عليهم كما أخبر به صلىاللهعليهوآلهوسلم لفاطمة بقوله : إنّ الله اطّلع على أهل الأرض فاختار منه أباك فبعثه نبيّا ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إليّ فأنكحته واتّخذته وصيّا (١).
وبقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر زوجك (٢).
وإنّي لا يسعني المجال لتحليل كلمة الرجل : وكان صهرا النبيّ الامويّان. إلخ : وحسبك في مداراة عثمان الكريم حديث أنس عن رسول الله لمّا شهد دفن رقيّة ابنته العزيزة وقعد على قبرها ودمعت عيناه فقال : أيّكم لم يقارف الليلة أهله؟! فقال أبو طلحة : أنا. فأمره أن ينزل في قبرها.
قال ابن بطّال : أراد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يحرم عثمان النزول في قبرها وقد كان أحقّ الناس بذلك لأنّه كان بعلها وفقد منها علقا لا عوض منه لأنّه حين قال عليهالسلام : أيّكم لم يقارف الليلة أهله؟! سكت عثمان ولم يقل : أنا. لأنّه قد قارف ليلة ماتت بعض نسائه ، ولم يشغله الهمّ بالمصيبة وانقطاع صهره من النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم عن المقارفة فحرم بذلك ما كان حقّا له وكان أولى به من أبي طلحة وغيره. وهذا بيّن في معنى الحديث ولعلّ النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قد كان علم ذلك بالوحي فلم يقل له شيئا لأنّه فعل فعلا حلالا غير أنّ المصيبة لم تبلغ منه مبلغا يشغله حتّى حرم ما حرم من ذلك بتعريض غير صريح (٣).
وما عساني أن أقول في أبي العاص الذي كان على شركه إلى عام الحديبيّة ، واسر مع المشركين مرّتين ، وفرّق الإسلام بينه وبين زوجته زينب بنت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ستّ سنين ، وهاجرت مسلمة وتركته لشركه ، ولم ترد
__________________
(١) اخرجه الطبراني عن أبي ايوب الأنصاري كما في اكمال كنز العمال : ج ٦ ص ١٥٣ ، واخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٥ عن علي الهلالي.
(٢) المواقف للايجي : ص ٨
(٣) الروض الانف : ج ٢ ص ١٠٧.