الخلاصة
٦ ـ السيرة المتشرعة
سيرة المتديّنين بما هم متديّنون تكشف عن كون السبب في سيرتهم هو دينهم واحتمال أن يكون سيرتهم من عند أنفسهم لا من جهة أمر الشّارع بعيد جدّا بل محال عادي وعليه فسيرة المتشرّعة بنفسها تكشف عن الدّليل الشرعي وهذا الكشف هو الفارق بين سيرة المتشرّعة وسيرة العقلاء لما عرفت من أن السّيرة العقلائيّة لا تكشف عن الدّليل الشّرعي ما لم ينظم إليها إمضاء الشّارع ولو بعدم الرّدع.
والسّيرة المتشرعيّة تكشف فيما إذا لم تكن مستندة إلى قلّة المبالاة بأمر الدّين ولو شككنا في ذلك فضلا عن العلم به فلا تكشف عن شيء كما لا يخفى.
قال سيّدنا الأستاذ المحقّق الداماد وسيرة المتشرّعة من أقوى أدلّة الباب ولا يتطرّق فيها احتمال الرّدع بالآيات والأخبار وبذلك تمتاز عن سيرة العقلاء فإنّها كما ترى يحتمل ردعها. (١)
ثمّ إنّه إذا تعارضت السّيرة المتشرعيّة مع السّيرة العقلائيّة فلا إشكال في تقديم السّيرة المتشرعيّة لأنّ حجّيّة السّيرة العقلائيّة موقوفة على عدم الرّدع عنها والسّيرة المتشرعيّة تكفي للردع عنها كما لا يخفى.
ثمّ إنّ سيرة المتشرعيّة الكاشفة لا تختصّ بصورة اجتماع جميع الطوائف من المسلمين على عمل بل تكشف إذا كانت من الفرقة المحقة والفرق بين صدق اجتماع الطوائف واجتماع الفرقة المحقّة أن في الاولى تكشف عن إمضاء النّبي صلىاللهعليهوآله وفي الثّاني تكشف عن إمضاء الإمام المعصوم عليهالسلام.
ثمّ إنّ السّيرة الكاشفة تكشف عن التقرير ما دام لم يستندوا إلى النّصوص أو الفتاوى وإلّا فلا تفيد إلّا نفس النّصوص أو الفتاوى.
__________________
(١) المحاضرات لسيدنا الاستاذ : ٢ / ١٥٢.