السماوات والأرض أعظم وأبعد في أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي ، فكيف جوزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم ، والأصعب لديكم ، ولم تجوزوا ما هو سهل عندكم من إعادة البالي؟ وقال الصادق عليهالسلام : فهذا الجدال بالتي هي أحسن ، لأن فيها انقطاع دعوى الكافرين ، وإزالة شبهتهم» (١).
وقال علي بن إبراهيم ، قوله : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) وهو المرخ والعفار (٢) ، ويكون في ناحية بلاد المغرب ، فإذا أرادوا أن يستوقدوا أخذوا من ذلك الشجر ، ثم أخذوا عودا فحركوه فيه ، فيستوقدون منه النار (٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «قوام الإنسان وبقاؤه بأربعة : بالنار ، والنور ، والريح ، والماء. فبالنار يأكل ويشرب ، وبالنور يبصر ويعقب ، وبالريح يسمع ويشم ، وبالماء يجد لذة الطعام والشراب ، فلو لا النار في معدته لما هضمت الطعام ، ولو لا أن النور في بصره لما أبصر ولا عقل ، ولو لا الريح لما التهبت نار المعدة ، ولو لا الماء لم يجد لذة الطعام والشراب».
قال : وسألته عن النيران؟ فقال : «النيران أربعة : نار تأكل وتشرب ، ونار تأكل ولا تشرب ، ونار تشرب ولا تأكل ، ونار لا تأكل ولا تشرب. فالنار التي تأكل وتشرب فنار ابن آدم ، وجميع الحيوان ، والتي تأكل ولا تشرب فنار الوقود ، والتي تشرب ولا تأكل فنار الشجرة ، والتي لا تأكل ولا تشرب فنار
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ص ٥٢٧ ، ح ٣٢٢.
(٢) المرخ والعفار : شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر ، ويسوى من أغصانها الزناد فيقتدح بها. «لسان العرب ـ عفر ـ ج ٤ ، ص ٥٨٩».
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢١٨.