.................................................................................................
______________________________________________________
الذي يحصل بنفس الانشاء في الصيغ الانشائية الصادرة بقصد الجد ، فهي موجدة لمعانيها في الواقع ، ولذا فسره بقوله : أي قصد ثبوت معانيها وتحققها : أي تحقق معانيها «بها» : أي بانشاء هذه الصيغ وليس وراء هذا شيء ، ثم قال : «وهذا نحو من الوجود».
وقد اورد عليه :
اولا : بان الماهيات ينحصر وجودها في مقامين الذهن والعين : أي الخارج ، لوضوح ان المحقق للماهيات هو الوجود ، والوجود منحصر في الذهني والخارجي ، وليس للموجود مقام آخر غير هذين المقامين ، فما معنى قوله : وهذا نحو من الوجود؟
ثانيا : بانه ما معنى وصف الصيغ الانشائية بانها موجدة لمعانيها دون الجمل الخبرية؟ فان المراد من الايجاد للمعاني ليس الّا كونها بهذا الاستعمال تحصل معانيها ، وهذا المعنى مشترك بين الجمل الخبرية والانشائية ، فانه بعد ان كانت الالفاظ وجودا تنزيليا للمعنى بواسطة العلقة الوضعية ، فلا بد وان يكون وجود الالفاظ وجودا لها بالذات وللمعنى بالعرض والتنزيل ، فتكون الالفاظ بهذا المعنى موجدة لمعانيها ، إلّا ان هذا مشترك بين الجمل الخبرية والانشائية.
وثالثا : انهم صرحوا : بان الاخبار لا يزيد على الانشاء الّا بقصد الحكاية ، فجملة (بعت) الاخبارية لا تزيد على جملة بعت الانشائية الّا بانها قصد بها الحكاية دون (بعت) الانشائية. فاين النحو من الوجود الآخر المتحقق في الانشاء دون الاخبار؟ الذي يشير اليه بقوله : «وهذا نحو من الوجود» ، فان كان المراد بهذا النحو من الوجود هو وجود المعنى باللفظ الحاصل بالاستعمال فهو متحقق في الجمل الخبرية ايضا ، وان كان المراد ان هناك شيئا آخر يوجد في الصيغ الانشائية دون الجمل الخبرية فانا لا نجد فرقا فيما يحصل بجملة بعت الخبرية وبعت الانشائية سوى ان المقصود في الاولى الحكاية دون الثانية.