المفهومية في ضمن هيئاتها ، وقد حقق في محلّه : ان مبادئ الاشتقاق ليست بين المصادر المقتضية لعمل الأفعال مثلا ولا أسمائها الغير المقتضية لذلك بما لها من الصور الخاصة الحافظة لمعانيها الحدثيّة محفوظة في جميع المباني ، وإنما هي نفس المواد المعرّاة عن كل صورة متحصّلة والجارية من الهيئات الموجبة لتحصّلها في المفهومية مجرى الهيولى من الصور الجوهرية وكما انه لا تحصّل في عالم العين إلا بورود تلك الصور عليها ، وأما بنفسها فليست إلا قوّة محضة فلذا لا تحصل لتلك المواد أيضا في المفهومية إلا بورود الهيئات المذكورة عليها ، وفي ضمنها باعتبار معانيها النوعية ، واما بنفسها فليس لها حظّ من ذلك إلا بمجرّد الشأنية ومحض قوّة هيولائية ولمكان ان هيئات الأفعال بما هي أدوات لنسبة تلك المواد إلى موضوعاتها أو سائر ملابساتها الموجبة لتحصّلها في المفهومية وخروجها عن محض القوّة والشأنيّة إلى الفعلية في ذلك فيكون تحصّل ما عرفت انه الجزء الاسمي من معاني الأفعال حينئذ في عرض ورود النسبة عليه ، وفي طيّ التراكيب لا بما هو مفهوم إفرادي بحيال ذاته كما عرفت انه الشأن في المفاهيم الاسمية المستقلّة جامدة كانت أم مشتقّة ، ويتوقّف كل من تحصّله لنفسه ، وانتسابه إلى غيره على الآخر توقّفا معيّا ، وتتقوّم هويّة المفهومية بالانتساب المذكور وعدم صلاحيّته للاسناد إليه من هذه الجهة ، ويتوسّط في الاستقلال وعدمه بين الإسم والحرف بهذا الاعتبار فتشارك مفهوم الاستقلالية الاسمية بأنها عند التحصّل تكون حاصلة في نفسها لنفسها متحصّلا بغيرها ، وهو النسبة لها ، والحرفية بعدم التحصّل إلا في موطن الاستعمال التركيبي ، والافتقار إلى الغير في ذلك ، وتمتاز