عليه وآله ، فاخبره الخبر ، فغصب النبيّ صلىاللهعليهوآله من موقف كسرى فدعا عليه قائلا : اللهم مزّق ملكه (١).
ويختلف ابن واضح الاخباري المعروف باليعقوبي في تاريخه ـ مع عامة المؤرخين ـ : قرأ كتاب النبي صلىاللهعليهوآله ثم كتب كتابا إليه جعله بين سرقتي حرير وجعل فيهما مسكا ، فلما دفعه الرسول إلى النبي فتحه فاخذ قبضة من المسك فشمّه ، وناوله أصحابه ، وقال : لا حاجة لنا في هذا الحرير ، ليس من لباسنا ، وقال : لتدخلنّ في أمري أو لآتينّك بنفسي ومن معي ، وأمر الله اسرع من ذلك. (٢)
ولكن هذا رأي ينفرد به اليعقوبي ولا يوافقه عليه أحد من أرباب السير إلاّ احمد بن حنبل الذي يقول : أهدى كسرى لرسول الله صلىاللهعليهوآله فقبل منه (٣).
أوامر « خسرو » إلى واليه على اليمن :
تقع أرض اليمن الخصبة في جنوب مكة ، وكان ملوكها وحكامها ولاة منصوبين من قبل البلاط الايراني بأجمعهم ، وكان الذي يحكم اليمن يوم مراسلة النبي لقادة العالم وملوكه رجل يدعى « باذان » فكتب طاغية ايران المغرور « خسرو » بعد أن مزّق رسالة النبيّ إلى عامله باليمن ( باذان ) :
بلغني أن في أرضك رجلا يتنبّأ فاستتبه ، فان تاب والاّ فابعث به إليّ.
فبعث « باذان » رجلين من فرسانه يدعى أحدهما : « فيروز » والآخر « خرخسره » وكتب معهما كتابا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله يأمره فيه أن
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ج ١ ص ٢٦٠.
(٢) تاريخ اليعقوبي : ج ١ ص ٦٦.
(٣) مسند احمد بن حنبل : ج ١ ص ٩٦.