عقد المتعة ربما ينحرف عن مجراه ومسيره الصحيح فيتخذ لنفسه لون السفاح لا الزواج ، أمر سبحانه بأن يكون الهدف هو الزواج لا السفاح.
وبما انّ نكاح الإماء أيضا مظنة لذلك الأمر إذ الغالب على الإماء هو روح الابتذال ، قيّد سبحانه نكاح الإماء في الآية الثالثة بقوله ( مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ ). (١)
فافتتاح الكلام بجملتين حاملتين مفهوم المتعة قرينة على أنّ المراد من قوله : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ ) عقد النكاح كما أنّ هاتين الجملتين بما انّهما يحملان مفهوم نكاح المتعة سوّغ دخول الفاء على قوله ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ ) لأنّ فاء التفريع لا يستعمل إلاّ إذا سبق الكلام فيه ولو إجمالا.
القرينة الرابعة : تفسيره في لسان الصحابة بنكاح المتعة
إنّ لفيفا من الصحابة والتابعين فسروا قوله ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ ) بنكاح المتعة نذكر منهم ما يلي :
١. أخرج الحاكم وصحّحه من طرق عن أبي نضرة قال ابن عباس « فما استمتعتم به منهنّ » « إلى أجل مسمّى » فقلت ما نقرأها كذلك ، فقال ابن عباس : والله لأنزلها الله كذلك. (٢)
٢. أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قراءة أبيّ بن كعب « فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مسمّى ». (٣)
٣. أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن سعيد بن جبير ، قال : في قراءة أبيّ بن كعب « فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى ». (٤)
__________________
١. النساء : ٢٥.
٢ و ٣ و ٤. الدر المنثور : ٢ / ٤٨٤ ـ ٤٨٨.