ولكن أكتب اسمك واسم ابيك ).
ولم يرض بعض من حضر من المسلمين في هذه النقطة بأن يرضخ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمطالب « سهيل » الى هذه الدرجة ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان يلاحظ مصالح عليا غفل عنها ذلك البعض كما سنذكرها فيما بعد رضي بمطلب « سهيل » ، وقال لعليّ عليهالسلام : امحها يا عليّ.
فقال عليّ عليهالسلام بأدب بالغ : يا رسول الله إن يديّ لا تنطلق لمحو اسمك من النبوة.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : فضع يدي عليها ، فمحى رسول الله صلىاللهعليهوآله بيده كلمة : رسول الله نزولا عند رغبة « سهيل » مفاوض قريش (١).
ان التسامح الذي أبداه رسول الله صلىاللهعليهوآله في تنظيم وثيقة الصلح هذه لا يعرف له نظير في تاريخ العالم كله ، لأنه اظهر بجلاء أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يقع فريسة بيد الاهواء والاغراض الشخصية والعواطف والاحاسيس العابرة ، وكان يعلم أن الحقائق لا تتبدّل ولا تتغيّر بالكتابة والمحو ، من هنا تسامح مع مفاوض قريش « سهيل » الذي تصلّب في مطاليبه غير المشروعة كثيرا ، حفاظا على أصل الصلح. وحرصا على السلام.
ولقد ابتلي علي عليهالسلام تلميذ النبي الأول بمثل هذه التجربة المرّة بعد
__________________
(١) الارشاد : ص ٦٠ ، اعلام الورى : ١٠٦ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٣٦٨ وقد اخطأ الطبري في هذا المقام اذ قال : في احدى رواياته لهذه الحادثة : قال لعلى عليهالسلام : امح « رسول الله » ، قال : لا والله لا أمحاك أبدا فأخذه رسول الله صلىاللهعليهوآله وليس يحسن يكتب فكتب مكان « رسول الله » : محمّد.
وهكذا نسب الكتابة إلى شخص رسول الله صلىاللهعليهوآله ونحن نعلم انه أمي لا يحسن الكتابة ، وقد حققنا هذه المسألة في المجلد الثالث من موسوعة مفاهيم القرآن ٣١٩ ـ ٣٧٤.