هذا إلا موافقة صاحبنا لهذا المتعنّت الناصب ، فقال الصادق عليهالسلام : لئن كنتم لم تفهموا ما عنى فقد فهمناه نحن ، وقد شكره الله له ، إن الموالى لأوليائنا ، المعادي لأعدائنا إذا ابتلاه الله بمن يمتحنه من مخالفيه وفّقه لجواب يسلم معه دينه وعرضه ، ويعصمه الله بالتقيّة ، إن صاحبكم هذا قال : من عاب واحدا منهم ، فعليه لعنة الله ، أي من عاب واحدا منهم هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وقال في الثانية : من عابهم أو شتمهم فعليه لعنة الله ، وقد صدق ، لأنّ من عابهم فقد عاب عليّا عليهالسلام لأنّه أحدهم ، فإذا لم يعب عليا عليهالسلام ولم يذمه ، فلم يعبهم ، وإنما عاب بعضهم.
ولقد كان لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه التورية. كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد الله ونبوّة موسى ، وتفضيل محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على جميع رسل الله وخلقه ، وتفضيل علي بن أبي طالب عليهالسلام والخيار من الأئمة على سائر أوصياء النبيين وإلى البراءة من ربوبية فرعون ، فوشى به الواشون إلى فرعون ، وقالوا : إنه ابن عمي ، وخليفتي على مملكتي ، وولي عهدي ، إن فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره لنعمتي ، وإن كنتم كاذبين فقد أستحققتم أشد العذاب لإيثاركم الدخول في مساءته.
فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه ، وقالوا : أنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماءه ، فقال حزقيل : أيها الملك ، هل جربت عليّ كذبا قط؟ قال : لا ، قال : فسلهم من ربهم؟ قالوا : فرعون. قال : ومن خالقكم؟ قالوا : فرعون هذا. قال : ومن رازقكم ، الكافل لمعايشكم ، والدافع عنكم مكارهكم؟ قالوا : فرعون هذا. قال حزقيل : أيها الملك فأشهدك ومن حضرك أن ربّهم هو ربي ، وخالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو رازقي ، ومصلح معايشهم هو مصلح معايشي ، لا رب لي ولا خالق ولا رازق غير ربهم