العربي ، وكان يفد على ملوك عصره فيكرمونه ويجزلون له العطاء ، ويحسنون له الوفادة (١) .
هؤلاء بعض الأعلام من أجداد السيّدة الكريمة اُمّ البنين ، وقد عرفوا بالنزعات الكريمة ، والصفات الرفيعة ، وبحكم قانون الوراثة فقد انتقلت صفاتهم الشريفة إلى السيّدة اُمّ البنين ، ثمّ منها إلى أبنائها الممجّدين .
ولمّا ثكل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بوفاة بضعة الرسول صلىاللهعليهوآله وريحانته سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام ندب أخاه عقيلاً ، وكان عالماً بأنساب العرب أن يخطب له امرأة قد ولدتها الفحول ليتزوّجها لتلد غلاماً زكيّاً شجاعاً لينصر ولده أبا الشهداء في ميدان كربلاء (٢) ، فأشار عليه عقيل بالسيّدة اُمّ البنين الكلابيّة ، فإنّه ليس في العرب من هو أشجع من أهلها ، ولا أفرس ، وكان لبيد الشاعر يقول فيهم : « نحن خير عامر بن صعصعة » ، فلا ينكر عليه أحد من العرب ، ومن قومها ملاعب الأسنّة أبو براء الذي لم يعرف العرب مثله في الشجاعة (٣) .
فندبه الإمام في خطبتها ، وانبرى عقيل إلى أبيها فعرض عليه الأمر ، فأسرع فرحاً إليها فاستجابت باعتزاز وفخر ، وزفّت إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد رأى فيها العقل الراجح ، والإيمان الوثيق ، وسموّ الآداب ، ومحاسن الصفات ، فأعزّها وأخلص لها أعظم ما يكون الإخلاص .
__________________________
(١) قمر بني هاشم : ١ : ١١ ـ ١٣ .
ذكر المحقّق الشيخ عبد الواحد المظفر في كتابه ( بطل العلقمي ) عرضاً مفصّلاً لمآثر هذه الاُسرة الكريمة .
(٢) و (٣) تنقيح المقال ٢ : ١٢٨ .