قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام

العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلامالعبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام

العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام

تحمیل

العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام

187/238
*

يسلّط عليهم مَن يسقيهم كأساً مصبّرة ، ويجرّعهم الغصص ، وينزل بهم العذاب الأليم .

وقد تحقّق ذلك فلم يمض قليل من الوقت بعد اقترافهم لقتل الإمام حتّى ثار عليهم البطل العظيم ، والثائر المجاهد ، ناصر الإسلام ، الزعيم الكبير ، المختار بن أبي عبيد الثقفي ، فقد ملأ قلوبهم رعباً وفزعاً ، ونكّل بهم تنكيلاً فظيعاً ، وأخذت شرطته تلاحقهم في كلّ مكان ، فمن ظفرت به قتلته أشرّ قتلة ، ولم يفلت منهم إلّا القليل .

وقد وجم جيش ابن سعد بعد هذا الخطاب التاريخي الخالد ، وودّ الكثيرون منهم أن تسيخ بهم الأرض .

استجابة الحرّ

واستيقظ ضمير الحرّ ، وثابت نفسه إلى الحقّ بعدما سمع خطاب الإمام ، وجعل يتأمّل ويفكّر في تلك اللحظات الحاسمة من حياته ، فهل يلتحق بالحسين ، ويحفظ بذلك آخرته ، وينقذ نفسه من عذاب الله وسخطه ، أو أنّه يبقى على منصبه كقائد فرقة في الجيش الأموي ، وينعم بصلات ابن مرجانة ؟

واختار الحرّ نداء ضميره الحيّ ، وتغلّب على هواه ، فصمّم على الالتحاق بالإمام الحسين عليه‌السلام ، وقبل أن يتوجّه إليه أسرع نحو ابن سعد القائد العامّ للقوّات المسلّحة ، فقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل ؟

ولم يلتفت ابن سعد إلى انقلاب الحرّ ، فقد أسرع قائلاً بلا تردّد : إي والله ، قتالاً أيسره أن تسقط فيه الرؤوس وتطيح الأيدي .

لقد أعلن ذلك أمام قادة الفرق ليظهر إخلاصه لابن مرجانة ، فقال له الحرّ : أفما لكم في واحدة من الخصال التي عرضها عليكم رضاً ؟

left