدارة.

__________________

(١) يعني ما يسمى اليوم «بالأشغال العامة والمواصلات».

٢٧٣

لجنة التحصيل العمومي

وظيفتها جباية مطاليب الدولة في حين استحقاقها في ذمة ذويها رئيسها أمير اللواء العسكري ولها كاتب وأربعة أعضاء : قائد الجندرمة ومدير الويركو وعضوان من أعضاء مجلس الإدارة.

لجنة تسجيل الأحوال

وظيفتها تدقيق تراجم أحوال المستخدمين : ولها رئيس هو المكتوبي ، وأعضاء وهم مميز المحاسبة ومميز المكتوبي ومدير الأوقاف.

لجنة الأوقاف

وظيفتها المذاكرة في الوظائف والجهات التي يأخذ أصحابها رواتبهم عليها من إدارة الأوقاف والنظر في دفاتر الحساب التي يقدمها المتولّون في دخل أوقافهم وخرجها والإشراف على الجوامع والمعابد التي هي تحت إدارة الأوقاف وتدقيق نفقاتها وما يصرف على تعميرها وتنويرها وفرشها وغير ذلك. رئيس هذه اللجنة هو المفتي وأعضاؤها ثلاثة منتخبون.

دائرة البلدية

وظيفتها النظر في أحوال البلدة خاصة من جهة تنظيف الأزقة والشوارع ورشّها وتنويرها في الليل ، وترميم ما خرب من البالوعات ، وفرش الأزقة بالبلاط ومراقبة باعة المأكولات وإعطاء الرّخص بالتعمير بعد مراعاة عرض الطريق واستقامته وتعهد إصلاح قناة حلب وبقية مجاري المياه المستعملة وغير ذلك. ولها مجلس يتألف من رئيس وثمانية أعضاء : أحدهم مسيحي والآخر يهودي وباقيهم مسلمون. والكل يعينون بالانتخاب وليس للأعضاء راتب بل هم يستخدمون مجانا سوى الرئيس وسوى أحدهم إذا عينه المجلس للكشف على عمل ، له أن يأخذ أجرة قدرها نصف ذهب عثماني من صاحب العمل أو من صندوق البلدية إذا كان العمل مختصا بها.

ولها من المستخدمين : كاتب أول ومعاون له وكاتب كشف وكاتب تنظيفات وأمين صندوق وطبيب وجراح وصيدلي ومفتش وصاحب مضخة لإطفاء ما يحدث من الحريق

٢٧٤

ونحو عشرين مباشرا يعرف باسم جاويش. وممن له علاقة بهذه الدائرة طبيب الحجر الصحي المعروف باسم طبيب الكورنتينا.

ومداخيل هذه الدائرة تجمع من رسوم وضرائب على الدواب المباعة (١) وعلى الدواب المذبوحة وعلى كيول الغلات ودلالة سوق البدستان (٢) وعلى صناديق البترول وعلى القبّان. ولها أملاك خاصة تجبي أجورها وتصرفها في شؤونها. هذا المجلس كان تشكيله سنة ١٢٨٣ وهي السنة التي شكلت فيها ولاية حلب وكانت البلدة قبل ذلك تطمي الأقذار والأوساخ في أزقّتها لأن قضية الكنس والتنظيف كانت موكولة إلى ذوق أصحاب المنازل والبيوت والحوانيت. وقليل منهم من يبالي من الأوساخ ويحب النظافة وكان الكثير من مجاري المياه القذرة مكشوفا تنبعث منه الروائح الخبيثة وتنتشر منه جراثيم الأمراض فكانت الصحة العامة في حلب غير جيدة. وكانت الأوبئة الجارفة والأمراض القتالة في توال وتعاقب كما ستقف عليه في الباب الثالث. وكان المستبدون وأصحاب الوجاهة والكلمة النافذة يزحفون بمبانيهم وعمائرهم على الطرقات بقدر ما تسمح لهم قوة تسلطهم ، فكان الكثير من المسالك والشوارع العامة ضيقا حرجا يعسر المرور منه على الناس بله الجمال والدواب الموقرة بالبضاعة الضخمة كالحطب والفحم.

كان دخل البلدية قبل الحرب العامة يتراوح بين سبعة آلاف وعشرة آلاف ذهب عثماني. ثم بعد انتهاء الحرب زاد زيادة عظيمة فصار يتراوح بين ٣٥ ألفا و ٤٠ ألف ذهب عثماني.

