جعل لي شواعر أدرك ما ابتغيت بها ، وجعل لي سراجا منيرا. قال : صدقت ، فما السادسة؟ قال : أن هداني لدينه ، ولم يضلني عن سبيله. قال : صدقت ، فما السابعة؟ قال : أن جعل لي مردّا في حياة لا انقطاع لها. قال : صدقت ، فما الثامنة؟ قال : أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا. قال : صدقت ، فما التاسعة؟ قال : أن سخّر لي سماءه وأرضه ، وما فيهما ، وما بينهما من خلقه. قال : صدقت ، فما العاشرة؟ قال : أن جعلنا سبحانه ذكرانا قوّاما على حلائلنا ، لا إناثا.
قال : صدقت ، فما بعد هذا؟ قال : كثرت نعم الله ـ يا نبي الله ـ فطابت ، وتلا : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها)(١) ، فتبسّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال : ليهنئك الحكمة ، ليهنئك العلم ـ يا أبا الحسن ـ وأنت وارث علمي ، والمبيّن لأمتي ما اختلفت فيه من بعدي ، من أحبّك لدينك ، وأخذ بسبيلك فهو ممن هدي إلى صراط مستقيم ، ومن رغب عن هداك ، وأبغضك ، لقي الله يوم القيامة لا خلاق له» (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام في قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) : «فهو النّضر بن الحارث ، قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اتبع ما أنزل إليك من ربك. قال : بل أتّبع ما وجدت عليه آبائي» (٣).
__________________
(١) إبراهيم : ٣٤.
(٢) الأمالي : ج ٢ ، ص ١٠٥.
(٣) تفسير القميّ : ج ٢ ، ص ١٦٦.