إليك بابني أرمى بن الاصحم » فخرج ابن النجاشي في ستين نفسا من الحبشة ( قاصدين المدينة ) في سفينة في البحر ، فلما توسطوا البحر غرقوا كلهم.
ولكن وصول الرسالة التي اشار إليها ابن الاثير إلى الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآله شاهد على أنه لم تحدث مثل هذه الحادثة لمبعوثي النجاشي (١).
الغساسنة فرع من قبيلة « الازد » القحطانيين الذين سكنوا « اليمن » مدة طويلة ، وكانت أراضيهم تسقى من سدّ مأرب ، فلما انهدم ذلك السدّ اضطروا إلى الرحيل عن « اليمن » ونزلوا بالشام. فسيطروا على جزء من أراضيها وحكموا فيها ، وانتهى بهم الامر الى تشكيل دولة الغساسنة. التي كانت تحكم تلك الديار تحت نفوذ قياصرة الروم وسيادتهم ، فلما جاء الإسلام أزال نظامهم ، وانتهت حكومتهم ، بعد أن حكم منهم ، اثنان وثلاثون ملكا في مناطق « الجولان » ، و « اليرموك » ، و « دمشق » (٢).
وقد بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله « شجاع بن وهب » وهو أحد السفراء الستة الذين بعثهم صلىاللهعليهوآله لابلاغ الرسالة الاسلامية إلى العالم ـ إلى أرض الغساسنة ، وقد حمّله كتابا إلى ملكها يومذاك « الحارث بن أبي شمر الغساني » ، فخرج شجاع بكتاب النبي إلى الشام لتسليمه الى ملك الغساسنة فانتهى إليه وهو بغوطة دمشق وهو مشغول باعداد المقدمات لاستقبال « قيصر » الذي كان في طريقه إلى زيارة بيت المقدس وفاء للنذر الذي نذره للانتصار على ايران كما مر.
ولهذا لم يستطع « شجاع » من الوصول إلى الأمير الغساني إلاّ بعد انتظار دام
__________________
(١) اسد الغابة : ج ١ ص ٦٢ ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ١٤٥.
(٢) راجع معجم البلدان ، ومروج الذهب وغيرهما.