مرجعية الشيخ ابن بابويه :
ان غيبة الإمام المعصوم عليهالسلام بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الإمامة أدت إلى اللجوء إلى العلماء بالدين ، بصورة أكبر ، وقد عرفنا في عنوان ( ٤ ـ عصره ) أن الفترة التي عاش فيها الشيخ والتي صادفت جميع فترة الغيبة الصغرى ( ٢٦٠ ـ ٣٢٩ ) تميزت بإرجاع الأمور الشرعية فيها إلى العلماء الذين كانوا هم رواة الأحاديث وقد أرجع الإمام إليهم بصورة رسمية في التوقيع الصادر ، الذي يقول فيه ( وأما الحوادث الواقعة ( فارجعوا ) فيها إلى رواة حديثنا ، فأنهم حجتي عليكم ، وأنا حُجَّةُ الله (۱) وقد عرفنا أيضاً أن العلماء الذين كانوا متخصصين بمعرفة الأحكام الشرعية ، هم الذين يسمون بـ الفقهاء ، ، ومربنا أيضاً في بداية هذه الفقرة ، تحت عنوان ( مكانته العلمية ) أن شيخنا اعتمد و الإجتهاد ، طريقاً في الوصول إلى الأحكام الشرعية وبذلك يكون من رواد الاجتهاد في تاريخ الفقه الشيعي .
لكن شيخنا ابن بابويه يتميز بين فقهاء ذلك العصر ، القلائل ، حيث كان المنهج الغالب والمعتمد بصورة عامة ، هو منهج ( المحدثين ، الرافضين لكل المحاولات العقلية التي تعتمد الخروج عن ظاهر الروايات ، على أساس المقارنة بينها .
والميزة التي يختص بها شيخنا ابن بابويه ، هي ( المرجعية العامة ) التي تمتع بها في فترة الغيبة .
قال النجاشي : شيخ القميين في عصره ، ومتقدمهم وفقيههم وثقتهم (٢) .
وقال المجلسي الأول : كان الشيخ ـ في عصره ـ كبير أهل قم ، وكان
__________________
(١) الاحتجاج ( ج ۱ ص ٢۸۱ ـ ٢٨٤ ) .
(٢) رجال النجاشي ( ص ۱٩۸ ) .