وقال علي بن إبراهيم : قوله : (وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ) ، يقول : جعل فيها من كلّ دابة. قال : قوله : (فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) يقول : إن كلّ لون حسن ، والزوج : اللون الأصفر والأخضر والأحمر ، والكريم : الحسن. قال : قوله : (هذا خَلْقُ اللهِ) أي مخلوق الله ، لأنّ الخلق هو الفعل ، والفعل لا يرى ، وإنّما أشار إلى المخلوق ، وإلى السماء والأرض والجبال وجميع الحيوان ، فأقام الفعل مقام المفعول (١).
وقال الشيخ الطوسي : هذا إشارة إلى ما تقدم ذكره من خلق السماوات والأرض على ما هي به من عظمها وكبر شأنها من غير عمد يمنع من انحدارها ، وألقى الرواسي في الأرض لئلا تميد بأهلها (وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ) للاعتبار والانتفاع بها ، وأنزل من السماء ماء لإخراج كل نوع كريم على ما فيه من بهجة ولذة يستمتع بها. فهذا كله خلق الله فأين خلق من أشركتموه في عبادته حتى جاز لكم أن تعبدوه من دونه وهذا لا يمكن معه معارضة ، وفيه دليل على توحيده تعالى. ثم أخبر تعالى فقال : (بَلِ الظَّالِمُونَ) لأنفسهم بترك الاعتبار بآيات الله (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي عدول عن الحق بين ظاهر وما دعاهم إلى عبادتها أنها تخلق شيئا ولكن ضلالتهم بالجهل الذي اعتقدوه من التقرب بذلك إلى الله وأنها تقربهم إلى الله زلفى (٢).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢) وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (١٣) [سورة لقمان : ١٢ ـ ١٣]؟!
الجواب / قال هشام بن الحكم : قال لي أبو الحسن موسى بن
__________________
(١) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ١٦١.
(٢) التبيان : ج ٨ ، ص ٢٧٤.