قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]

القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد

القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]

تحمیل

القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]

420/472
*

من أئمة الجماعات في مساجدهم يبتلون بمثل هذه النماذج إن هم إلّا كالخوارج يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ، وقد ضلّوا وأضلّوا ، وهذان العالم الفاسق والجاهل العابد من أخطر الناس على الدين ، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام) أيضاً (قصم ظهري اثنان عالم متهتّك وجاهل متنسّك) ووجه الاستدلال بالخبرين على ما نحن فيه واضح ، فإنّه يشترط في مطلق العالم العدالة ، فبطريق أولى في مرجع التقليد.

ومنها : ورد في مجالس المفيد عن محمّد قال : سمعت أبا جعفر (عليه‌السلام) يقول : (لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله) (١).

وجه الدلالة واضح فلا تقبل الطاعة ممّن يأخذ معالمها وأحكامها ممّن عصى الله على نحو يدين بذلك كالتقليد له ، لا مجرّد الأخذ ، فتأمّل.

ويؤيّد هذا المعنى الروايات الكثيرة الواردة في مذمّة متابعة العالم الذي لا يعمل بعلمه وأنّه مقبل على الدنيا.

الوجه الثالث تنقيح المناط الاطمئناني :

ويعلم ذلك بالسبر والتقسيم حيث نكشف وحدة الملاك بين باب الشهادة في الطلاق وإمامة الجماعة ، وما نحن فيه ، فإنّه إذا كان يشترط في الشاهد العدالة وكذلك في إمام الجماعة كما هو ثابت في محلّه ، ففي مرجع التقليد بطريق أولى ، لما يحمل من المسئولية العظمى من زعامة المؤمنين. إلّا أنّه نوقش بأنّا لا نعرف حقيقة الملاكات الشرعيّة في الأحكام فلا يصحّ التعدّي من باب إلى باب ، فلكلّ باب ملاكه الخاصّ

__________________

(١) البحار ٢ : ١٢١.