وجوده أيضا ، فإنه حينئذ صادر عن الشخص لا واصل إليه فعلى كل من الاحتمالين في لفظة شيء لا يصح إسناده إليه على سبيل الحقيقة فلا بد على كل منهما إما من حمله من باب المجاز العقلي وإما من التزام إضمار الخبر بأن يكون المعنى من بلغه خبر شيء من الثواب.
ثم المراد بالشيء يحتمل أن يكون هو عمل الخير الّذي هو سبب لاستحقاق الثواب ، فعلى هذا يكون المراد من الثواب ذلك أيضا وتكون كلمة ( من ) بيانية (١) ويكون المعنى من بلغه خبر شيء هو عمل الخير ... إلخ.
ويحتمل أن يكون نفس الأجر على عمل الخير فتكون كلمة ( من ) تبعيضية لا محالة (٢) ويكون المراد بالأجر المراد من الشيء ، إما المقدار من الأجر أو نوع منه ، كالحور والقصور أو غيرهما مثلا ويكون المعنى على هذا من بلغه خبر مقدار من الثواب أو نوع منه ... إلى آخره ).
وحاصل المعنى على الأول أنه من بلغه خبر ثوابية عمل وأن عليه أجرا فعمل ذلك العلم ... إلخ. وعلى الثاني أنه من بلغه خبر نوع من الثواب والأجر أو مقدار منه ، فالبالغ على الأول هو نفس خيرته العمل وكونه مما يثاب عليه من غير تعرض لأصل الثواب كما وكيفا ، فيكون المتسامح فيه هو العمل كما هو المدعى ، وعلى الثاني هو المقدار أو النوع بعد الفراغ عن خيرة العمل وكونه مما يثاب عليه ، فعلى هذا لا تكون الرواية دليلا على المدعى ، لكن الأظهر من الاحتمالين هو الأول بقرينة قوله ( فعمله ) فإن الظاهر أن الضمير فيه راجع إلى الشيء نفسه فيكون هو المعمول ولفظ الثواب وإن كان ظاهرا في نفس الجزاء
__________________
(١) والظاهر من كلمة ( من ) الواقعة بعد المبهمات هو كونها بيانية. لمحرره عفا الله عنه.
(٢) أما على تقدير إرادة المقدار فواضح وأما على تقدير إرادة الفرد فلأن كلمة ( من ) الداخلة على الجنس المفرد أيضا تبعيضية لا محالة مثل قولك فرد من الإنسان. لمحرره عفا الله عنه.