.................................................................................................
______________________________________________________
كقوله تعالى : (اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ)(١) والتمني ، كقول امرئ القيس : ألا ايها الليل الطويل الّا انجلي فان امر الليل بالانجلاء مما لا يرجى حصوله من الليل. والتهديد ، كقوله تعالى : (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ)(٢) والاهانة ، كقوله تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)(٣) والانذار ، كقوله تعالى : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ)(٤) والاحتقار ، كقوله تعالى : (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ)(٥) والتعجيز ، كقوله تعالى : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)(٦) والتسخير ، كقوله تعالى : (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)(٧) وغير ذلك مما لم يذكر المصنف كالارشاد وهو قوله تعالى : (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ)(٨) والتكوين ، كقوله تعالى : (كُنْ فَيَكُونُ)(٩) الى غير ذلك ايضا مما ذكروه ، وقد عرفت ان ظاهر عد هذه المعاني لصيغة الامر هو كونها في قبال استعمالها في الطلب ، وانها مستعملة في هذه المعاني كما هي مستعملة في الطلب وهذا واضح البطلان ، لانه :
اولا : ان هذه الامور هي من دواعي الاستعمال ، وما كان من قبيل الداعي الى الاستعمال لا يكون مستعملا فيه.
وثانيا : ان ظاهر جعلها في مقابل الطلب كون هذه المعاني مدلولة للهيئة لا للمادة ، والهيئة انما تدل على الطلب الواقع نسبته بين المخاطب والمخاطب والفعل المبعوث اليه الذي هو المادة ، وهذه المعاني لا يصح ان تكون نسبة كذلك ، فان التعجيز ـ مثلا ـ ليس هو مما يصح ان يقع نسبة كذلك ، بل الواقع نسبة بين الآمر المعجّز والمامور العاجز عن فعل الشيء ، وفعل الشيء هو الطلب من الآمر للمامور المتعلق بالشيء الذي يعجز عنه المامور والمخاطب.
__________________
(١) يوسف : الآية ٨٧.
(٢) التوبة : الآية ١٠٥.
(٣) الدخان : الآية ٤٩.
(٤) هود : الآية : ٦٥.
(٥) المؤمنون : الآية ١٠٨.
(٦) البقرة : الآية ٢٣.
(٧) البقرة : الآية ٦٥.
(٨) البقرة : الآية ٢٨٢.
(٩) يس : الآية ٨٢.