وليس ذلك المراد وإنما يطبع على قلب كل متكبر ، والمعنى أنه يطبع على القلوب إذا كانت قلبا قلبا من كل متكبر بمعنى أنه يختم عليها (١).
* س ٢٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ) (٣٧) [سورة المؤمن : ٣٦ ـ ٣٧]؟!
الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم القمّي : فبنى هامان له في الهواء صرحا ، حتى بلغ مكانا في الهواء لا يتمكّن الإنسان أن يقوم عليه من الرياح القائمة في الهواء ، فقال لفرعون : لا نقدر أن نزيد على هذا. فبعث الله رياحا ، فرمت به ، فاتّخذ فرعون وهامان عند ذلك التابوت ، وعمدا إلى أربعة أنسر ، فأخذا أفراخها وربّياها ، حتى إذا بلغت القوّة ، وكبرت ، عمدا إلى جوانب التابوت الأربعة ، فغرسا في كلّ جانب منه خشبة ، فنظرت الأنسر إلى اللحم ، فأهوت إليه ، وصّفقت بأجنحتها ، وارتفعت بهما في الهواء ، وأقبلت تطير يومها ، فقال فرعون لهامان : انظر إلى السّماء ، هل بلغناها؟ فنظر هامان ، فقال : أرى السّماء كما كنت أراها من الأرض في البعد. فقال : انظر إلى الأرض. فقال : لا أرى الأرض ، ولكنّي أرى البحار والماء.
قال : فلم تزل الأنسر ترتفع ، حتى غابت الشّمس ، وغابت عنهم البحار والماء ، فقال فرعون : يا هامان ، انظر إلى السّماء. فنظر ، فقال : أراها كما كنت أراها من الأرض. فلمّا جنّهم الليل ، نظر هامان إلى السّماء ، فقال فرعون : هل بلغناها؟ قال : أرى الكواكب كما كنت أراها من الأرض ، ولست
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٧٦.