الذهني فيصير مفهوما ذهنيا ، فالمقصود انّه ـ لا تأبى عن قيد ولا تتعصى عن تعيين أصلا.
وامّا اذا لوحظت مقيدة بالخارج فهي غير قابلة للصدق على كثيرين ولا لأن توجد في الذهن ؛ فلو قيل : انّها تكون معلومة فليس معناه انّ الموجود الخارجي صار مقيدا بالوجود الذهني غير الصادق إلاّ بتحقق الخارج في الذهن ، بل معناه انّه صارت محكية بالصورة الذهنية ومعلومة بالعرض كما ؛ انّ تقييد موضوع بعض الاحكام الشرعية أحيانا بالعلم ـ بأن يكون المعلوم من الشرب مثلا هو المحرّم دون غيره ـ معناه انّ الشرب الخارجي يكون موضوعا للحكم الشرعي اذا حصلت مماثلة في الذهن لا مطلقا ، لا انّ الخارج يتحد مع صفة العلم ، وإلاّ فليس بقابل للامتثال.
واذا لوحظت مقيدة بالوجود الذهني ، لا يمكن أن تحصل في الخارج ولا أن تحمل على المصداق الخارجي ، وإلاّ لا نقلب الذهن خارجا ؛ فلو قيل : انّ المعلوم هو زيد الخارجي ، لا يمكن إلاّ بالتجريد.
فان قيل : اذا لم يصدق الموجود في الذهن المقيد به على الخارجي ، فكيف تكون الطبيعة الموجودة في الذهن كليا عقليا قابل الصدق على كثيرين.
قلت : انّ الكلي هو ذات الملحوظ في الذهن ، لا مشروطا باللحاظ ، إلاّ أنّ لحاظ الكلية له [ هو ] حال كون الطبيعة في الذهن ولم تلحظ في غير تلك الحال ؛ بخلاف الكلي الطبيعي فانّ لحاظ الكلية له غير ملحوظ بكونه في حال لحاظ الذهن وان كان في ذاك الحال.
اذا ظهر ذلك فاعلم : انّ علم الجنس ـ على المشهور ـ موضوع للطبيعة المقيدة بالذهن ، وهو مع مخالفته للوجدان ـ الشاهد على عدم الفرق بين المتبادر من أسد واسامة إلاّ بمجرد المعاملة مع أحدهما في اللفظ معاملة التعريف دون