* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ) (٤٥) [سورة المؤمن : ٤٥]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا) : «أما لقد سلطوا عليه وقتلوه ، ولكن أتدرون ما وقاه؟ وقاه أن يفتنوه في دينه» (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «والله لقد قطعوه إربا إربا ، ولكن وقاه أن يفتنوه في دينه» (٢).
وقال أبو محمد الحسن العسكري عليهالسلام : «قال بعض المخالفين بحضرة الصادق عليهالسلام لرجل من الشيعة : ما تقول في العشرة من الصحابة؟ قال : أقول فيهم الخير الجميل الذي يحط الله به سيئاتي ويرفع به درجاتي. قال السائل : الحمد لله على ما أنقذني من بغضك ، كنت أظنّك رافضيا تبغض الصّحابة! فقال الرجل : ألا من أبغض واحدا من الصّحابة فعليه لعنة الله ، قال : لعلّك تتأوّل ما تقول في من أبغض العشرة من الصحابة؟ فقال : من أبغض العشرة من الصحابة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فوثب فقبّل رأسه ، وقال : اجعلني في حلّ مما قذفتك به من الرفض قبل اليوم ، قال : أنت في حلّ وأنت أخي. ثم انصرف السائل ، وقال له الصادق عليهالسلام : جوّدت ، لله درك ، لقد عجبت الملائكة في السماوات من حسن توريتك ، وتلفظك بما خلّصك الله ، ولم تثلم دينك ، وزاد الله في مخالفينا غمّا إلى غم ، وحجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في أنفسهم.
فقال بعض أصحاب الصادق عليهالسلام : يا بن رسول الله ، ما عقلنا من كلام
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ، ص ١٧١ ، ح ١.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٥٨.