.................................................................................................
______________________________________________________
وتوضيح كون السعادة والشقاوة من ملازمات ذات السعيد او الشقي ان السعادة هي كون ماهية الشخص تامة ، والشقاوة هي كون ماهيته ناقصة ، والكمال والنقصان في الماهية من لوازمها ، ولوازم الماهية غير متعلق للافاضة القدسية ، ولذا قالوا : ان الذاتي لا يعلل ، والى هذا يشير كلام الشيخ ابن سينا ان الله لم يجعل المشمش مشمشا ، وانما اوجده ، والى هذا يرجع ما ورد في بعض الآثار عن أئمة الهدى : الشقي شقي في بطن أمه ، والسعيد سعيد في بطن أمه ، والناس معادن كمعادن الذهب والفضة ... الى غير ذلك من امثال هذه المضامين.
بقي شيء : وهو تفسير الكلمة المعروفة الواردة عن أئمة الحق وهي انه لا جبر ولا تفويض وانما هو امر بين امرين ففيه احتمالات :
الاول : انك قد عرفت ان واهب الوجود للموجودات هو الله جل وعلا ، فافعال العباد وما يصدر منهم في الخارج ، كالقتل ـ مثلا ـ فان القاتل الذي يقتل النفس المحرم قتلها اذا قتل فان الذي يصدر منه هو الاعداد التام الذي يتعقبه قبض روح المقتول لزوما ، واما نفس قبض روح المقتول فهو فعل الله لا غير ، فلا جبر حيث ان الاعداد التام الذي لا بد ان يتعقبه وجود المعلول هو من الفاعل ، ولا تفويض حيث ان صورة وجود المعلول هي منه تبارك وتعالى ، فاذا هو امر بين امرين.
الثاني : ان الفاعل المباشر للفعل هو ذات العبد ، فوجود العبد وعلمه وقدرته واختياره هو الفاعل القريب للفعل ، وحيث ان واهب وجود العبد وعلمه وقدرته واختياره هو الله تبارك وتعالى فهو فاعل ايضا ولكنه فاعل بعيد ، فبالنظر الى الفاعل المباشر القريب لا جبر ، وبالنظر الى الفاعل البعيد لا تفويض ، بل هو امر بين امرين.
الثالث : ان نفس فعل العبد له انتسابان انتساب الى العبد باعتبار انه به وجود الفعل لانه لولاه لما صدر ، وانتساب الى الله باعتبار انه منه وجود كافة الموجودات وهو الفاعل الذي منه الوجود ، فمن نظر الى الجهة الاولى قال : بالتفويض ، ومن نظر