جدول إجمالي في عدد جماعة الدرك المسمى عند الأتراك بالضابطة أو الجندرمة وذلك سنة ١٣٠٧ رومية وهو :

قائد مشاة (١) : أمير لاي (٢) أحدهما للمشاة والآخر للفرسان. بينباشي (٤) أحدهم للمشاة والثلاثة للفرسان. كاتب طابو (٤) أحدهم للمشاة والثلاثة للفرسان. يوزباشي (٢٣) تسعة منهم للمشاة و ١٤ للفرسان. ملازم أول (٢٣) تسعة منهم للمشاة و ١٤

__________________

(١) الصواب «المبيعة» أي التي بيعت وقبض ثمنها. أما «المباعة» فهو اسم مفعول من فعل «أباع الشيء» بمعنى عرضه للبيع.

(٢) سوق البدستان : يحرّفه أهل حلب فيقولون : «سوق بالستان» وتباع فيه الثياب المستعملة ونحوها.

٢٧٥

للفرسان. ملازم ثان (٢٣) كذلك. جاويشيه (٩٢) منهم ٣٦ للمشاة والباقون للفرسان. أمناء البلوك (٢٣) تسعة منهم للمشاة والباقون للفرسان. أو نباشيه (١٤٣) منهم ٧٣ للمشاة والباقون للفرسان. أجناد المعروفون باسم أنفار (٩٦٢) منهم ٤٧٥ مشاة والباقون فرسان. جباة ، المعروفون باسم تحصيلدارية (١٠١) منهم ٤٦ مشاة والباقون فرسان فجملة المستخدمين بالدرك (٢٤٠٢) شخصا.

هذا العدد يقسم إلى أربع كتائب جمع كتيبة يسميها الأتراك طابور وتقسم إلى تسع زمر يسميها الأتراك بلوكا موزعة في حلب وجميع ملحقاتها في كل محل منها القدر الكافي. وقد بلغت نفقات هذه الطائفة سنة ١٣٠٧ رومية ٤١٩١١٩١ قرشا الذي هو جزء من مئة جزء من الذهب العثماني.

محكمة البداية

شكلت هذه المحكمة سنة ١٢٩٥ بدلا عن مجلس التمييز. ولها معاون ومدع عام. وتقسم إلى دائرة حقوق ودائرة جزاء ، ولكل منها رئيس وعضوان مسلم وغير مسلم ولكل منهما أيضا عضو ملازم ، له راتب من صندوق المال وهو ينوب عن أحد جماعة المحكمة إذا غاب عنها. ولكل دائرة كاتب أول يعرف باسم باش كاتب وأربعة كتاب لضبط الدعاوي.

وظيفة هذه المحكمة فصل الخصومات في مدينة حلب ابتداء ، وإعادة المحاكمات التي تصدر من الأقضية التابعة ولاية حلب فتنقض الحكم الأول أو تبرمه. وهذه الإعادة يسميها الأتراك استئنافا. ويشترط في هذه الدعاوي أن يكون المبلغ المدعى به غير زائد على خمسة آلاف قرش فإذا زاد على هذا المبلغ فللمدعي الخيار إن رضي أن تعاد الدعوى في هذه المحكمة فبها وإلّا أعيدت في محكمة التمييز الكائنة في استانبول.

لدائرة بداية الجزاء طائفة يسميها الأتراك هيئة اتهامية تتهم المدعى عليه بالجرائم المنقسمة إلى نوعين : أحدهما يسمى جناية وهي الجريمة العظيمة ، والأخرى جنحة وهو ما يعد من صغار الذنوب.

ومما يلحق بمحكمة البداية مأمور تنفيذ الأحكام المسمى عند الأتراك بمأمور الإجراء

٢٧٦

ومقرر أول وثان يعرف كل منهما باسم مستنطق ومسجل صكوك يعرف باسم نوتير (١) أو بمأمور المقاولات ويسمى الآن كاتب عدل أخذا من الآية القرآنية (وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ) له معاون ومباشر.

لمحكمة البداية وأقسامها وملحقاتها مداخيل زهيدة تؤديها إلى صندوق المال وتأخذ منه نفقاتها وما عيّن لمستخدميها من الرواتب سواء كانت مداخيلها موفية بذلك أم كانت غير موفية ، سوى كاتب العدل فإنه يأخذ نفقات دائرته ومرتبات مستخدميه على نسبة معلومة في المئة من مداخيل دائرته وما زاد عن ذلك يسلم بعضه إلى صندوق المال وبعضه الآخر إلى نظارة العدلية لتسلمه إلى مكتب الحقوق في استانبول. وهذا بيان مداخيل هذه الدائرة عن سنة ١٣٠٥ رومية في حلب :

نفقات الدائرة (٤٣٤٥) حصة المأمور (١١٦٦٨) المرسل نقدا أوراقا مالية إلى نظارة العدلية في استانبول (١٨٢٨) حصة صندوق المال في حلب (٢٤٠٥٢) قرشا.

