العلاّمة كاشف
الغطاء : أمّا تحاشي أشراف الشيعة وسراتهم من تعاطيها فهو عفّة وترفّع واستغناء
واكتفاء بما أحلّ الله لهم من تعدّد الزوجات الدائمة مثنى وثلاث ورباع ، فإن
أرادوا الزيادة على ذلك جاز لهم التمتع بأكثر من ذلك كما يفعله بعض أهل الثروة
والبذخ من رؤساء القبائل وغيرهم.
وعلى كلّ فإنّ
تحاشي الأشراف والسراة لا يدلّ على الكراهة الشرعية فضلا عن عدم المشروعية ، ألا
ترى أنّ الصحابة والتابعين ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا كثيرا ما يتسرون بالإماء
ويتمتعون بملك اليمين ويلدن لهم الأولاد الأفاضل.
أمّا اليوم
فالأشراف يأنفون من ذلك مع أنّه حلال بنص القرآن العزيز.
* * *
هذه هي المتعة
وهذه هي حقيقتها ودلائلها الساطعة من الكتاب والسنّة وسيرة الصحابة بعد رحيل النبي
، وهذه شبهاتها الواهية وأجوبتها الواضحة ، وعندئذ :
فما هذا النكير
والنفير ، والنبز والتعيير على الشيعة في أمر المتعة يا فقهاء الإسلام ويا حملة
الأحكام.
والحق كما يقوله
المصلح الكبير الشيخ كاشف الغطاء : لو انّ المسلمين عملوا بها على أصولها الصحيحة
من العقد ، والعدة ، والضبط ، وحفظ النسل منها ، لانسدت بيوت المواخير وأوصدت
أبواب الزنا والعهار ، ولارتفعت أو قلت ويلات هذا الشر على البشر ، ولأصبح الكثير
من تلك المومسات المتهتكات ، مصونات محصنات ، ولتضاعف النسل وكثرت المواليد
الطاهرة ، واستراح الناس
__________________