حرب صفّين ، فقد منعه الإمام ، كما منع بعض أبنائه ، وأعلام أصحابه من الدخول في الحرب ضنّاً بهم على الموت ، وممّا يدلّ على ذلك أنّ الذين كتبوا عن واقعة صفّين والنهروان لم يذكروا أيّ دور لسيّدنا العبّاس فيهما .
وأعقبت حرب الجمل وصفّين أسوأ الأحداث وأقساها وأشقّها محنة على الإمام عليهالسلام ومن بينها :
١ ـ التمرّد الكامل في جيش الإمام ، فقد أصبحت جميع قطعاته غير مطيعة لأوامر الإمام .
لقد شاعت الهزيمة النفسيّة في جيش الإمام ، وفقدت قطعاته الروح المعنويّة ، وتخاذلت تخاذلاً مطلقاً أمام الأحداث التي مُني بها .
٢ ـ عمد معاوية بعد معركة صفّين إلى تعزيز جيشه وتماسكه ، وقد بثّ فيه روح العزم والإخلاص ، وقد وثق بالنصر والفتح والتغلّب على جيش الإمام .
٣ ـ تعرّضت البلاد الإسلاميّة الخاضعة لحكم الإمام لحملات إرهابّية عنيفة كانت تشنّها العصابات المجرمة التي يبعثها معاوية لإشاعة الخوف والذعر فيها ، وقد تعرّضت المناطق القريبة من عاصمة الإمام لهجمات الارهابيّين من كلاب معاوية ، والإمام لم يتمكّن من حمايتها وحفظ الأمن والاستقرار فيها ، فكان يدعو بحرارة جأشه للذبّ عن حياض الوطن ، وحمايته من الاعتداء فلم يستجب له أحد منهم .
٤ ـ احتلّت جيوش معاوية مصر احتلالاً عسكريّاً ، وبذلك خرجت عن حكم الإمام ، وقد اُصيبت حكومة الإمام بنكسه كبيرة ، ولم تعد بعد هذه الأحداث إلّا شكلاً خاوياً في ميدان الحكم .