.................................................................................................
______________________________________________________
لا حقيقية ، والمادة بالنسبة إلى صورها التي بها تتنوع الى المشتقات كذلك ، فان المادة التي لها صورة ضرب أو يضرب أو اضرب أو ضارب لا تحصل لها بذاتها وتحصلها يكون بهيئة مشتقاتها ، والذي نقل السكاكي الاتفاق على كونه موضوعا للماهية لا بشرط الذي يطلقون عليه لفظ المصدر كلفظ ضرب هو مادة له هيئة مخصوصة ، والمادة التي لها هيئة مخصوصة لا يعقل ان يرد عليها هيئة اخرى ، لأنها بورود الهيئة عليها تكون متحصلة ، ومتى تحصلت لا يعقل ان تكون مادة لهيئة اخرى ، لأن الذي يكون مادة للهيئة هو اللامتحصل والذي ليست له فعلية ، ومتى كانت له فعلية يابى ـ حينئذ ـ عن فعلية اخرى ، مضافا الى ضرورة الوجدان : بان لفظ ضرب بما هو متهيأ بهذه الهيئة ليس هو مادة للفظ ضرب.
فاتضح : ان اتفاقهم على ان المسمى بالمصدر موضوع للماهية لا بشرط لا ينافي اختلافهم في المقام في المادة التي هي المبدأ لسائر المشتقات وان النزاع فيها لا في الهيئة.
ولذا قال (قدسسره) : «ان الاتفاق على ان المصدر المجرد عن اللام والتنوين» لأن ما فيه التنوين عندهم يدل على الوحدة ، وما فيه اللام يختلف فتارة تكون اللام فيه للتعريف فيدل على ما اريد من المعرف ، واخرى يكون مفاده مفاد اسم الجنس.
فالاتفاق المذكور على المصدر المجرد من اللام والتنوين «لا يدل الّا على الماهية على ما حكاه السكاكي لا يوجب» : أي الاتفاق المذكور «كون النزاع هاهنا في الهيئة» دون المادة «كما في الفصول فانه غفلة وذهول» إلى آخر قوله «الا على الماهية» ثم قال (قدسسره) : «ضرورة ان المصدر» المنقول الاتفاق على وضعه للماهية لا بشرط «ليست مادة لسائر المشتقات» إلى آخر كلامه ، ثم اشار (قدسسره) إلى ان المصدر لا يعقل ان يكون هو المادة لسائر المشتقات ، لأن المادة التي هي المبدأ الساري في جميع المشتقات لا بد وان تكون لا بشرط من حيث الحمل ومن حيث ساير الجهات. وقد عرفت ان المصدر الذي نقل الاتفاق على وضعه ـ كما عن السكاكي ـ هو ماخوذ بشرط لا ، حيث عرفت في ما تقدم في ابحاث المشتق ان المصدر ماخوذ