٣ ـ بما ذا تتحقق اليد
قد عرفت ان حقيقة اليد هي الاستيلاء والسيطرة على الشيء بحيث يمكن لصاحبها التصرف فيه كيفما شاء ، والتغلب فيه كيفما أراد ، فهي لا تتكيف بكيفية خاصة ، بل تختلف باختلاف الحالات والمقامات ؛ فربما يكون نحو من الاستيلاء محققا لليد في مقام ولا يكون كذلك في مقام آخر ، أو بالنسبة إلى شيء دون آخر ؛ أو حالة دون اخرى ؛ والمعيار في جميع ذلك هو العرف.
فقد تتحقق اليد بكون الشيء في يد الإنسان حقيقة ، كالفلوس إذا كانت في كفه.
واخرى تكون بالتعلق ببدن الإنسان ، كالقميص الذي لبسه ، والحذاء في رجله والمنظرة على عينه ، والفلوس في كيسه ؛ والشيء على عاتقه.
وثالثة تكون بركوبه ، كركوب الدابة أو ركوبه في محل خاص كالسائق للسيارة ؛ فان استقراره في محله سبب لاستقرار يده عليها ، دون غيره من الركاب.
ورابعة بأخذ زمامه كما يأخذ المكاري زمام الناقة وأمثالها ، أو المشي في جانبه كما يمشى هو أيضا على جانب القافلة على الوضع الخاص لو كان.
وخامسة بالسكون فيه كسكون الإنسان في الدار وفي الدكان وشبهه.
وسادسة بكون مفتاحه بيده ؛ وان لم يكن ساكنا فيه كما في الدور والخانات والدكاكين وغيرها إذا كانت غير مسكونة.
وسابعة بالعمل فيها بالمباشرة أو التسبيب كما في عمل الفلاحين في الأراضي الزراعية بالزرع وانحصاد وغيرهما ، إذا لم يكن سبب آخر هناك تحقق سيطرتهم واستيلائهم عليها ؛ الى غير ذلك من الأنحاء والاشكال التي يطلع عليها من سيبر موارد الملك بين العقلاء والعرف.