ومرفوعة زرارة ).
قال ( دام ظله ) : إن المرفوعة ضعيفة السند باعتبار رفعها وانفراد ابن أبي جمهور بنقلها ، إلا أن عمل الأصحاب حيث إنه على طبقها جابر لها ، فتكون حجة لذلك.
وأما المقبولة ، فالراوي لها إنما هو عمر بن حنظلة ، وهو مجهول الحال عند الأكثر.
نعم حكى ولد الشهيد الثاني ( قدس سرهما ) عن والده الماجد في حاشية له ـ الظاهر أنها على الروضة في مسألة الوقت ـ أنه قد ورد في عمر في مسألة الوقت أنه سئل أحدهما عليهما السلام عن أن عمر بن حنظلة يجيء لنا عنكم بوقت فكيف تصنع؟
فقال عليه السلام : ( إذن لا يكذب علينا ) وهذا يدل على حسن حاله.
وكأنه زعم (قدس سره) أن قوله عليه السلام : ( لا يكذب ) مبني للفاعل ، لأنه على تقدير كونه مبنيا للمفعول ـ كما هو المحتمل ـ يكون دليلا على سوء حاله ، كما لا يخفى ، كما ضعفه بعضهم بزعم كونه مبنيا للمفعول.
وكيف كان ، فلم نعلم حال عمر ، فتكون المقبولة ضعيفة السند لذلك. فيتوقف اعتبارها على جابر لها ، وهو [ كونها ] معمولا بها عندهم حتى وصفت بالمقبولة ، فيكون ذلك جابرا لضعفها ، بمعنى أنهم استدلوا بها واعتمدوا عليها ، ولو بالنسبة إلى بعض مدلولها الغير المنافي للمرفوعة ، فاعتمادهم عليها كذلك جابر لها ، موجب لاعتبارها.
تمهيد مقال : الشهرة في الأصل هو الوضوح ، والتجرد عن موجبات الخفاء ، ومنه فلان شهر سيفه ، وسيف شاهر ، بمعنى المشهور.
والشذوذ فيه إنما هو الانفراد ، ومنه شذ الغنم ، ويعبر عن الأول بالفارسية بنماياني ، وعن الثاني ببازماندگي.