أما المواد التي باشرتها المستنطقية الأولى في محكمة بداية حلب سنة ١٣١٨ رومية فهي (٨٣٠٦) منها ما هو معدود من المواد الجنائية ومنها ما هو معدود من مواد الجنحة وبعضها من بقايا مواد السنة ١٣١٧ وبعضها نقل إلى سنة ١٣١٩ رومية.

محكمة التجارة

لها رئيس وستة أعضاء ثلاثة مسلمون وثلاثة غير مسلمين. ولها ديوان له كاتب أول ومعاون وكاتب ثان وكاتبا ضبط. وقد قدم إلى هذه المحكمة سنة ١٣٠٥ رومية ٧٢٠ دعوى فنظرت منها المحكمة في ٦٤٣ دعوى وأبرمت ١٠١٢ قرارا في دعاو نظرت فيها باقية من السنة ١٢٩٧ رومية. وبلغت مداخيل المحكمة في سنة ٩٦٢٦٢ ونفقاتها مع رواتب مستخدميها ٧٧٢٠١ فالفضلة ١٩٠٦١ قرشا وهي المحكمة الوحيدة التي تفي مداخيلها بنفقاتها أو تزيد عنها. وأما بقية محاكم العدلية والمحكمة الشرعية فإن مداخيلها دون نفقاتها بكثير.

__________________

(١) نوتير : كلمة فرنسية الأصل ، ومنها فعل دوّن أو سجّل Noter.

٢٧٧

المحكمة الشرعية

هي المحكمة الجارية تحت استقلال الحاكم الشرعي المعروف بالقاضي أو بالنائب أي نائب شيخ الإسلام. وكانت قبل تشكيل العدلية تسمع فيها جميع أنواع الدعاوي المتعلقة بالحقوق المالية والجنايات. وبعد تشكيل العدلية منعت عن سماع الدعاوي المتعلقة بالجنايات ثم منعت عن سماع الدعاوي المتعلقة بالحقوق المالية وقصرت على سماع الدعاوي المتعلقة بالوقف والتركات والزوجيات والطلاق والنفقة وتوجيه الجهات التي هي التولية والوظائف الدينية على شرط أن يجري امتحان صاحب الجهة بواسطة لجنة مؤلفة من بعض العلماء تحت رياسة المفتى تجتمع في دائرة الأوقاف.

رئيس هذه المحكمة القاضي ولها كاتب أول ومعاون وكاتب ضبط وورقة الإذن بعقود الأنكحة وكاتب ضبط وإحضارية وقسّام تركات ومسجل وكاتب ضبط ومحضر أول وعدة محاضرة.

إدارة الأملاك السلطانية

وتعرف بإدارة الجفتلك وظيفتها النظر في أمور الأملاك الخاصة بالسلطان عبد الحميد خان الثاني. ولها مدير وحاسب وكاتب تحريرات أول ومفتش ومهندس. ولها لجنة رئيسها المدير وأعضاؤها الحاسب ومن بعده ولها ديوان محاسبة له كاتب أول وثان ومقيد ومبيضان ولها ديوان تحريرات ومسوّد أول وثان ومقيد ومبيّض وأمين صندوق. ولها شعبة ملحقة بها في كل من منبج وجبل العيس وجبل الأحصّ. ولكل شعبة منها مأمور وكاتب وقولجي أي متجول. وقد بلغت مداخيلها عن حلب وشعبها سنة ١٣٠٤ رومية ٦١٦٩٧٧ ونفقاتها ٣٥٥٢٥٧ فالفضلة ٤٢٦١٧٢٤.

إدارة الديون العمومية

وظيفتها أخذ الرسوم عن المسكرات والحرير والأفيون وصيد السمك من البحيرات والأنهر وأخذ قيمة الطوابع المعروفة باسم بول وأخذ قيمة الملح المستخرج من سبخة الجبول. وصرف هذه الأموال والرسوم في وفاء ديون الدولة. ولها مدير ومفتش أول

٢٧٨

وملازم وكاتب أول للمحاسبة ورفيق له ومقيد وكاتب تذكرة ومأمور على البول وهو أمين الصندوق وكاتب تحريرات ورفيق له ومقيد ومبيّض ويلحق بهذه الإدارة إدارة مملحة الجبول. ولها مدير ومعاون ومفتش وكاتب أول وثان وكاتب إجمال وأمين صندوق وقد بلغ دخلها في سنة ١٣٠٥ رومية ٤٢٨٩١٠٠ وخرجها ٩١٠٢٠٠ فالفضلة ٣٣٧٨٩٠٠ قرشا.

