عليهم الدار (١) ثمّ علّق المسعودي عليه قال : وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا ، وقد أتينا على ذكره في كتابنا في مناقب «أهل البيت وأخبارهم» المترجم بكتاب «حدائق الأذهان».
قال : وخطب ابن الزبير فقال : قد بايعني الناس ولم يتخلّف عن بيعتي إلّا هذا الغلام (كذا!) محمّد بن الحنفيّة ، والموعد بيني وبينه أن تغرب الشمس ثمّ اضرم عليه داره نارا! فدخل ابن العباس على ابن الحنفيّة وقال له : يابن عم إنّي لا آمنه عليك فبايعه! فقال : سيمنعه عنّي حجاب قوي! فوافاهم أبو عبد الله الجدلي في خيله وقد كادت الشمس أن تغيب (٢) ممّا يدلّ على بيعة ابن عباس له! وأنّه لم يكن في الحصار خلافا لليعقوبي العباسي كما مرّ! يزعم إباءة البيعة لابن الزبير!
ثمّ نقل عن النميري البصري : امتناع ابن الزبير عن الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : لا يمنعني أن اصلّي عليه إلّا أن تشمخ رجال بآنافها! وحدّد المدّة فقال : خطب أربعين يوما (أو أربعين جمعة) لا يصلّي على النبيّ.
وفيه عنه عن سعيد بن جبير أنّ ابن الزبير قال لابن عباس : إنّي لأكتم بغضكم «أهل هذا البيت» منذ أربعين سنة!
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٨٦ من الطبعتين الأولى في الميمنيّة ، والثانية في دار السعادة لسنة (١٩٤٨ م) ، كما نقل المعتزلي عن مروج الذهب في شرح نهج البلاغة ٢٠ : ١٤٧ ووثّقه المحقّق المصري محمّد أبو الفضل إبراهيم عن الطبعتين السابقتين ، في حين تغيّرت العبارة في ط. يوسف أسعد داغر في بيروت لسنة (١٩٦٥ م) هكذا : كما ارهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لإحراقهم إذ هم أبوا البيعة فيما سلف! فهذا من موارد التحريف المعاصر في عصر النور!
(٢) مروج الذهب ٣ : ٧٦ ـ ٧٧.