فلعلّه إليه أشار الشّيخ قدسسره : من أنّها أخبار آحاد لا يوجب علما ، مع أنّ المسلّم من مذهبه حجيّة خبر الواحد في الفروع ، بل على تقدير تسليم وقوع النّقيصة في آيات الأحكام لا يعلم بقدح النّقص فيما بأيدينا من آيات الأحكام من حيث احتمال كون ما نقص مشتملا على حكم مستقلّ لا دخل له بالأحكام المستفادة من ظواهر ما بأيدينا من الآيات هذا (١).
كلام السيد المحدث الجزائري قدسسره في منبع الحياة
وللسيّد الفاضل نعمة الله المحدّث هنا كلام طويل نورد بعضه ، فإنّه استدلّ على وقوع التّغيير في القرآن المنزل للإعجاز في رسالته المحكيّة المسمّاة « بمنبع الحياة » بوجوه :
« منها : الأخبار المستفيضة بل المتواترة مثل ما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا سئل عن المناسبة بين قوله تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى )(٢) وبين قوله : ( فَانْكِحُوا )(٣) فقال : قد سقط بينهما أكثر من ثلث القرآن. وما روي عن الصّادق عليهالسلام في قوله تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ )(٤) قال : كيف تكون هذه الأمّة خير أمّة وقتلوا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ ليس هكذا نزلت ، وإنّما نزلت خير أئمة. أي :
__________________
(١) اذا فتحنا باب الإحتمال أمكن أن يقال باحتمال معاكس لهذا الإحتمال مع انه لا داعي للبناء على الإحتمالات.
(٢) النساء : ٣.
(٣) النساء : ٣.
(٤) آل عمران : ١٠٩.