صلىاللهعليهوآله ، وأجبرهم على الجلاء من المدينة وأخرجهم من البيئة الاسلامية.
وتعاونت « بنو قريظة » مع جيش المشركين لضرب المسلمين ، وطعنهم من الخلف ، والآن يجب أن نرى كيف يوبخ رسول الله بني قريظة على نقضهم للميثاق.
لم يكن الصبح قد أسفر بعد عند ما غادرت آخر مجموعة من جنود « الأحزاب » أرض المدينة قافلة إلى بلادها مرعوبة فزعة للغاية.
كما أن آثار التعب والارهاق لم تكن قد فارقت بعد ملامح المسلمين ، ومع ذلك فقد أمر الله نبيه صلىاللهعليهوآله بأن يعالج قضيّة « بني قريظة » بصورة نهائية ، فأذّن مؤذّن رسول الله صلىاللهعليهوآله وصلّى النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمسلمين صلاة الظهر ، ثم نادى منادي النبي صلىاللهعليهوآله في الناس : من كان سامعا مطيعا فلا يصلينّ العصر إلاّ ببني قريظة!
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قدّم « عليّ بن أبي طالب » برايته (١) ، وخرج معه جنود الإسلام الشجعان ، فحاصروا حصون « بني قريظة » ، فأخبرهم ديرانيهم بنشاط المسلمين ، فبادروا إلى اغلاق أبواب الحصون ، والتحصّن في داخلها ، ونشبت الحرب بين بني قريظة والمسلمين من اللحظات الاولى فقد أخذ اليهود يشتمون رسول الله صلىاللهعليهوآله وقالوا فيه مقالة قبيحة فرجع عليّ عليهالسلام بالمسلمين فالتقى رسول الله صلىاللهعليهوآله في الطريق وقد كره أن يسمع النبي صلىاللهعليهوآله أذاهم وشتمهم وحاول أن يثني رسول الله صلىاللهعليهوآله من الاقتراب إلى حصن بني قريظة قائلا : لا عليك أن تدنو
__________________
(١) زاد المعاد : ج ٢ ص ٧٣ ، وامتاع الاسماع : ج ١ ص ٢٤٣.