قال عليهالسلام في حديث جابر : انظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقا فردّوه. (١) ومن المعلوم أنّ هذا التعبير ظاهر في حجيّة الكتاب.
وأيضا من الأخبار ما يجعل القرآن شاهد صدق حيث قال عليهالسلام : إذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به ، وإلّا فقفوا عنده ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم. (٢) ومن المعلوم أنّ الشهادة من الحجج ، فالتعبير عن القرآن بالشاهد ظاهر في كونه حجّة.
وأيضا من الأخبار ما يجعل القرآن مرجعا للصحة حيث قال عليهالسلام : كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف. (٣) ومن المعلوم أنّ المرجّحيّة لا تتصور بدون الحجيّة.
هذا ، مضافا إلى أنّ التعبير عن الكتاب بالنور والهداية وفصل الخطاب والمصباح ونحوها لا يساعد أن يكون الرجوع إلى الكتاب من باب المرجّحيّة لا الحجيّة ، فلا تغفل. ومما ذكر ينقدح ما في المحكي عن سيدنا الأستاذ المحقق الداماد قدسسره حيث قال إنّ كون الظاهر مرجّحا وموجبا لتقديم أحد الخبرين لا يلازم حجّيته ذاتا وفي نفسه (٤)
وذلك لما عرفت من شهادة لحن الأخبار المذكورة على أنّ المقصود هو الحجّيّة لا مجرد المرجّحيّة فلا تغفل.
التنبيهات
التنبيه الأوّل :
أنّه ربّما يتوهم أنّ البحث عن اعتبار ظواهر الكتاب قليل الجدوى ، لأنّه ما من آية من
__________________
(١) الوسائل الباب ٩ من ابواب صفات القاضى ، ح ٣٧.
(٢) الوسائل الباب ٩ من ابواب صفات القاضى ، ح ١٨.
(٣) الوسائل الباب ٩ من ابواب صفات القاضى ، ح ١٤.
(٤) المحاضرات ٢ / ١٠١.