ويؤيده ما ورد في قضية شيخ البطحاء عبد المطلب وقرعته لكشف مرضات ربه بالفداء عن عبد الله (١).
وما ورد في تفسير العياشي في حديث يونس من قوله : «فجرت السنة ان السهام إذا كانت ثلث مرات لا تخطى» (٢).
وما روى عن أمير المؤمنين عليهالسلام ما من قوم فوضوا أمرهم الى الله عزوجل وألقوا سهامهم الا خرج السهم الأصوب» (٣).
هذا ولكن يظهر من بعض اخبارها ان حجيتها ليست بملاك كشفها عن الواقع المجهول بل بملاك أنها «أقرب الى العدالة» وأبعد من العمل بالميول والأهواء في موارد جريانها ، مثل ما ورد في رواية ابن مسكان عن الصادق عليهالسلام : «وأي قضية أعدل من قضية يجال عليها بالسهام يقول الله (فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ)» (٤).
ويؤيد هذا استشهاده بقضية يونس ، بناء على كفاية إلقاء واحد غير معين منهم عند الحوت لدفع شره فتأمل.
ويؤيده أيضا ما ورد في غير واحد من اخبارها من قوله «كل ما حكم الله فليس بمخطئ» في مقام الجواب عن قول السائل : «ان القرعة تخطى وتصيب» بناء على ان المراد منه عدم الخطاء في الحكم بحجية القرعة ، وانه إذا حكم الله سبحانه بشيء ففيه مصلحة لا محالة ، فخطاء القرعة عن الواقع أحيانا لا يمنع عن صحة هذا الحكم واشتماله على المصلحة ، واما لو قلنا ان المراد منه عدم خطاء القرعة عن الواقع المجهول كان دليلا آخر على كونها امارة قطيعة.
هذا ويمكن ان يقال انه لا منافاة بين الملاكين ولا مانع من كون حجيتها بكليهما :
__________________
(١) راجع الصفحة ٣٤٧.
(٢) راجع الصفحة ٣٣٣.
(٣) راجع الصفحة ٣٣٤.
(٤) راجع الصفحة ٣٣٤.