فوجد رسول الله صلىاللهعليهوآله والقائد الاعلى للمسلمين نفسه أمام خيارين :
إما أن يقاتل ، ولكنّه لم يخرج هو أو أصحابه الذين مرّ ذكرهم إلاّ لمصادرة أموال قريش ، فلم يكونوا متهيّئين لمقاتلة الجيش المكّي الكبير ، لا من حيث العدد ، ولا من حيث العدّة.
وإما أن يرجع إلى المدينة من حيث أتى ، وهذا يعني أن ينهار كلّ ما كسبوه من الهيبة والمهابة ، بفضل المناورات العسكرية ، والعروض النظامية السابقة.
وبخاصة إذا تقدم العدوّ نحو المدينة في ظل هذا الانسحاب واجتاح مركز الإسلام « المدينة المنورة ».
فرأى النبيّ صلىاللهعليهوآله أن لا ينسحب ، بل يقاتل العدوّ بما عنده من العدة القليلة والعدد القليل ويقاوم حتى اللحظة الأخيرة والنفس الأخير.
والجدير بالذكر أنّ أكثر الذين كانوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله كانوا من شبّان الأنصار وكان عدد المهاجرين لا يتجاوز ٨٢ شخصا.
وكانت بيعة العقبة التي بايع فيها الأنصار رسول الله صلىاللهعليهوآله بيعة على الدفاع عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وحمايته لا القتال والحرب.
اي انهم بايعوه صلىاللهعليهوآله على أن يمنعونه في المدينة فلا يصل إليه أحد من أعدائه وهو بينهم.
أمّا أن يخرجوا معه الى خارج المدينة لقتال العدوّ فلم يبايعوا النبيّ صلىاللهعليهوآله على مثل ذلك فما ذا يفعل القائد الأعلى للمسلمين.
إنه لم ير مناصا من استشارة الناس الذين معه ، ومعرفة رأيهم في ما يجب اتخاذه من طريقة حل لهذه المشكلة.
وهنا وقف رسول الله صلىاللهعليهوآله في تلك الجماعة وقال : أشيروا