(وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) الآية ، وأنزل الله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) ، وأنزل تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً)(١).
* س ٢٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) (٥٥) [سورة الأحزاب : ٥٥]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : ثم رخص لقوم معروفين في الدخول عليهن بغير إذن ، فقال : (لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَ) إلى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً)(٢).
وقال معاوية بن عمار : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام نحوا من ثلاثين رجلا إذ دخل عليه أبي ، فرحّب به أبو عبد الله عليهالسلام وأجلسه إلى جنبه ، فأقبل عليه طويلا ، ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن لأبي معاوية حاجة ، فلو خففتم». فقمنا جميعا ، فقال لي أبي : ارجع ، يا معاوية. فرجعت ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «هذا ابنك؟» فقال : نعم ، وهو يزعم أن أهل المدينة يصنعون شيئا لا يحل لهم ، قال : «وما هو؟» قلت : إن المرأة القرشية والهاشمية تركب وتضع يدها على رأس الأسود ، وذراعها على عنقه.
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «يا بني ، أما تقرأ القرآن» قلت : بلى. قال : «اقرأ هذه الآية : (لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَ) ـ حتى بلغ ـ (وَلا ما مَلَكَتْ
__________________
(١) الطرائف : ص ٤٩٢ ، والآية من سورة الأحزاب : ٥٧.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٩٦.