أو لم يبلغكم قول مستفيض فيكم : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لي ولأخي : «هذان سيّدا شباب أهل الجنة»؟! فإن صدّقتموني بما أقول ، وهو الحق ، فو الله ما تعمّدت كذبا مذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله ويضرّ به من اختلقه ... وإن كذّبتموني! فإنّ فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم :
سلوا : جابر بن عبد الله الأنصاري ، أو أبا سعيد الخدري ، أو سهل بن سعد الساعدي ، أو زيد بن أرقم ، أو أنس بن مالك ، يخبروكم ، أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلىاللهعليهوآله لي ولأخي ، أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟!
وكان شمر بن ذي الجوشن متقدّما نحو الإمام عليهالسلام وخاف أن يتأثّر الناس بكلامه فقطعه يقول : من كان يدري ما تقول فهو ممّن يعبد الله على حرف (طرف) فتظاهر بهذا بعدم فهمه لكلام الإمام عليهالسلام.
ولذلك أجابه حبيب بن مظاهر الأسدي بقوله : وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول (إذ) قد طبع الله على قلبك!
فقال الإمام عليهالسلام : فإن كنتم في شكّ من هذا القول! أفتشكّون أثرا بعد؟! أما إنّي ابن بنت نبيّكم؟! فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري ، منكم ولا من غيركم ، أنا ابن بنت نبيّكم خاصة.
أخبروني أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟! أو مال استهلكته؟! أو بقصاص من جراحة؟! فأخذوا لا يكلّمونه ...
ورأى الإمام عليهالسلام قوّادهم متقدّمين أمامه يسمعونه : شبث بن ربعي اليربوعي التميمي ، وحجّار بن أبجر العجلي ، وقيس بن الأشعث الكندي ، ويزيد بن الحارث الشيباني ، وكانوا ممّن كتبوا إليه أن يقدم إليهم وهو يعرفهم ، فخصّهم بالنداء وقال : ألم تكتبوا إليّ : أن «قد أينعت الثمار واخضّر الجناب ، وطمّت الجمام (ارتفعت مياه الحفر) وإنّما تقدم على جند لك مجنّد ، فأقبل»؟! فتنكّروا وانكروا وقالوا : لم نفعل! فقال : سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم! ثمّ التفت إلى الناس وقال :