حسب ما يقتضيه الحال من إظهار المحبة أو الانكار أو التقرير إلى غير ذلك (١) ، ومنه ظهر أن ما ذكر من المعاني الكثيرة لصيغة الاستفهام ليس كما ينبغي أيضا (٢).
______________________________________________________
(١) قد عرفت ان العجز لازم التمني الحقيقي ، والجهل لازم الترجي والاستفهام الحقيقيين.
(٢) قد عرفت ان القوم ذكروا لصيغة الامر معاني أخر وان ظاهر كلامهم ان الصيغة مستعملة في نفس تلك المعاني في قبال استعمالها في نفس الطلب ، وقد تبين انهم خلطوا بين ما هو المستعمل فيه وداعي الاستعمال ، وان هذه الامور والمعاني من دواعي استعمال الصيغة في الطلب كما ان الداعي الجدي والطلب الحقيقي يكون من داعي استعمال الصيغة في انشاء الطلب ، فانهم ذكروا في صيغ الاستفهام والترجي والتمني مثل ذلك ، وان ظاهر كلامهم ان أداة الاستفهام تستعمل في الاستفهام الحقيقي وتستعمل في غيره من المعاني التي ذكروها من الانكار واظهار المحبة وغير ذلك.
والحق : ان الحال هنا كصيغة الامر فان ادوات الاستفهام تستعمل دائما في انشاء الاستفهام وان الداعي لانشاء الاستفهام كما يكون هو الاستفهام الحقيقي وطلب الفهم واقعا ، كذلك يكون غيره من المعاني الأخر كالانكار واظهار المحبة سببا وداعيا لانشاء الاستفهام ، فصيغ الاستفهام لم تستعمل الّا في انشاء الاستفهام وليست بمستعملة في المعاني التي ذكروها لها ، وحتى في الاستفهام الحقيقي فان صيغة الاستفهام لم تستعمل ، بل هي مستعملة دائما في انشاء الاستفهام ، والاستفهام الحقيقي يكون داعيا لانشاء الاستفهام كما ان غيره كالانكار واظهار المحبة يكون داعيا ايضا لانشاء الاستفهام فلا معنى لما يظهر منهم ان هذه المعاني التي ذكروها هي معان لصيغة الاستفهام ، بل هي دواع لانشاء الاستفهام ، مثل الاستفهام ساير الصيغ