الفطرة (١).
وهذا صريح في التفصيل بين السب والبراءة بجواز التقية في الأول والمنع عن الثاني.
٢ ـ ما رواه الشيخ عن على بن على أخي دعبل الخزاعي عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على بن ابى طالب عليهمالسلام انه قال : انكم ستعرضون على سبي فإن خفتم على أنفسكم فسبوني ، الا وانكم ستعرضون على البراءة منى فلا تفعلوا فإني على الفطرة (٢).
والحديث مثل سابقة في الدلالة على التفصيل وظاهره حرمة البراءة.
٣ ـ ما رواه الرضى قدسسره في «نهج البلاغة» عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام انه قال : اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم ، مندحق البطن ، يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ولن تقتلوه ، الا وانه سيأمركم بسبي والبراءة مني فأما السب فسبوني فإنه لي زكاة ولكم نجاة ، واما البراءة فلا تبرأوا مني فإني ولدت على الفطرة ، وسبقت بالايمان والهجرة (٣).
ويعارض هذه الروايات ما مر في رواية مسعدة بن صدقه (٢ / ٢٩) ، ولكن الإنصاف انه يمكن حمل هذه الروايات على ذاك الزمان العنود وفي تلك الافاق الكاسفة نورها الظاهرة غرورها ، التي كان من الواجب كفاية ـ على الأقل ـ إظهار كلمة الحق والافتداء بالأنفس لئلا تنمحي آثار
__________________
(١) الحديث ٨ من الباب ٢٩ من أبواب الأمر بالمعروف من الوسائل.
(٢) الحديث ٩ من الباب ٢٩ من أبواب الأمر بالمعروف من الوسائل.
(٣) الحديث ١٠ من الباب ٢٩ من أبواب الأمر بالمعروف من الوسائل.