الأمر الرابع :
أن الثواب في هذه الأخبار مترتب على ما إذا أتى بالعمل بداعي الثواب ورجائه كما يشهد له التفرع على بلوغ الثواب في قوله عليهالسلام في صحيحة هشام بن سالم من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه أو فعمله كان له أجر ذلك هذا مضافا إلى التصريح بذلك في موثقة محمّد بن مروان حيث قال من بلغه عن النبي صلىاللهعليهوآله شيء فيه الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي صلىاللهعليهوآله كان له ذلك الثواب ، الحديث وفي خبر آخر منه ففعل ذلك العمل التماس ذلك الثواب اوتيه وان لم يكن الحديث كما بلغه.
وعليه فلا يترتب الثواب على ما إذا أتى بالعمل لغرض آخر كما لا يخفى.
الأمر الخامس :
أنّ المحكي عن الشهيد الثاني قدسسره أنّه نسب إلى الأكثر التسامح في أدلة السنن والآداب والفضائل والمواعظ وأشباهها.
وذهب إليه الشيخ في محكي رسالة التسامح نظرا إلى أن العمل بكل شيء على حسب ذلك الشيء والعمل بالخبر الوارد في الفضائل نشرها والوارد في المصائب ذكرها للإبكاء مثلا قائلا بأن العقل يحكم بحسن العمل مع الأمن من مضرة الكذب وإنّ عموم النقل كما في النبوي ورواية الإقبال يقتضي استحبابه.
قال المحقق الأصفهاني قدسسره : ولا بد من تقديم مقدمة وهي أن الخبر عن الموضوع بما هو لا يراد منه إلّا العمل المتعلق به إلّا أن العمل تارة يكون من غير مقولة القول كما فيما إذا قام الخبر على أن هذا الموضع الخاص مدفن نبي من الأنبياء أو مسجد فإن الثابت به استحباب الحضور عنده وزيارته واستحباب الصلاة فيه وهذا لا محذور فيه.
وأخرى من مقولة القول المتصف بالصدق والكذب ولا بد حينئذ من تنقيح أن الكذب القبيح عقلا والمحرم شرعا ما ذا لا ينبغي الريب في أنّ الصدق الخبري والكذب الخبري لا حكم لهما عقلا ولا شرعا وإنما المناط في الحسن والقبح والجواز والحرمة بالصدق و