لمح البصر أو غمضة العين. قال النبي صلىاللهعليهوسلم فيما يرويه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم : «بعثت أنا والساعة كهاتين ، وقرن بين السبابة والإبهام».
ومن مظاهر قدرته : الخلق والإبداع ، فالله أخرج الناس من بطون أمهاتهم ، لا يعلمون شيئا ، وخلق لهم طرق العلم وسبل الإدراك وهي السمع والبصر والفؤاد ، لمعرفة أحوال البيئة التي يعيش فيها ، وجعل الله العقل للإنسان مفتاح الفهم وتمييز الخير من الشر ، والنفع من الضرر ، والله أمدكم أيها الناس بهذه النعم لتشكروا نعم الله عليكم ، باستعمال كل عضو فيما خلق من أجله ، ولتتمكنوا من عبادة ربكم ، وتطيعوه فيما أمركم ، وليس الشكر مجرد تردد التعبير باللسان ، وإنما امتثال لحكم الله وأمره.
وأقام الله تعالى دليلا آخر على كمال قدرته وحكمته ، وهو خلق الطيور مسخرات بين السماء والأرض ، والطير علّم الإنسان اختراع الطائرة ، فلننظر كيف جعل الله الطير يطير بجناحيه في جو السماء ، ما يمسكه عن الوقوع إلا الله عزوجل ، فإنه لولا تمكين الله الطيور من التحليق والارتفاع في الجو والنزول إلى الأرض ، وخلق الهواء الحامل للطيور والطائرات ، لولا ذلك لما أمكن الطيران ، فإنه سبحانه وتعالى أعطى الطير جناحا يبسطه مرة ويضمه مرة ، كما يفعل السّباح في الماء ، وأوجد له الذيل ليساعده على الهبوط ، بحركات يستفيد بها من الهواء في الارتفاع ، والتخلص من ثقل الهواء بحركات أخرى من أجل الهبوط ، ولولا ذلك لما كان الطيران ممكنا.
ولنذكر أن أول طيار جرّب الطيران هو العربي المسلم عباس بن فرناس ، لكنه لم يتنبه لفائدة الذيل ، فعند هبوطه تكسرت رجلاه. إن الله هو الممسك للطيور في الجو بواسطة الهواء ، وهو الملهم للطيور وغيرها كيفية الهبوط ، من دون ضرر ولا أذى ، إن في ذلك وهو خلق جناحي الطير ، وتسخير الهواء في الجملة ، والإلهام الرباني ،