فثبت انّ قوله (
وَأَرْجُلَكُمْ ) بنصب اللام توجب المسح.
فإذا كانت الحال
كذلك ولا يجوز الخروج عن القواعد في الأمثلة العرفية ، فأولى أن يكون كلام ربّ
العزة كذلك.
وليس المثال
منحصرا بما ذكرنا ، بل بإمكانك الأدلاء بأمثلة مختلفة شريطة أن تكون مشابهة لما في
الآية.
فلو إنّك عرضت
الآية على أيّ عربيّ صميم يجرّد نفسه عن المذهب الذي يعتنقه ، وسألته عن دلالة
الآية يجيبك :
إنّ هناك أعضاء
يجب غسلها ، وهي الوجوه والأيدي.
وأعضاء يجب مسحها
وهي الرءوس والأرجل.
ولو ألفت نظره إلى
القواعد العربية تجده انّه لا يتردد انّ العامل في الرءوس والأرجل شيء واحد وهو
قوله ( وَامْسَحُوا ) ولا يدور بخلده
التفكيك بين الرءوس والأرجل بأن يكون العامل في الرءوس قوله (
فَامْسَحُوا ) والعامل في قوله ( وَأَرْجُلَكُمْ ) هو قوله (
فَاغْسِلُوا ).
فإذا اتّضحت دلالة
الآية على واحد من المسح والغسل فلا نحتاج إلى شيء آخر ، فالموافق منه يؤكّد مضمون
الآية ، والمخالف يعالج بنحو من الطرق أفضلها انّها منسوخة بالكتاب.
__________________