إدارة انحصار الدخان المعروفة بشركة ريجي

وظيفتها ضبط التبغ المعروف بالتوتون. ولها ناظر ومحاسب له رفيق أول وثان وكاتب التحريرات التركية ورفيق ومأمور مستودع وكاتب محاسبة المستودع ومعاون لمأموره وأمين صندوق ومأمور معمل وكاتب محافظة. وهذه موازنتها الإجمالية عن سنة ١٣٠٥ رومية : الدخل ١١٦٨٧٩٠٥ الخرج ١١٣٠٨٥٢٥ الفضلة ٧٨٠٣٨٠.

عسكرية ولاية حلب

مرجعها الجند الخامس المعروف باسم (بشنجي أوردي همايون) الذي مركزه في دمشق الشام (١) وهي نظامية ورديف. فالنظامية لها فريق تحته رئيس أركان حرب وأمير لواء وأمير ألاي فرسان ومشاة وخمسة بيكباشيه اثنان فرسان واثنان مشاة وواحد مدفعي وقائمقام فارس ومدفعي وأربعة أمناء ألاي : واحد فارس وثلاثة مشاة ، وكاتبا ألاي فارس وماش. وكلهم في حلب ، وأمير لواء وقائمقام ماش وبيكباشي ماش وكلهم في مرعش. وبيكباشي ماش في زيتون. وأما الرديف فله في حلب وكيل قائد عام وأمير لواء وأمير ألاي وقائمقام وبيباشيان وله في كل من مرعش وأنطاكية وكلّس والمعرة وعينتاب والبيرة وطرسوس وجبلة واسكندرونة وقوزان بيكباشيان ومثلهما في كل من إدلب والبستان بزيادة قائمقام. وله في كل من أورفة وأطنه واللاذقية أمير لواء وأمير ألاي وقائمقام وبيكباشيان. ومما يتعلق بعسكرية حلب : المستشفى العسكري ، وجماعته طبيب أول وطبيب ميمنة وطبيب ميسرة ومدير وكاتب وإمام وجراح أول وثان وثالث وصيدلي أول وثان وثالث.

__________________

(١) تبدل اسم الجيش العثماني المرابط في دمشق الشام في «الخامس» إلى «الرابع» قبيل الحرب العامة الأولى. انظر «الإدارة العثمانية في ولاية سورية» لعبد العزيز عوض. ص ١٤٠ ط. القاهرة ١٩٦٤ م. «ع. م».

٢٧٩

المكتب الرشدي العسكري

أسس هذا المكتب في حدود ١٣٠٠ وقد ألمعنا إلى ذلك في الكلام على محلة ساحة بزّة في الباب الأول بعد المقدمة. لهذا المكتب مدير وعشرة معلمين : معلم الرياضيات ومعلما العربية ليسوا من العسكرية ومعلم الفارسي والقواعد العثمانية والرسم والخط التركي وإملائه واللغة التركية وجغرافيتها. وله من الضباط يوزباشي وملازمان أولان. وقد بطل هذا المكتب منذ نشوب الحرب العامة. وبعدها صار محله مكتبا للصنائع.

المكتب الرشدي الملكي

ذكرنا تأسيس هذا المكتب في الكلام على معارف حلب من هذه المقدمة. وذكرنا في الكلام على المنصورية من الباب الأول أنه ألغي سنة ١٣٠٩. كان له معلم أول وثان وثالث ومعلم اللغة الفرنسية ومعلم خط وإملاء ومعلم خط الثلث ومعلم رسم وبوّاب.

الأجانب الموظفون في حلب

كان يوجد فيها قنصل لدولة أوستريا والمجر وهولاندا. وقنصل لكل من دولة إنكلترة وجمهورية فرانسه ودولة روسية ودولة إيطاليا ودولة إيران ودولة إسبانيا ودولة البورتكيز. وقنصل واحد لحكومة أميركا ودولة بلجيكا ووكيل قنسل لدولة إسوج ونروج. ووكيل قنسل لدولة اليونان. ولأكثر هؤلاء القناسل وكلاء في البلاد العظيمة الملحقة بحلب كأنطاكية وعينتاب وأورفة ومرعش واسكندرونة.

الرؤساء الروحانيون في حلب

كان من رؤساء الملة المسيحية في حلب بطريرك للسريان الكاثوليك ومطران لكل من الروم الكاثوليك والأرمن الكاثوليك ورئيس ملة لكل من الروم الأرثودكس والكلدان. ويوجد لليهود رئيس ديني واحد يعرف بالحاخام باشي.

الهيئة الحاكمة في اللواء

كان يوجد في قصبة مركز اللواء متصرف وأركان لواء ومجلس إدارة وديوان محاسبة

٢٨٠