وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «عاش نوح بعد نزوله من السفينة خمسين سنة ، ثم أتاه جبرئيل عليهالسلام ، فقال له : يا نوح ، قد انقضت نبوتك ، واستكملت أيامك ، فانظر الاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوة التي معك فادفعها إلى ابنك سام ، فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي ، فيكون نجاة فيما بين قبض النبي ومبعث النبي الآخر ، ولم أكن أترك الناس بغير حجة ، وداع إلي ، وهاد إلى سبيلي ، وعارف بأمري ، فإني قد قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ، ويكون حجة على الأشقياء».
قال : «فدفع نوح عليهالسلام الاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوة إلى ابنه سام ، وأما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به. قال : وبشرهم نوح بهود عليهالسلام وأمرهم باتباعه ، وأن يفتحوا الوصية كل عام فينظروا فيها ، ويكون عيدا لهم ، كما أمرهم آدم عليهالسلام ، فظهرت الجبرية في ولد حام ويافث ، فاستخفى ولد سام بما عندهم من العلم ، وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث ، وهو قول الله عزوجل : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) يقول : تركت على نوح دولة الجبارين ، ونصر الله محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك».
قال : «وولد لحام : السند ، والهند ، والحبش ، وولد لسام : العرب ، والعجم ، وجرت عليهم الدولة ، وكانوا يتوارثون الوصية عالم بعد عالم ، حتى بعث الله عزوجل هودا عليهالسلام» (١).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (٧٩) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (٨٢) [سورة الصافات : ٧٩ ـ ٨٢]؟!
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة : ص ١٣٤ ، ح ٣.