وربع في القصص والأمثال وربع في القضايا والأحكام ) (١). والدّاعي للتغيير إنّما هو في الربعين الأوّلين.
وممّن صرّح بالإجماع على عدم التّغيير : علم الهدى قدسسره قال ـ في جملة كلام له في تقريب عدم حدوث التغيير في القرآن المنزل للإعجاز ـ ما هذا لفظه المحكيّ : « أنّ القرآن كان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مجموعا مؤلّفا على ما هو عليه الآن ، فإنّ القرآن كان يحفظ ويدرس جميعه في ذلك الزّمان حتّى عيّن على جماعة من الصّحابة في حفظهم له ، وأنّه كان يعرض على النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويتلى عليه ، وإنّ جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عدّة ختمات ، وكلّ ذلك يدلّ بأدنى تأمّل على : أنّه كان مجموعا مترتّبا غير منثور ولا مبثوث ... » إلى آخر ما ذكره (٢).
كلام شيخ الطائفة في التبيان
وقال شيخ الطّائفة قدسسره في محكي « تبيانه » : « أمّا الكلام في زيادته ونقصانه ، يعني : القرآن ، فممّا لا يليق به ، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانه ، والنّقصان منه فالظّاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا كما نصره المرتضى قدسسره وهو الظّاهر من الرّوايات ، غير أنّه رويت روايات كثيرة من جهة العامّة والخاصّة : بنقصان كثير من آي القرآن ، ونقل شيء منه من موضع إلى
__________________
(١) الكافي : ج ٢ / ٦٢٨ باب النوادر ـ ح ٣.
(٢) الحاكي هو أمين الاسلام الطبرسي في تفسيره مجمع البيان : ج ١ / ٤٣ عن السيد المرتضى في جواب المسائل الطرابلسيّات.