وكان قيس بن طهفة النهدي صهرا للأشعث بن قيس حاضرا فقال لابن همّام : فإنّ لك عندي فرسا ومطرفا ، وكذلك قال له عبد الله بن شدّاد الجشمي الذي استأمن له.
وقال المختار لهم : إذا قيل لكم خير فاقبلوه ، وإن قدرتم على مكافأة فافعلوه وإن لم تقدروا فتنصّلوا ، واتّقوا لسان الشاعر فإن شرّه حاضر وقوله فاجر! وسعيه بائر وهو بكم غدا غادر! وقد آمنّاه وأجرناه.
ثمّ قام إبراهيم النخعي فانصرف بالشاعر إلى منزله وأعطاه فرسا ومطرفا وألف درهم (١)!
وكان المختار أوّل أمره يجلس للناس ضحى وعصرا يقضي بينهم ، ثمّ استقضى شريح القاضي ، فأخذ أنصار المختار يذمّونه ويسندون إليه : أنّه عثماني الرأي والهوى ، فقد عزله عليّ عليهالسلام عن القضاء ، وهو ممّن شهد على حجر بن عدي ، ولم يبلّغ عن هانئ بن عروة ما أرسله به ، فلمّا سمع شريح بذلك تمارض (٢).
وروى المعتزلي : أنّ المختار قال لشريح : ماذا قال لك أمير المؤمنين يوم كذا؟ وكان قد قضى قضاء نقمها عليه عليهالسلام ، فقال له : والله لأنفينّك إلى بانقيا (من قرى اليهود على فرات الكوفة) شهرين تقضي بين اليهود! ثمّ قتل عليهالسلام قبل أن يفعل ذلك. فقال شريح للمختار : إنّه قال لي كذا ، فقال له المختار : لا والله لا تقعد حتّى تخرج إلى بانقيا تقضي بين اليهود! فسيّره إليها ، فقضى بين اليهود شهرين (٣).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٣٥ ـ ٣٧ عن أبي مخنف.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٣٥ عن أبي مخنف.
(٣) شرح النهج للمعتزلي ٤ : ٩٨ عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي.