عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٣) [سورة سبأ : ١ ـ ٣]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) إلى قوله تعالى : (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) ، قال : ما يدخل فيها (وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) يعني المطر (وَما يَخْرُجُ مِنْها) ، قال : من النبات (وَما يَعْرُجُ فِيها) قال : من أعمال العباد. ثم حكى عزوجل قول الدهريّة ، فقال : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ)(١).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «أول ما خلق الله ، القلم ، فقال له : اكتب. فكتب ما كان ، وما هو كائن إلى يوم القيامة» (٢).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) (٥) [سورة سبأ : ٤ ـ ٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : قال : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي : إنما أثبت ذلك في الكتاب المبين ، ليكافئهم بما يستحقونه من الثواب على صالح أعمالهم. (أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم ، وستر لها (وَ) لهم مع ذلك (رِزْقٌ كَرِيمٌ) أي : هنئ لا تنغيص فيه ولا تكدير. وقيل :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩٨.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩٨.