قائلا :
« ادفنوا هذين المتحابّين في قبر واحد » (١).
كان سعد بن الربيع من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله الأوفياء ، وكان رجلا مؤمنا مخلصا ، عظيم الوفاء والحبّ لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد اصيب في « احد » اثنتا عشرة اصابة قاضية فسقط على الأرض.
فمرّ عليه رجل يدعى مالك بن الدخشم فقال له : أما علمت أن محمدا قد قتل؟ فقال سعد : اشهد أن محمّدا قد بلّغ رسالة ربه ، فقاتل أنت عن دينك فان الله حيّ لا يموت (٢).
ثم إنه قد مرّ عليه رجل من الانصار وهو في هذه الحال وبعد أن وضعت الحرب أوزارها فقال لسعد : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرني أن أنظر أفي الاحياء أنت أم في الأموات؟ فقال سعد : أنا في الأموات فابلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله عنّي السلام ، وقل له : إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله عنا خيرا ما جزى نبيا عن امته وأبلغ قومك عنّي السلام ، وقل لهم : إن سعد بن الربيع يقول لكم : إنه لاعذر لكم عند الله إن خلص الى نبيكم صلىاللهعليهوآله ومنكم عين تطرف.
ثم لم يبرح ذلك الانصاري حتى قضى سعد بن الربيع نحبه ، فجاء الأنصاري الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخبره بما قال. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« رحم الله سعدا نصرنا حيّا واوصى بنا ميتا » (٣).
إنّ حبّ الانسان لنفسه ، أو ما يصطلح عليه العلماء بحبّ الذات من الغرائز
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٩٨ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١٣١.
(٢) و (٣) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٩٥ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١٢.