مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً)(١).
فركز عمرو بن عبد ود رمحه في الأرض ، وأقبل يجول حوله ، ويرتجز ، ويقول :
ولقد بححت من الندا |
|
ء بجمعكم : هل من مبارز؟ |
ووقفت إذ جبن الشّجا |
|
ع مواقف القرن المناجز |
إني كذلك لم أزل |
|
متسرعا نحو الهزاهز |
إن الشجاعة في الفتى |
|
والجود من خير الغرائز |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من لهذا الكلب؟» فلم يجبه أحد ، فقام إليه أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : «أنا له ، يا رسول الله» فقال : «يا علي ، هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل» (٢) فقال : «أنا علي بن أبي طالب» فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ادن مني» فدنا منه ، فعممه بيده ، ودفع إليه سيفه ذا الفقار ، وقال له : «اذهب ، وقاتل بهذا». وقال : «اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، ومن فوقه ، ومن تحته».
فمر أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو يهرول في مشيه ، وهو يقول :
«لا تعجلنّ فقد أتا |
|
ك مجيب صوتك غير عاجز |
ذو نية وبصيرة |
|
والصدق منجي كل فائز |
إني لأرجو أن أقيم |
|
عليك نائحة الجنائز |
__________________
(١) الأحزاب : ١٨ و ١٩.
(٢) يليل : موضع ، وهو وادي ينبع ، أو وادي الصفراء دوين بدر. وفارس يليل : لقب عمرو بن عبد ود ، انظر : «لسان العرب ـ يليل ـ ج ١١ ، ص ٧٤٠».